الغلاف الصخري: تركيبه، مكوناته، وأهميته

فهرس المحتويات

ما هو الغلاف الصخري؟

يُعرّف الغلاف الصخري (Lithosphere) بأنه الطبقة الصلبة الخارجية لكوكب الأرض، ويشمل القشرة الأرضية بالإضافة إلى الجزء العلويّ من الوشاح العلويّ. يتميز سطحه بتضاريس متنوعة، من جبال شاهقة وسهول ممتدة إلى وديان عميقة. [1]

موقع الغلاف الصخري في بنية الأرض

تتكون الأرض من أربع طبقات رئيسية: اللب الداخلي، واللب الخارجي، والوشاح، والقشرة. يقع الغلاف الصخري في الجزء الخارجيّ من هذه الطبقات، يشمل القشرة الأرضية بالكامل والجزء العلويّ الهش من الوشاح. يحدّه من الأعلى الغلاف الجوي، ومن الأسفل طبقة أكثر ليونة تُعرف باسم الغلاف الموري (Asthenosphere). [3, 4]

مكونات الغلاف الصخري

يتكون الغلاف الصخري من صفائح عملاقة، يتراوح سمكها بين 64.3 و 152.8 كيلومتراً. تتضمن هذه المكونات: [5]

• طبقة الليثوسفير (Lithosphere): الطبقة الصلبة والهشة من الوشاح العلوي، أقل كثافة وأكثر برودة من الطبقات السفلى.
• غلاف الانسياب (Asthenosphere): طبقة من الوشاح العلويّ، ذات كثافة متوسطة، وتتعرض لضغط وحرارة شديدين، مما يجعلها قريبة من درجة الانصهار.
• القشرة المحيطية (Oceanic Crust): تقع تحت المحيطات، بسمك يصل إلى 8 كيلومترات، وكثافة تزيد عن 3 غم/سم3، وتتكون من معادن السيليكات الغنية بالحديد والمغنيسيوم. [6]
• القشرة القارية (Continental Crust): تقع تحت القارات، بسمك يصل إلى 32 كيلومتراً، وتكون أكثر سمكاً تحت السلاسل الجبلية، وكثافتها أقل من 2.7 غم/سم3، وتتكون من معادن السيليكات ذات الكثافة المنخفضة، مع نسبة عالية من الألومنيوم، الكالسيوم، والبوتاسيوم. [6]

خصائص الغلاف الصخري الفيزيائية

تتميز صخور الغلاف الصخري باستجابتها للقوى المؤثرة عليها. ففي درجات الحرارة المنخفضة بالقرب من سطح الأرض، تميل إلى التكسّر. لكن بزيادة العمق وارتفاع درجة الحرارة والضغط، تزداد قدرتها على تحمل الضغط، فتتمدد أو تنحني بدلاً من الانكسار. [7] عند عمق معين، تتحول الصخور إلى حالة شبه سائلة، وهذا العمق يمثل الحد السفلي للغلاف الصخري. [7] يرتكز الغلاف الصخري على الغلاف الموري، ويتسبب التفاعل بينهما في حدوث قوى دفع وسحب تؤدي إلى تكسّر الغلاف الصخري إلى صفائح تكتونية. [7] وتُسبب الحركات الجيولوجية في الغلاف الصخري العديد من الظواهر، مثل البراكين، والزلازل، وتكوين الجبال، وتحديد شكل القارات. [7]

تصنيفات الغلاف الصخري

يُصنف الغلاف الصخري إلى نوعين رئيسيين بناءً على موقعه: [8]

• الغلاف الصخري المحيطي: يغطي قاع المحيطات، أكثر كثافة من الغلاف الصخري القاري، وخندق ماريانا يمثل أعمق جزء منه.
• الغلاف الصخري القاري: يشمل القارات، ويتصل مباشرةً بالغلاف الجوي، وجبل إيفرست يمثل أعلى نقطة فيه.

أهمية الغلاف الصخري للإنسانية والبيئة

يُعدّ الغلاف الصخري مصدراً أساسياً للموارد الطبيعية الضرورية للحياة، بما في ذلك: [9]

• توفير العناصر الغذائية للنباتات.
• المساهمة في نمو الكائنات الحية من خلال تفاعله مع الأغلفة الأخرى.
• احتوائه على الوقود الأحفوري (الفحم، النفط، الغاز الطبيعي).
• تكوينه موائل جديدة نتيجة حركة الصفائح التكتونية.
• احتوائه على المعادن المختلفة (حديد، مغنيسيوم، فضة، ألومنيوم، نحاس).
• توفير مساحة للعيش للبشر والحيوانات.

تفاعل الغلاف الصخري مع الأغلفة الأخرى

يتفاعل الغلاف الصخري مع الأغلفة الأخرى (الغلاف الحيوي، الغلاف الجليدي، الغلاف المائي، والغلاف الجوي). هذا التفاعل يؤثر على العديد من العوامل، مثل ملوحة المحيطات، والتنوع البيولوجي، والمناظر الطبيعية. [10] يُعدّ غلاف الأرض الترابي (Pedosphere) جزءاً لا يتجزأ من الغلاف الصخري، وهو نتاج تفاعل جميع الأغلفة معاً. [10] من الأمثلة على هذا التفاعل: تأثير الرياح والأمطار على تآكل الصخور، واختلاط المواد العضوية بالصخور المتآكلة لتشكيل التربة. [10] يؤثر الغلاف الصخري على توزيع درجات الحرارة على سطح الأرض، فالجبال العالية تتمتع بدرجات حرارة أقل من السهول والوديان. [10]