فهرس المحتويات
مقدمة
يتميز المجتمع بتنوع أساليب الحياة، حيث يمكن تصنيفه بناءً على هذه الأساليب إلى عدة فئات رئيسية، أبرزها: سكان المدن، سكان الأرياف، والبدو الرُحّل. يُطلق مصطلح “الحضر” عادةً على سكان المدن والقرى المستقرين، بينما يُعرف البدو بأنهم القبائل التي تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي والتنقل المستمر بحثًا عن المراعي والمياه.
أهل الحضر: نمط حياة المدن والقرى
يمثل سكان المدن والقرى نمطًا حياتيًا مختلفًا تمامًا عن البدو. يتميز سكان المدن بالإقامة في مبانٍ مشيدة بتقنيات هندسية حديثة، باستخدام الإسمنت والطوب والحجر. غالبًا ما تكون هذه المباني عبارة عن عمارات سكنية متعددة الطوابق، مقسمة إلى شقق. تتسم المدن بالازدحام الشديد، سواء من حيث الكثافة السكانية أو تقارب المباني، وتتخللها شوارع واسعة ومعبدة، تنتشر على جانبيها المحلات التجارية والأسواق التي تلبي احتياجات السكان.
أما بالنسبة لسكان القرى (الأرياف)، فإنهم يعيشون في منازل مبنية أيضًا من الإسمنت والطوب، ولكنها غالبًا ما تكون عبارة عن طابق واحد مع ساحة (حوش). تتوفر في هذه المنازل خدمات المياه والكهرباء. يعتمد سكان القرى بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر رزق، بينما يعمل عدد قليل منهم في وظائف حكومية محدودة. يمكن القول إنه لا توجد قرية أو تجمع سكاني حديث اليوم غير مزود بالكهرباء والماء، وتتوفر فيه معظم الخدمات الأساسية من مراكز صحية ومدارس للذكور والإناث.
عادة ما ينخرط سكان المدن في الوظائف الحكومية والأعمال التجارية المختلفة، مما يؤدي إلى ارتفاع مستوى معيشتهم. ينعكس ذلك على قدرتهم الشرائية، مما يتيح لهم التمتع بحياة أكثر رفاهية من حيث توفر الخدمات الصحية والتعليمية والترفيهية.
البدو: حياة الترحال والاعتماد على الطبيعة
يُطلق اسم البدو على القبائل التي تعتمد في معيشتها على تربية المواشي، وخاصةً الإبل، وتعيش في الصحاري معتمدين على المراعي الطبيعية المتاحة. يتطلب هذا النمط من الحياة التنقل المستمر في الصحاري بحثًا عن العشب والماء الضروريين لبقاء مواشيهم. طبيعة حياة البدوي تتطلب أن يكون مسكنه سهل النقل والتجميع، لذلك تكون بيوتهم مصنوعة من شعر الماعز، يتم نسجها بطريقة فنية متقنة، بحيث تحمي أصحابها من حرارة الشمس الحارقة وبرد الشتاء القارس.
يتميز البدو بتمسكهم الشديد بالعادات والتقاليد الأصيلة، أكثر من سكان الحضر. يعتز البدوي بقبيلته، ويعتبرها محور اهتمامه، ويسعى دائمًا للحفاظ على سمعتها الطيبة بين القبائل الأخرى. من الصفات الحميدة التي يتصف بها أهل البدو: الكرم، والشجاعة، والنخوة، والبلاغة في الحديث، والوفاء بالعهود. يُعتبر شيخ القبيلة شخصية ذات قيمة ومكانة رفيعة لدى جميع أفراد القبيلة، حيث يلتزمون بأوامره ويتبعون توجيهاته.
شهدت حياة البدو تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وتحسنت سبل المعيشة بشكل كبير. فقد حصل العديد منهم على أعلى الشهادات العلمية، وشغلوا مناصب قيادية في مختلف المجالات، فجمعوا بذلك بين الأصالة الموروثة ومظاهر الحياة العصرية الحديثة. لم تعد هناك فروق اجتماعية كبيرة بين البدو والحضر كما كانت في السابق.
فيديو: الوشوم القديمة
كيف استُخدم الوشم عبر التاريخ؟ وماذا كان يعني للعديد من الحضارات حول العالم؟ شاهد الفيديو لتعرف الإجابة :
[رابط للفيديو]المراجع
- د. سلمان العودة،”الفرق بين البدو والعرب”،salmanalodah.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2018. بتصرّف.
- أبتنورالدين لشكر (18-1-2012)،”مفهوم البدو والحضر عند بن خلدون”،www.ahewar.org، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2018. بتصرّف.
- أبت”بدو”،www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 2-8-2018. بتصرّف.