أين تقع الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية في الجسم؟
توجد الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة، تحديدًا أسفل تفاحة آدم. تتميز بشكلها الذي يشبه الفراشة، حيث يقع فصاها على جانبي القصبة الهوائية. تعتبر الغدة الدرقية من الغدد الصماء الهامة في جسم الإنسان.
أما الغدد الليمفاوية، فهي جزء أساسي من الجهاز المناعي. تتميز بحجمها الصغير وشكلها الذي يشبه حبة الفاصولياء. يتواجد المئات من هذه الغدد في أنحاء متفرقة من الجسم، وترتبط ببعضها البعض من خلال الأوعية اللمفاوية. تتوزع الغدد الليمفاوية على شكل مجموعات في مناطق مختلفة مثل الرقبة، وتحت الإبط، والصدر، والبطن، ومنطقة الفخذ.
ما هي وظيفة الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية؟
تؤدي كل من الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية وظائف متميزة وحيوية تدعم عمل مختلف أجهزة الجسم. فيما يلي توضيح لوظيفة كل منهما:
الوظائف الحيوية للغدة الدرقية
تستعمل الغدة الدرقية اليود الموجود في الأطعمة لإنتاج هرمونين رئيسيين هما: هرمون ثلاثي يود الثيرونين (T3) وهرمون الثيروكسين (T4). تقوم الغدة بتخزين هذين الهرمونين وإفرازهما حسب حاجة الجسم. يتم التحكم في إفراز هذه الهرمونات عن طريق هرمون آخر يسمى الهرمون المنشط للدرقية (TSH) الذي تفرزه الغدة النخامية.
تؤثر هرمونات الغدة الدرقية على جميع أجزاء الجسم من خلال تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك:
- تنظيم درجة حرارة الجسم (رفعها أو خفضها).
- تنظيم معدل حرق السعرات الحرارية (عمليات الأيض)، مما يؤثر على زيادة أو نقصان الوزن.
- تنظيم سرعة ضربات القلب (إبطائها أو تسريعها).
- التحكم في طريقة انقباض العضلات.
- تنظيم عملية التنفس.
- تنظيم الدورة الشهرية عند النساء.
دور الغدد الليمفاوية في المناعة
تتمثل الوظيفة الأساسية للغدد الليمفاوية في تنقية السائل اللمفاوي (الذي يصل إليها عبر الأوعية اللمفاوية) من المواد الضارة والفضلات. ثم تقوم بإعادة هذا السائل المنقى إلى الدورة الدموية. تحتوي هذه الغدد أيضًا على خلايا مناعية تعرف باسم الخلايا اللمفاوية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء، حيث تعمل على تدمير الخلايا السرطانية والبكتيريا.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.” (رواه البخاري ومسلم) وهذا الحديث يعكس أهمية التعاون والتكامل بين أجزاء الجسم المختلفة، بما في ذلك الغدد الليمفاوية والجهاز المناعي ككل، للحفاظ على صحة الإنسان.
الأمراض والمشاكل الصحية المرتبطة بالغدة الدرقية والغدد الليمفاوية
كما هو الحال مع أي عضو في الجسم، يمكن أن تتأثر الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية بمجموعة متنوعة من الأمراض والاضطرابات. فيما يلي عرض لأبرز هذه الأمراض:
أبرز الأمراض التي تصيب الغدة الدرقية
تحدث أمراض الغدة الدرقية عندما يكون هناك خلل في إفراز هرموناتها، سواء كان ذلك بإنتاج كميات أكبر أو أقل من المعدل الطبيعي. فيما يلي توضيح لأهم هذه الأمراض:
-
فرط نشاط الغدة الدرقية: قد يؤثر فرط نشاط الغدة الدرقية على جميع وظائف الجسم، وإذا ترك دون علاج، فقد يؤدي إلى مضاعفات مثل السكتة الدماغية، وهشاشة العظام، والرجفان الأذيني، وفشل القلب الاحتقاني. من أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية:
- مرض جريفز: وهو اضطراب وراثي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية، مما يزيد من إفراز هرموناتها.
- عقيدات الغدة الدرقية: كتل أو نمو للخلايا يظهر في الغدة الدرقية، مما يجعلها تفرز هرمونات أكثر من حاجة الجسم.
- التهاب الغدة الدرقية.
- فرط استهلاك اليود.
-
قصور الغدة الدرقية: قد يصبح قصور الغدة الدرقية مهددًا للحياة إذا ترك دون علاج. تشمل الأعراض صعوبة التنفس، وعدم القدرة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية، وتضخم الغدة الدرقية، ومشاكل في القلب، والاكتئاب. من أسباب قصور الغدة الدرقية:
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: مرض وراثي يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي الغدة الدرقية ويدمرها.
- نقص اليود.
- علاج فرط نشاط الغدة الدرقية (مثل العلاج الإشعاعي أو الجراحة).
أهم الأمراض التي تؤثر على الغدد الليمفاوية
هناك العديد من الأمراض التي قد تؤثر على الغدد الليمفاوية، ومن بينها:
- الوذمة اللمفية: تورم في أنسجة الجسم نتيجة لاحتباس السائل اللمفي. قد تحدث بسبب تندب الغدد الليمفاوية، أو الطفيليات، أو استئصال الغدد الليمفاوية. قد تسبب مضاعفات مثل زيادة سمك الجلد، والتهابات جلدية، والإنتان.
- ورم حبيبي ليمفي منقول جنسيًا: عدوى بكتيرية مزمنة تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي وتصيب الجهاز اللمفاوي. الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية تعتبر عامل خطر رئيسي.
- تضخم الغدد الليمفاوية: قد يحدث بسبب العدوى، أو التهاب المفاصل الروماتويدي، أو بعض الأدوية، أو اضطرابات جهاز المناعة، أو تقرحات الفم، أو السرطانات التي تنتشر إلى الغدد الليمفاوية.
العلاقة بين الغدة الدرقية والغدد الليمفاوية
تؤثر العديد من الحالات الطبية التي تصيب الغدة الدرقية على الغدد الليمفاوية، ومن الأمثلة على ذلك:
- سرطان الغدة الدرقية: قد يتسبب في تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة.
- التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو: قد يرتبط بزيادة حجم وبروز الغدد اللمفاوية في المنطقة المحيطة بالغدة الدرقية.
قال تعالى: “وَفِي أَنْفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ” (الذاريات: 21). هذه الآية تدعونا إلى التفكر في أنفسنا وأجسادنا وكيفية عملها، مما يشمل فهم العلاقة المعقدة بين الغدد المختلفة وتأثيرها المتبادل.
خلاصة القول
تختلف الغدة الدرقية عن الغدد الليمفاوية في العديد من الجوانب، بما في ذلك الموقع والشكل والوظيفة. تقوم الغدة الدرقية بإفراز هرمونات تنظم العديد من الوظائف الحيوية، بينما تقوم الغدد الليمفاوية بتنقية الجسم من المواد الضارة والخلايا السرطانية. قد تصيب هذه الغدد أمراض مختلفة، ومن الممكن أن تؤثر بعض الحالات المرضية التي تصيب الغدة الدرقية على الغدد الليمفاوية.