الفرق بين المذاهب الأربعة

تُعد المذاهب الأربعة من أهم المذاهب الفقهية في الإسلام، وتُلخص هذه المقالة الفرق بينها، مع توضيح أهم الأسباب وراء استمراريتها وانتشارها عبر العصور.

الفرق بين المذاهب الأربعة

الفرق بين المذاهب الأربعة

تُعد المذاهب الأربعة من أهم المذاهب الفقهية في الإسلام، وهي: الحنفي، المالكي، الشافعي، والحنبلي. وتُعزى هذه المذاهب إلى أئمة المجتهدين الذين حافظوا على الدين الإسلامي ونقلوا فهمهم لأحكام الشريعة للناس.

وتعود اختلافات المذاهب الأربعة إلى تعدد الأفهام والآراء في فهم النصوص الدينية، وهو أمر طبيعي لا يُنكره أحد من العقلاء. فحتى الصحابة -رضوان الله عليهم- اختلفت آراؤهم في فهم مراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كما نرى في قصة غزوة الأحزاب:

قال النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الأحزاب: “لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ. فأدْرَكَ بَعْضُهُمُ العَصْرَ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حتَّى نَأْتِيَهَا، وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلكَ، فَذُكِرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا منهمْ.” [٢]

وبسبب رحمة الله -سبحانه- وحكمته، فإن نصوص القرآن والسنة تحتمل أكثر من معنى، مما يؤدي إلى تعدد الآراء.

الاختلافات بين المذاهب الفقهية

يُعدّ تعدد الآراء في فهم النصوص الدينية أحد أهم أسباب اختلاف المذاهب. إليك بعض هذه الاختلافات:

  1. اختلاف فهم القرآن الكريم: تختلف المذاهب في فهم بعض ألفاظ القرآن الكريم التي تُعدّ مجملة، أي أنها تحتمل أكثر من معنى.
  2. اختلاف فهم السنة النبوية: اتفق الأئمة الأربعة على أهمية الأخذ بالسنة، لكنّهم اختلفوا في بعض الروايات، بسبب عدم وصولها إلى بعضهم أو عدم ثبوتها عند البعض.
  3. اختلاف في مصدر الرأي: يرى معظم الفقهاء أن الاجتهاد بالرأي هو الطريق عند عدم وجود نص واضح. لكنّ بعضهم يرى أن القياس هو أسلوب آخر للافتاء.
  4. اختلاف في مصدر الإجماع: جميع المذاهب تتفق على الإجماع في الأمور الواضحة من الدين. لكنّهم اختلفوا في الأحداث غير الواضحة، مثل إجماع أهل المدينة.

أسباب استمرارية المذاهب الأربعة

ساهمت المذاهب الأربعة في تيسير فهم أحكام الدين على المسلمين، وتلبية الحاجات الجديدة التي تظهر على مرّ الزمن. يُعدّ الأئمة الأربعة أعلامًا على الحق، متبعين كتاب الله وسنة رسوله.

ويُعدّ وجود هذه المذاهب في مختلف البلدان دليلًا على قبولها من قبل الأمة. إليك أهم أسباب بقاء المذاهب وانتشارها:

  1. التلاميذ النجباء: ساهم حب التلاميذ لأئمتهم في نشر المذاهب وتدوينها، مما ساعد على استمرارها. كما اجتهد بعضهم في تطبيق أصول المذهب على أمور جديدة.
  2. دعم الدولة: دعمت بعض الدول -منذ القدم وحتى الآن- مذهبًا معينًا، مما ساعد على بقاء وانتشار هذا المذهب من خلال تعيين قضاة ومفتين من بين فقهاء المذهب.
  3. المدارس المذهبية: ساعدت اهتمام المذاهب بإنشاء مدارس فقهية على استمرارها وانتشارها، حيث تُدرّس فيها أصول المذهب وفروعه.
  4. الأوقاف: ساهمت وقف الأموال والأراضي على المذاهب في ضمان استمرارها وديمومتها.
  5. انتشار المذاهب في الأقاليم: ساعد انتشار المذاهب في مختلف الأقاليم على بقائها وحفظها على مرّ العصور.

المراجع

  1. ابن رجب الحنبلي، الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة، صفحة 624.
  2. رواه محمد بن إسماعيل البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:4119، صحيح.
  3. بدر الدين الزركشي، البحر المحيط في أصول الفقه، صفحة 8-119.
  4. محمد أبو زهرة، تاريخ المذاهب الإسلامية، صفحة 271.
  5. محمد بن محمد المعروف بقوام الدين الكاكي الحنفي، عيون المذاهب، صفحة 7.
  6. عبد الوهاب خلاف، خلاصة تاريخ التشريع الإسلامي، صفحة 83-92.
  7. محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 8 -92.
  8. خالد الرفاعي (3/11/2016)، “سبب اعتماد المذاهب الأربعة دون غيرها”، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 23/1/2022.
  9. خالد الرويتع، التمذهب، صفحة 2-650-664.

تم استخراج المعلومات من موقع [http://mawdoo3.com/index.php?title=الفرق_بين_المذاهب_الأربعة&oldid=1761031].

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الفرق بين المدينة والريف: مفهومان مترابطان

المقال التالي

الفرق بين المذاهب الأربعة في الصلاة

مقالات مشابهة