الفرق بين المدينة والريف: مفهومان مترابطان

تتناول هذه المقالة الفرق بين المدينة والريف، مع مراجعة مفهوم كل منهما، وعوامل التمييز بينهما، ونتائج الهجرة من الريف إلى المدينة.

مفهوم المدينة والريف

المدينة: مركز الحياة الحديثة

تُعتبر المدينة تجمعًا بشريًا كبيرًا، مُستقرًا بشكلٍ دائم، ومُنظّمٌ بدرجة عالية. يُقيم الناس في المدينة بشكلٍ دائمٍ، وغالباً ما تكون أكبر من البلدات والقرى من حيث الحجم، عدد السكان، والأهمية.

لا يوجد تعريفٌ واحدٌ للمدينة يُوافق عليه اللغويون أو علماء اللغة، لكن بشكلٍ عام، يمكن القول إن المدن هي مراكز حضارية مُؤثّرة. إنّها تَخضعٌ لأنظمةٍ تشريعيةٍ خاصَّة، تُمنحها استقلالاً إداريًا في الدّول الحديثة.

تُعدّ المدن مراكزَ سكنٍ دائمةٍ نسبيّاً، حيثُ تُبنى على مدى فتراتٍ طويلة، ولا تُهجرُ بسهولةٍ.

في بعض الدول، تُحدّدُ القوانين أنّ المستوطنة البشرية لتكون مَدينة، عليها أن تَضمّ عددًا مُحدّداً من السكّان في الميل المربّع الواحد. تُعدّ أيضاً المدن مراكز ثقافية مهمة، وغالباً ما تمتلك عاداتٍ اجتماعية وثقافية مُميّزة.

مفهوم المدينة والريف: وجهان لعملة واحدة

تختلف المدن بشكلٍ كبيرٍ عن المناطق الريفية من حيث طريقة إدارتها.

تتميّز المناطق الريفية بهدوئها وجمالها الطبيعي، وتُعرّف بأنّها بعيدة عن ازدحام وتطوّر المدن.

تُحدّدُ وكالات الإحصاء الأمريكية التعاريف الآتية للتجمّعات البشرية:

  • المدينة (Urbanized Area): تتراوح مساحتها 50,000 نسمة فما فوق.
  • المنطقة الحضرية (Urban Cluster): تتراوح مساحتها ما بين 2,500 إلى 50,000 نسمة.
  • البلدة / القرية الريفية (Rural Area): تتراوح مساحتها أقلّ من 2,500 نسمة.
  • الريف المفتوح (Open Countryside): لا يوجد فيه سكان تقريباً.

في بعض الأحيان يصعبُ التمييزُ بين المدينة والمستوطنات الأصغر، كونه تعريفًا تقريبيًّا لا يَعتمدُ على أسسٍ عالميةٍ ثابتة.

الفرق بين المدينة والريف: مقارنةٌ شاملة

هناك فروقاتٌ نسبيّةٌ بين المدينة والريف، حتى لو كانتا تقعان ضمن حدود دولةٍ واحدةٍ.

من أهمّ الاختلافات:

  • حجم ومساحة المدينة: أكبر من الريف.
  • عدد السكان: أكثر بكثيرٍ في المدينة.
  • نمط الحياة: تُقدم المدينة نمطًا مُختلفًا عن الريف، حيثُ يُركزُ على الحياة المُنشغلة والتواصل الاجتماعي.
  • المستوى التعليمي والثقافي: تُوفر المدن فرصًا تعليمية وثقافيةً أفضل.
  • العادات والتقاليد: تُعرف المدينة بتنوعها الثقافي والتقاليد.
  • الاختلاط: تُشهد المدينة تنوعًا أكبر في الاختلاط بين الثقافات والأعراق.
  • البنية التحتية: تُوفر المدينة بنيةً تحتيةً أفضل، كالطرق والمرافق العامة.
  • المستوى التقني والتكنولوجي: تُعدّ المدينة مركزًا للتكنولوجيا والابتكار.
  • طبيعة الحراك الاجتماعي: تُشهد المدينة حراكًا اجتماعيًا مُتنوّعًا.

من جهةٍ أخرى، يُعدّ الريف أكثر هدوءاً، ويُوفرُ بيئةً أكثر نقاءً وأقلّ تلوثاً.

تُنصّ هيئة الأمم المتحدة العالميّة على أنّ عدد السكان في المدينة يجبُ أن يكونَ 20,000 نسمةٍ فما فوق، لكنّ العديد من الدول لا تُوافقُ على هذا التعريف.

تختلفُ تعاريف المدن من ناحيةٍ تاريخيةٍ أيضًا، ففي عام 1800، كان أقلّ من 3% من سكان العالم يعيشون في مدنٍ حسب تعريف الأمم المتحدة الحالي.

الهجرة من الريف إلى المدينة: بحثًا عن فرصٍ أفضل

تُعدّ الهجرة من الريف إلى المدينة ظاهرةً عالمية، وغالباً ما تكون مُؤقّتة أو دائمة.

تُعتبرُ أسباب الهجرة إلى المدينة إما اختيارية، أو ناتجةً عن الظروف المعيشية الصعبة.

في البلدان المتقدّمة، بدأت الهجرة من الريف إلى المدينة تتسارع منذ القرن الثامن عشر، ولكنّها تباطأت في بعضها، بل انعكست في بعض الحالات.

في الدول النامية، تُشهد الهجرة من الريف إلى المدينة ازدياداً ملحوظاً.

يُمكن أن تكون أسباب الهجرة اقتصادية، كقلّة فرص العمل أو تدنّي المستوى المعيشي في المناطق الريفية.

يُسعى البعض للانتقال إلى المدن للحصول على التعليم الجامعيّ، أو للبحث عن فرصٍ أخرى.

تُوفّر المدن للسكان فرصاً وظيفية أفضل، ويرى الكثير من المهاجرين أنّ حياتهم أفضل بعد انتقالهم إلى المدينة.

مع ذلك، يختلفُ نوعية ثقافة وتعليم المهاجرين عن سكان المدينة.

المراجع

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الفرق بين الدائن والمدين

المقال التالي

الفرق بين المذاهب الأربعة

مقالات مشابهة