جدول المحتويات
- تعريف النظرية والفرضية
- قابلية الدحض
- استخدام النظرية والفرضية
- صيغة النظرية والفرضية
- شروط النظرية والفرضية
- أمثلة على النظرية والفرضية
- الخلاصة
تعريف النظرية والفرضية
تختلف النظرية عن الفرضية من حيث التعريف والمفهوم.
النظرية
وفقًا لمعجم المعاني الجامع، تُعرّف النظرية (Theory) بأنها “قضية تثبت صحتها بالحجة والبرهان”. بينما يُشير المعجم الوسيط إلى النظرية على أنها “رأي أو اجتهاد يدلي به أحد العلماء ويحاول إثباته بالبراهين”.
تختلف النظرية العلمية عن الاستخدام الشائع لمصطلح “نظرية”. فالنظرية العلمية يجب أن تستند على حقائق مثبتة بالدليل العلمي. في الفلسفة، تُمثّل النظرية مجموعة من الآراء لتفسير قضية معينة، ولا تختلف عن الفرضية من حيث الاستخدام.
الفرضية
في العلم، تُعرّف الفرضية (Hypothesis) بأنها “رأي علمي لم تثبت صحّته بعد”. أي أنها تبقى موضع بحث حتى يتم تقييمها وإثبات صحتها من عدمه. إذا صحت الفرضية، تصبح نظرية علمية يستند إليها وتنسب إلى صاحبها.
يوضح المعجم الوسيط الفرضية على أنها “علاقة أو علاقات بين ظاهرتين أو أكثر قابلة للاختبار من أجل قبولها أو رفضها”. أما في الفلسفة، فإن الفرضية تعبر عن فكرة يؤخذ بها في البرهنة على قضية معينة.
قابلية الدحض
قابلية الدحض (Falsifiability) هي معيار وضعه الفيلسوف البريطاني السير كارل بوبر لتقييم النظريات العلمية المفترضة. تقول هذه المعايير إن النظرية العلمية تعتبر علمية حقيقية فقط إذا كان من الممكن من حيث المبدأ إثبات أنها قابلة للدحض.
رأى بوبر أن النظريات العلمية الحقيقية لا يتم تأكيدها نهائيًا بشكل قطعي، لأن الملاحظات غير المؤكدة، أي الملاحظات التي لا تتوافق مع التوقعات التجريبية للنظرية، ممكنة دائمًا بغض النظر عن عدد الملاحظات المؤكدة التي تم إجراؤها. وبدلاً من ذلك، يتم دعم النظريات العلمية بشكل تدريجي من خلال عدم وجود أدلة غير مؤكدة في عدد من التجارب المصممة جيدًا.
استخدام النظرية والفرضية
يختلف استخدام أو تطبيق النظرية عن الفرضية. في الاستدلال العلمي، يتم إنشاء فرضية قبل إجراء أي بحث قابل للتطبيق. بينما النظرية، من ناحية أخرى، مدعومة بالأدلة، أي أنها مبدأ يشكل كمحاولة لشرح الأشياء التي تم إثباتها بالفعل بواسطة التجربة والبرهان.
بالنسبة لاستخدامات النظرية والفرضية في العلوم اللاتجريبية، مثل العلوم الإنسانية وغيرها من التخصصات التي لا تعتمد على المنهجية العلمية التجريبية، غالبًا ما يتم استخدام مسمى الفرضية أو النظرية للإشارة إلى مجرد فكرة أو تخمين، ولا يتم التفريق بينهما. وذلك لأن المعنى المراد لا يمكن دعمه بالأدلة التجريبية.
صيغة النظرية والفرضية
يستخدم مصطلح الفرضية للتعبير عن أي تخمين أو فكرة. لكن ليتم التعبير عنها بطريقة علمية، تأخذ عادة الصيغة السببية. الصيغة السببية هي التي تعتمد على استنتاج أمر متغير بناءً على معتقد ثابت. أي أنها تعتمد على النتيجة والسبب من خلال الربط بين المسبب والنتيجة المترتبة عليه عن طريق صيغة “إن كان كذا… إذًا النتيجة كذا”.
أما مصطلح النظرية، فيُستخدم عادة عند التعبير عن فرضية مثبتة بالدليل والبرهان. ولذلك، فإن صيغتها تعتمد على صحة صيغة الفرضية، كما وتعتمد على صحة الأدلة الثبوتية عليها. تختلف هذه الأدلة باختلاف موضوع النظرية.
شروط النظرية والفرضية
النظرية لها شروط يجب تحققها لتتمكن من تسميتها بنظرية:
* يجب أن تكون النظرية مرتبطة مباشرة بالنظام المنطقي المختار وأن تكون البيانات حقيقة.
* يجب أن تكون النظرية متماسكة.
* يجب أن تكون اقتصادية، بمعنى أنها يجب أن تكون خالية من الحشو وأن تعبّر عن الحقائق بشكل مختصر لكن وافي.
* يفضل أن تتوافق مع حدسنا الصحيح.
* يجب أن تكون مدروسة ومثبتة عن طريق التجربة والخطأ.
الفرضية لها شروط أيضًا، لكنها ليست كشروط النظرية:
* تشكل الفرضية فكرة أو تخمين يتم التعبير عنها من خلال الربط بين المسبب والسبب.
* يجب أن تحتوي على ثوابت ومتغيرات، وذلك لأن توقع النتيجة يعتمد على ثوابت أو معلومات سابقة.
* لا يشترط إثبات الفرضية من خلال المنهجية العلمية التجريبية، وإن تم إثباتها تصبح نظرية.
أمثلة على النظرية والفرضية
أمثلة على الفرضيات
ليس بالضرورة أن توافق الفرضية الواقع في جميع الحالات، إلا أنها كثيرا ما تكون متوافقة ومنطقية. ومن الأمثلة على الفرضيات:
* **الفرضيات اللاغية (Null hypothesis):** وهي الفرضية التي تمكّن من دحض الشيء، مثل القول بأن فرط الحركة ليست بسبب كثرة أكل السكر. وهي من الفرضيات غير الدقيقة. وقد تستخدم هذه الفرضيات أيضا لإثبات الشيء بدلًا من دحضه، مثل القول أن جميع زهرات الأقحوان تمتلك نفس عدد البتلات. تعتمد هذه الفرضيات على عدد مرات تكرار النتائج.
* **فرضيات الاستنتاج (If then hypothesis):** وهي الفرضيات ذات الصيغة الاستنتاجية “إذا كان كذا، إذًا النتيجة كذا”، مثل القول: إن شربت القهوة قبل النوم فسوف تصاب بالأرق.
أمثلة على النظريات
أما بالنسبة للنظريات، فهي مثبتة بالدليل والبرهان العلمي. ومن أشهرها:
* **نظرية النسبية العامة للعالم أينشتاين:** وهي النظرية التي فتحت آفاق العلم الفيزيائي وأثبتت صحة تمدد الكون.
* **نظرية التطور للعالم داروين:** وهي النظرية التي شرحت النشوء والارتقاء وتطور الكائنات الحية بناءً على قانون الانتخاب الطبيعي.
* **نظرية الصفائح التكتونية للعالمين ألفريد وجنر وتوزو ويلسون:** وهي من أهم النظريات في عالم الجيولوجيا وتاريخ الأرض.
الخلاصة
كثيرًا ما يتم استخدام مصطلح الفرضية والنظرية بشكل تبادلي دون التفرقة بينهما. وهذا أمر شائع في الفلسفة وفي العلوم اللاتجريبية، وذلك لأنها يعبران عن فكرة أو استنتاج غير مدعوم بأدلة تجريبية.
أما في العلم التجريبي، فيجب التنويه إلى الفرق في المعنى والاستخدام لكليهما. ف **الفرضية تعبر عن فكرة أو استنتاج غير مدعوم بأدلة تجريبية**، ولا يتم الأخذ بها كمعلومة موثقة أو مثبتة.
**ولكن إن تم إثباتها بناءً على المنهجية العلمية ترقى لتصبح نظرية علمية يؤخذ بها.**