لمحة عن حياة سهيل بن عمرو رضي الله عنه
سهيل بن عمرو بن عبد شمس القرشي العامري، يكنى أبا زيد، وأمه حبيبة بنت قيس الخزاعية. كان من سادات قريش وأشرافها قبل الإسلام، ومشهورًا ببلاغته وفصاحته.
تأخر إسلامه حتى فتح مكة، وكان من أسرى بدر وتم فداءه. بعد الفتح، أسلم وحسن إسلامه، واستمر في خطابته بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
قصة إسلام سهيل بن عمرو رضي الله عنه
كان إسلام سهيل بن عمرو رضي الله عنه بعد فتح مكة، حيث خشي من انتقام المسلمين. فطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم عن طريق ابنه عبد الله، الذي كان مسلمًا. فمنحه النبي صلى الله عليه وسلم الأمان، مما كان له أثر كبير في دخوله الإسلام لاحقًا.
شارك سهيل بن عمرو في غزوة حنين وهو لا يزال مشركًا، وأسلم أثناء الطريق إليها. فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم مئة ناقة من الغنائم، حيث كان من المؤلفة قلوبهم.
كان سهيل بن عمرو رضي الله عنه يتميز بالتقوى والورع. وكان حريصًا على أداء العبادات من صلاة وصيام وقيام الليل، وغيرها من الأعمال التي تقربه إلى الله، وظل ملتزمًا بذلك حتى وفاته.
أبرز المحطات في حياة سهيل بن عمرو رضي الله عنه
ورد أنه كان يذهب إلى معاذ بن جبل رضي الله عنه ليسمع منه القرآن الكريم، وكان يبكي عند سماع تلاوته. وعندما همّ معاذ بن جبل بالخروج من مكة، قال ضرار بن الأزور لسهيل رضي الله عنه:”يا أبا يزيد! تختلف إلى هذا الخزرجي يقرئكَ القرآنَ! ألا يكون اختلافُكَ إلى رجلٍ من قومِك؟ فقال: يا ضرار، هذا الذي صنع بنا ما صنع حتَّى سبقنا كل السَّبق، لعمري أختلف، لقد وضع الإسلام أمرَ الجَاهلية، ورفع اللهُ أقوامًا بالإسلام كانوا في الجاهلية لا يُذكرون، فليتنا كنَّا مع أولئك فتقدمنا، وإني لأذكر ما قسم الله لي في تقدم أهل بيتي الرجال والنساء، ومولاي عمير بن عوف فأسَرّ به، وأحمد الله عليه، وأرجو أن يكون الله نفعني بدعائهم ألَّا أكونَ هلكتُ على ما مات عليه نظرائي وقتلوا، فقد شهدت مواطن كلها أنا فيها معاند للحقِّ، يوم بدر، ويوم أحد، ويوم الخندق، وأنا وُلّيت أمر الكتاب يوم الحديبية يا ضرار، إني لأذكر مراجعتي رسول الله يومئذ، وما كنت ألظ به من الباطل، فأستحي من رسول الله وأنا بمكة، وهو يومئذ بالمدينة، ثم قتل ابني عبد الله يوم اليمامة شهيدًا، فعزَّاني به أبو بكر، وقال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ”الشَّهيدُ يشفَعُ في سبعينَ مِن أهلِ بيتِه”.
بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السنة الحادية عشرة للهجرة، وتولي أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة، حدثت بعض الاضطرابات في مكة، وارتد بعض العرب ظنًا منهم أن الإسلام قد انتهى بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. لكن سهيل بن عمرو رضي الله عنه وقف خطيبًا في الناس وثبّتهم، وألقى عليهم خطبة مماثلة لخطبة أبي بكر في المدينة، مما ساهم في وأد الفتنة في مكة.
نهاية حياة سهيل بن عمرو رضي الله عنه
استشهد ابنه في معركة اليمامة خلال حروب الردة. وبعد انتهاء هذه الحروب، توجه سهيل بن عمرو رضي الله عنه إلى الشام للمشاركة في الفتوحات الإسلامية، وكان أحد القادة في معركة اليرموك. استقر في الشام حتى وفاته، ويُرجح أنه توفي بمرض طاعون عمواس في سنة 18 هـ. والله أعلم.