فهرس المحتويات
النشأة الأولى للعلامة الفيروز آبادي
هو محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم بن عمر الشيرازي الفيروز آبادي، ولد في سنة 729 هـ الموافق لسنة 1329 م. يعود سبب شهرة الفيروز آبادي إلى مسقط رأس والده، “فيروز آباد” الواقعة جنوب شيراز. ترعرع الفيروز آبادي في كنف أسرة متدينة وعالمة، حيث كان والده من العلماء المعروفين بتبحرهم في اللغة والأدب في مدينة شيراز.
مسيرته العلمية والمهنية
كان الفيروز آبادي رحمه الله غزير العلم، وذا مكانة عظيمة بين العلماء، وقد صنف الكثير من الكتب والمصنفات.
الحياة العلمية للعلامة
تلقى الفيروز آبادي تعليمه الأولي على يد والده، حيث نهل منه الأدب واللغة. تميز بحدة ذهنه، وقوة ذكائه، وسرعة بديهته وفطنته الكبيرة. كان حريصًا على طلب العلم شغوفًا بالمعرفة، وسريع الحفظ. حفظ القرآن الكريم وهو في السابعة من عمره، ثم أرسله والده إلى أفضل الأساتذة والعلماء في شيراز.
برع في اللغة حتى ذاع صيته وهو في ريعان شبابه، وأقبل على طلب الحديث، واستمع إلى الشيوخ في دمشق الشام، منهم الشيخ تقي الدين السبكي الكبير، وولده أبي النصر تاج الدين السبكي الصغير، وابن نباتة، وابن جماعة. وقد طاف البلاد طولًا وعرضًا بحثًا عن العلم.
ذاع صيته بين الناس، وتجلت مواهبه وتفوقه، وتداول الناس مصنفاته. دخل الهند ثم زبيد، فاستقبله ملكها الأشرف إسماعيل استقبالًا حافلًا، وعينه قاضيًا، وبالغ في إكرامه واحترامه. كان الفيروز أبادي محبوبًا لدى الحكام والأمراء، وكان كلما حل بدولة أغدق عليه أميرها بالهبات والعطايا، إلا أنه مع كل ما كان يجنيه من أموال كان قليل ذات اليد بسبب كثرة إنفاقه.
كان لا يسافر إلا ومعه العديد من الأحمال المحملة بالكتب. تلقى الفيروز آبادي علومه على يد علماء عصره وأبرزهم ابن القيم الجوزية. كما تتلمذ على يديه العديد من العلماء الأفذاذ، مما ساهم في شهرته ورفعته إلى مكانة علمية رفيعة ومنزلة مرموقة. ألف العديد من الكتب والمصنفات الغزيرة في علوم مختلفة كاللغة والتفسير والحديث والتاريخ والفقه.
الحياة العملية للعلامة
من شدة شغف الفيروز آبادي بالعلم، هجر وطنه، وسافر باحثًا عن كبار العلماء في مختلف البلدان. سافر بدايةً إلى العراق، وتحديدًا إلى محافظة واسط، وقرأ بها القراءات العشر، ثم رحل إلى بغداد، وتتلمذ على يد القاضي عبد الله بن بكتاش مدرس النظامية.
بعد ذلك، توجه إلى بلاد الشام لدمشق، وتعلم على يد أكثر من مئة شيخ، أبرزهم ابن القيم الجوزية. ثم ارتحل إلى القدس، فتتلمذ على يد كبار العلماء فيها، وعلّم العديد من الأئمة الذين اشتهروا فيما بعد، ثم تعلّم في غزة، وفي الرملة ثم ذهب للقاهرة، واستمع إلى علمائها.
توجه إلى بلاد الروم والهند، وعاد قاصدًا مكة، ثم سارت به الطرق إلى زبيد باليمن، واستقبله الملك الأشرف إسماعيل بحفاوة وتكريم، وأعطاه ألف دينار، وبقي مقيمًا في رعاية الملك ينشر العلم، ويؤلف المؤلفات ويقصده الطلبة، فاستقر بزبيد مع الاستمرار في وظيفته إلى أن دنا أجله في عام 817 هـ الموافق لسنة 1415 م، وفي أثناء إقامته باليمن ذهب إلى مكة مرات عديدة إلى بيت الله الحرام.
وفاته
توفي الفيروز آبادي في الثاني من شهر يناير عام 1415 ميلادي.