الفعل المضارع المنتهي بحرف علة

شرح مفصل للفعل المضارع الذي ينتهي بحرف علة، وكيفية إسناده إلى الضمائر المختلفة، بالإضافة إلى إعرابه في حالات الرفع والنصب والجزم.

توضيح الفعل المضارع ذو النهاية المعتلة

الفعل المضارع المعتل الآخر هو الفعل الذي يشير إلى وقوع حدث في الزمن الحاضر أو المستقبل القريب، ويختتم بأحد حروف العلة وهي الألف أو الواو أو الياء، مثل الأفعال “يسعى” و “يدعو” و “يقضي”. ويطلق عليه أيضاً “الفعل المعتل الناقص”.

كلمة “معتل” تعني أن حروف العلة الموجودة فيه قابلة للتغيير والتبديل بسبب عوامل مختلفة تؤثر على الفعل. أما تسميته بـ “الفعل الناقص” فتعود إلى أن حروفه قد تحذف عند إسناده إلى بعض الضمائر، مثل “واو الجماعة” و “ياء المخاطبة”.

من الضروري التمييز بين الاسم المعتل الآخر والفعل المضارع المعتل الآخر. فالاسم المعتل الآخر له تسميتان حسب حرف العلة: إذا انتهى الاسم بالألف، يسمى “الاسم المقصور”، وإذا انتهى بالياء، يسمى “الاسم المنقوص”. أما الفعل الناقص فيطلق على الفعل المعتل الآخر بغض النظر عن حرف العلة الذي ينتهي به.

إلحاق الفعل المعتل الآخر بالضمائر

عند إسناد الفعل المضارع المعتل الآخر إلى الضمائر المتصلة، تطرأ عليه بعض التغييرات في نهايته تبعاً للضمير المستخدم، وفيما يلي تفصيل ذلك:

إضافة ألف الاثنين للفعل المضارع المعتل

ألف الاثنين هي ألف ساكنة تتصل بالفعل وتشير إلى اثنين (مذكر أو مؤنث)، وتعتبر ضميراً متصلاً في محل رفع فاعل. عند إسناد الفعل المضارع المعتل الآخر إلى ألف الاثنين، يعاد حرف العلة (الألف) إلى أصله (واو أو ياء)، ثم تضاف الألف. أما إذا كان الفعل ينتهي بالواو أو الياء، فيكتفى بإضافة الألف فقط.

أمثلة توضيحية:

  • يسعى: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالألف. عند إسناده إلى ألف الاثنين يصبح “يسعيان”؛ حيث قلبت الألف في آخر الفعل ياء ثم أضيفت ألف الاثنين.
  • يسقي: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالياء. عند إسناده إلى ألف الاثنين يصبح “يسقيان”؛ حيث أضيفت ألف الاثنين دون أي تغيير في نهاية الفعل.
  • يدعو: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالواو. عند إسناده إلى ألف الاثنين يصبح “يدعُوان”؛ حيث أضيفت ألف الاثنين دون أي تغيير في نهاية الفعل.

إضافة نون النسوة للفعل المضارع ذو النهاية المعتلة

نون النسوة هي نون مفتوحة وما قبلها ساكن، وتشير إلى جمع المؤنث، وتعرب ضميراً متصلاً في محل رفع فاعل. عند إسناد هذا الضمير إلى الفعل المضارع المعتل الآخر، يعاد حرف العلة (الألف) إلى أصله (واو أو ياء)، وتضاف نون النسوة. أما إذا كان الفعل ينتهي بالواو أو الياء، فيكتفى بإضافة نون النسوة دون تغيير في آخر الفعل.

أمثلة توضيحية:

  • يخشى: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالألف. عند إسناده إلى نون النسوة يصبح “يخشَيْن”؛ حيث قلبت الألف في آخر الفعل ياء ثم أضيفت نون النسوة.
  • يقضي: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالياء. عند إسناده إلى نون النسوة يصبح “يقضيْنَ”؛ حيث أضيفت نون النسوة دون أي تغيير في نهاية الفعل.
  • يسمو: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالواو. عند إسناده إلى نون النسوة يصبح “يسموْنَ”؛ حيث أضيفت نون النسوة دون أي تغيير في نهاية الفعل.

إضافة واو الجماعة للفعل المضارع المعتل الآخر

واو الجماعة هي واو ساكنة، وتشير إلى جمع المذكر، وتعرب ضميراً متصلاً في محل رفع فاعل. عند إسناد الفعل المعتل الآخر إلى واو الجماعة، يحذف حرف العلة ويوضع حركة مناسبة على ما قبل الحرف المحذوف.

أمثلة توضيحية:

  • يخشى: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالألف. عند إسناده إلى واو الجماعة يصبح “يخشَوْن”؛ حيث حذفت الألف من آخر الفعل وفتح الحرف الذي قبلها للدلالة عليها.
  • يمشي: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالياء. عند إسناده إلى واو الجماعة يصبح “يمشُون”؛ حيث حذفت الياء من آخر الفعل وضم الحرف الذي قبلها للدلالة عليها.
  • يمحو: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالواو. عند إسناده إلى واو الجماعة يصبح “يمحُون”؛ حيث حذفت الواو من آخر الفعل وضم الحرف الذي قبلها للدلالة عليها.

إضافة ياء المخاطبة للفعل المضارع المعتل

ياء المخاطبة هي ياء ساكنة، وتشير إلى المؤنث المخاطب، وتعرب ضميراً متصلاً في محل رفع فاعل. عند إسناد الفعل المعتل الآخر إلى ياء المخاطبة، يحذف حرف العلة ويوضع حركة مناسبة على ما قبل الحرف المحذوف.

أمثلة توضيحية:

  • تخشى: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالألف، وعند إسناده إلى ياء المخاطبة يصبح “تخشَيْن”؛ حيث تم حذف الألف من آخر الفعل وفتح الحرف الذي قبلها ليدل عليها.
  • تمشي: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالياء، وعند إسناده إلى ياء المخاطبة يصبح “تمشِيْنَ”؛ حيث حذفت الياء من آخر الفعل وكسر الحرف الذي قبلها ليدل عليها.
  • تمحو: الفعل المضارع المعتل ينتهي بالواو، وعند إسناده إلى ياء المخاطبة يصبح “تمحِين”؛ حيث حذفت الواو من آخر الفعل وكسر الحرف الذي قبلها ليدل عليه.

بشكل عام، عند إسناد الفعل المعتل الآخر بالألف إلى واو الجماعة وياء المخاطبة، تحذف الألف ويفتح ما قبلها. وإذا انتهى الفعل بالواو أو الياء، يحذفان مع ضم ما قبلهما إذا أسندا لواو الجماعة، أو كسر ما قبلهما إذا أُسندا إلى ياء المخاطبة.

علامات إعراب الفعل المضارع المعتل النهاية

يتم إعراب الفعل المضارع المعتل الآخر حسب حالته الإعرابية من رفع ونصب وجزم، وفيما يلي توضيح ذلك:

  • الفعل المعتل الآخر في حالة الرفع: في حالة الرفع، تقدر الحركات على حروف العلة الثلاث تقديراً. فالواو والياء يمنع ظهور الحركة عليهما الثقل، بينما الحركة على الألف يمنع ظهورها التعذر.
  • الفعل المعتل الآخر في حالة النصب: تظهر الحركة على الواو والياء في الفعل المضارع المعتل الآخر إذا سبق بأدوات النصب كما في “لن يسقيَ”، بينما يتعذر ظهور الحركة على الألف.
  • الفعل المعتل الآخر في حالة الجزم: يعرب الفعل المعتل الآخر إذا سبق بأداة من أدوات الجزم بحذف حرف العلة من آخره مهما كان نوع الحرف من ألف أو واو أو ياء.

أمثلة على إعراب الفعل المعتل الآخر:

  • والدك يخشى عليك من صعوبة الطريق:
    يخشى: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره “هو” يعود على والدك.
  • يدعو الله أن يوفقه:
    يدعو: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
  • الحاكم العادل هو الذي يقضي بين الناس بالحق:
    يقضي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل.
  • لن أخشى الفريق المنافس إذا وثقتُ في نفسي:
    أخشى: فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه الفتحة منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنا.
  • أحب أن يسموَ الإنسان بأخلاقه:
    يسموَ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • يجب أن تمشيَ على الرصيف:
    تمشيَ: فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
  • لا ترضَ بغير التفوق:
    ترضَ: فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة الألف.
  • لتدعُ الناس إلى حفلة زواجك:
    لتدعُ: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة الواو.
  • سمير لم يشترِ الرواية الجديدة:
    يشترِ: فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة الياء.

المصادر

  1. زهدي عيد، الوافي في اللغة العربية، صفحة 108. بتصرّف.
  2. محمد اللبدي، معجم المصطلحات النحوية والصرفية، صفحة 238. بتصرّف.
  3. إميل يعقوب، موسوعة علوم اللغة العربية، صفحة 130-131. بتصرّف.
  4. زهدي عيد، الوافي في اللغة العربية، صفحة 108-109. بتصرّف.
  5. محمود عكاشة، علم الصرف الميسر، صفحة 88. بتصرّف.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الأفعال من حيث الجمود والتصرف

المقال التالي

قصة الفقير والبقال: دروس في الكرم والمصير

مقالات مشابهة

تدرج المسميات الوظيفية في إدارة الموارد البشرية

دليل شامل لتدرج المسميات الوظيفية في أقسام الموارد البشرية، بدءًا من المناصب المبتدئة وصولًا إلى الأدوار القيادية والمتخصصة. تعرف على المسؤوليات والمهام لكل منصب.
إقرأ المزيد