محتويات
- الاختلافات في التواصل
- الاختلافات العاطفية
- السلوك والعدوانية
- احترام الذات والثقة بالنفس
- القدرات المكانية والتعلم
- فروقات أخرى
- نصائح عند تربية الولد والبنت
- تربية الولد والبنت
الاختلافات في التواصل
تشير الدراسات إلى أنّ البنات يبدأنَّ بالكلام في عمر مبكر مقارنةً بالأولاد، كما أنّهنّ أسرع في اكتساب المهارات اللفظيّة، مما يفسر ميل البنات للحديث والتعبير أكثر من الأولاد. قد يشعر بعض الآباء بالقلق عندما يتأخر طفلهم الولد في الكلام أو يعاني من مشاكل لفظيّة. ولكنّ طبيعة الولد تميل إلى الإنخراط في الأفعال، وممارسة الأنشطة الحركية أكثر من الكلام منذ مراحل حياته الأولى. يتعلم الولد من خلال اللعب والحركة.
لتشجيع الولد على اكتساب المهارات اللفظيّة والتكلّم بشكلٍ أسرع، يجب أن يحرص الوالدين على التواصل اللَّفظي مع الولد بانتظام وبشكل مستمر. يجب تكرار الكلمات على مسمعه دائماً لتشجيعه على الكلام.
من ناحية أخرى، فإنّ الأولاد يتكلّمون بمعدّل كلمات أقل مرتين إلى ثلاث مرات من البنات يوميًا. أما البنات فبالإضافة إلى عدد الكلمات فإنّهن يتكلمنَ بشكلٍ أسرع من الأولاد.
للتعامل مع هذا الفارق، يجب على الوالدين التحدّث بشكل هادئ وبطيء مع الولد، لكن دون المبالغة في البُطء، مثل التوقف بعد كل كلمة. أما بالنسبة للبنت فيجب مجاراتها في السرعة بما يتناسب مع قدرتها على الكلام.
الاختلافات العاطفية
تشير العديد من الدراسات إلى أنّ البنات هنَّ أكثر اهتماماً بمشاعر الآخرين، وأكثر قدرة على فهم هذه المشاعر من خلال تعابير الوجه. هنًّ أكثر تأثّراً بتعبيرات الوجه الغاضبة والمخيفة من الأولاد الذين قد لا يبدون أي اهتمام بمثل هذه التعابير حتى في مرحلة الطفولة المبكرة.
أظهرت إحدى الدراسات أنّ الأطفال الإناث يملن إلى التواصل البصري مع الأشخاص عند التحدث معهم، على عكس الأولاد الذين يتجنبون ذلك ويفضلون التحديق في هواتفهم الخلوية عند التحدث مع الآخرين.
من ناحية أخرى، فإنّ البنات يملن أكثر من الأولاد إلى التعبير عن مشاعرهن بالتحدّث عنها ومناقشتها. بينما يعبر الأولاد عن مشاعرهم من خلال سلوكات جسدية مختلفة مثل الصراخ، أو ضرب الأرض بأقدامهم.
ولكن هذا الإختلاف بالمشاعر وطرق التعبير عنها لا يعني أنّ إحساس الأولاد بالمشاعر أقل. لذا يجب الحرص على تعليم الولد كيفية التعبير عن مشاعره والحديث عنها.
السلوك والعدوانية
في بحث أجراه عالم النفس البريطاني سيمون بارون-كوّين، تبين أنَّ العدوانية موجودة عند الأولاد والبنات على حد سواء. لكن التعبير عنها عند البنات لا يكون مباشرًا وجسدياً كما هو الحال عند الأولاد. تميل الفتيات للتعبير عن العدوانية بطرق غير مؤذية مثل الثرثرة، وتجنب التواصل الإجتماعي، والتوقف عن الكلام مع الآخرين. أما العدوانية عند الأولاد فتظهر بشكلٍ جسديّ مثل العراك.
ويؤكّد العلم أنّ كيميائية دماغ الذكر تجعله أكثر ميلاً للمشاكسة والعنف مقارنة بدماغ الأنثى.
أظهرت دراسة كندية أن هذا الاختلاف في السلوك الجسديّ والحركيّ بين الجنسين يبدأ والطفل لا يزال جنيناً. تكون حركة الولد أكثر منحركة من البنت في رحم الأم. ويستمر الأمر إلى ما بعد الولادة، حيث تفضل البنت اللعب الهادئ مع الدمى والبقاء في المنزل على الخروج وممارسة الأنشطة الحركية.
يُمكن أن يُعاق هذا من عملية النمو ويُعزز الخمول، لذا فإنّه يجب تشجيع البنات على الخروج إلى اللعب وإشراكهنّ في الأنشطة الرياضيّة المختلفة.
احترام الذات والثقة بالنفس
بناء احترام الذات وتعزيز الثقة بالنفس من الأمور المهمة جداً التي يجب على الوالدين مراعاتها عند تربية البنات والأولاد. يُمكن تحقيق ذلك من خلال التركيز على السلوك الجيّد والإطراء عليه. يجب تشجيعهم عند شعورهم بالتقصير تجاه أمر ما.
يُمكن أن يؤدي الانتقاد الساخر إلى جرحهم أو إشعارهم بقلّة أهمّيتهم.
يُمكن أن يُساعد التعامل الداعم والمُحبّ من شأنه أن يحدد طريقة تعامل الابناء مع مختلف مواقف الحياة بعيداً عن بيئة المنزل المعتادين عليها.
القدرات المكانية والتعلم
هناك فروقات بين الولد والبنت في عمليّة التعلّم. تبدو عمليّة تعليم الأولاد أكثر صعوبة نظراً إلى أنّهم يشعرون بالملل بشكل أسرع، ويميلون إلى الحركة وعدم الهدوء. يفضلون التعلّم في بيئة صاخبة ونَشِطة، والتي تحتوي بعض الوسائل البصريّة والحركيّة. بينما تفضّل الفتيات الدراسة في بيئة هادئة.
يُمكن أن يساعدهم ذلك على الكتابة، والقراءة، والتعلّم بشكلٍ أسرع.
لذلك يحتاج الولد عادةً إلى المزيد من التدريب العملي والاهتمام أثناء عملية التعليم.
بالرغم من ذلك، يتمتّع الأولاد بمهارات مكانيّة أفضل من البنات، وقدرة أعلى في التعامل مع المسافات، والأحجام، والقياسات.
تشير بعض الدراسات إلى أن هذا الاختلاف يبدأ بالظهور في سنّ مبكرة من حياة الطفل. يُمكن للولد بعمر 3-5 سنوات أن يكون قادراً على تصوّر كيف ستبدو الأشياء عندما تتغيّر وضعيتها أو يتم تدويرها. بينما لا يمكن للبنت في نفس العمر تخيّل ذلك.
من أجل تعزيز مهارات البنت المكانيّة، يُمكن ممارسة رياضة كرة القدم معها، وإعطاؤها بعض ألعاب البناء أو التركيب. في المراحل العمرية التالية، يُمكن توجيهها نحو الألعاب التي تعتمد التركز على هدف أو شيء معين.
فروقات أخرى
من الفروقات الأخرى بين الولد والبنت التي يجب مراعاتها عند التربية:
* **الانضباط والاستجابة:** تختلف استجابة الولد للانضباط عن استجابة البنت. يُعدّ الأولاد أقل استجابة للانضباط والتأديب من البنات. يعود ذلك إلى أسباب علميّة، إذ تشير بعض الدراسات إلى أنَّ البنات يتمتّعن بمهارات لفظيّة أفضل من الأولاد ويمتلكن حاسة سمع أقوى مما يعزز سرعة الاستجابة لديهن. لذلك، فإن عمليّة تأديب وضبط الأولاد قد تتطلّب أكثر من مجرّد إنذار شفهي.
* **السلوك الاجتماعيّ:** تمتلك البنات مهاراتٍ اجتماعيّة أكثر من الأولاد. هنّ قادرة على تكوين الصداقات بشكل أسرع من الولد الذي يشعر بالخجل عادةً عند التعرّف على أشخاص جُدد. لذلك، فإنّه يجب تشجيع الولد منذ طفولته على تكوين الصداقات والانخراط مع الناس من أجل تنمية مهارات التواصل الاجتماعي لديه.
* **الإرادة الحرّة:** عندما يتعلّق الأمر بالإرادة الحرّة، فإنّ الأولاد يملكون شخصيّاتٍ أكثر اندفاعاً وإقبالاً على التجارب الجديدة والمخاطرة دون تردّد. في حين يكنّ الفتيات أكثر حذراً وأقلّ إقبالاً على التجارب والمسارات الحياتيّة الجديدة. لذلك يجب تشجيع البنت منذ الصغر على اتخاذ المخاطرة وخوض التجارب الجديدة. يُمكن أن يُعزز ذلك ثقتها بنفسها ويُطوّر شخصيّتها مع مرور الوقت.
نصائح عند تربية الولد والبنت
من النصائح التي تساعد على تربية الولد والبنت بشكلٍ أفضل، ما يأتي:
* تعليم الولد والبنت على حدّ سواء نفس القيم الأخلاقية مثل؛ الرحمة، والاستقلاليّة، والثقة، والاحترام.
* معاقبة الولد والبنت بالطريقة نفسها عند صدور سلوكات عدوانيّة من قبل أي منهما. يجب الحرص على تعليمهما طرق بديلة للتعامل مع الأمور.
* مراعاة الاختلافات الفردية بين الأبناء سواء بنات أو أولاد. يجب إعطائهم الفرصة لاكتشاف اهتماماتهم والتعرف عليها.
* مراعاة أن كافّة الأطفال، البنت والولد على حد سواء، بحاجة إلى المودّة، والدعم، والكثير من الحب.
تربية الولد والبنت
إنَّ تربية الولد والبنت من المهام الصعبة على الوالدين. ولكنّ فَهم الاختلاف بين الجنسين من حيث طريقة التفكير، والاختيارات، والتعامل مع المواقف سيُمكّن الأهل من تربيتهم على أحسن وجه.
سيُساهم هذا في منح المجتمع أفراداً يتمتّعون بشخصيّات مستقلّة وقويّة.
سيُجنّب هذا الأهل الوقوع في أحد الأخطاء الشائعة وهي تربية الولد والبنت بنفس الطريقة. ذلك لأن الأساليب المتبعة عند تربية البنت لن تحقق النتائج نفسها على الولد والعكس صحيح.
ولكن رغم هذا الاختلاف، يجب أن يحظى كلاهما بمقدارٍ متساوٍ من الرعاية والحب والاهتمام.