المحتويات
ما هو الغش في الإسلام؟
يُعرّف الغش لغةً بأنه ضدّ النصح، ومأخوذ من “الغَشَش”؛ أيّ المشوب بالكدر. أما شرعاً، فيختلف تعريفه حسب الفقهاء. فقد عرّفه المناوي بأنه خلط الجيد بالرديء، بينما عرّفه الكفوي بأنه سواد القلب وعبوس الوجه، ويرتبط أحياناً بالغل والحقد. ويرى ابن حجر الهيثمي أن الغش المحرم هو إخفاء بائع أو مشترٍ لشيء في السلعة، لو علم به المشتري لما قبل الشراء بنفس الثمن.
صور الغش في مختلف مجالات الحياة
يظهر الغش في أشكال متنوعة، ويمتد تأثيره إلى العديد من جوانب الحياة. ومن الأمثلة:
الغش في الزواج: إخفاء أحد طرفي الزواج لعيوب أو معلومات جوهرية قد تؤثر على قرار الطرف الآخر، كإخفاء أمراض أو ديون.
الغش في الامتحانات: سواء بالنسخ من زميل أو استخدام وسائل غير مشروعة للحصول على درجات لا يستحقها الطالب. هذا الفعل ظلم للطلاب المجتهدين، وضرر للطالب الغشاش نفسه، إذ لا يبني مستقبله على أساس متين من العلم والمعرفة.
الغش من قبل المعلم: تقصير المعلم في شرح دروسه، أو إهمال واجباته التعليمية، بهدف إلزام الطلاب بالدروس الخصوصية.
الغش من قبل الموظف: التوقيع على دفتر الحضور دون حضور فعلي، أو إهمال العمل وعدم إتقانه، أو أخذ الرشاوى مقابل تسهيل المعاملات.
الغش من قبل التاجر: زيادة وزن البضائع بطرق غير مشروعة، أو بيع سلع بها عيوب دون إخبار المشتري.
الغش في النصيحة: إعطاء نصيحة خاطئة أو غير نزيهة لغرض شخصي أو بهدف خداع الشخص المُستشار. يجب على المؤمنين نصح بعضهم البعض بصدق وأمانة.
سرقة العلم: انتحال أعمال الآخرين ونسبها لنفس الشخص، دون ذكر المصادر أو الاعتراف بالملكية الفكرية.
الآثار الشرعية للغش
حذر الإسلام بشدة من الغش في جميع صوره، فقد روى مسلم عن النبي ﷺ قوله: ((من غشنا فليس منا)). ويُعدّ الغش من الكبائر، وهو يُفسد المعاملات ويُثير الشك والريبة بين الناس. كما أنّه يُعتبر خيانة للأمانة، وإخلال بالعهود والمواثيق. وبالتالي، فإنّ عواقبه وخيمة، وتشمل غضب الله سبحانه وتعالى، وعقوبات دنيوية قد تتضمن الغرامات أو السجن، حسب التشريعات القائمة. يجب على المسلم أن يتجنب الغش بكل أشكاله، ويسعى للصدق والأمانة في جميع تعاملاته.
يُؤكد الإسلام على أهمية النزاهة والعدل في جميع المعاملات، والالتزام بالمعايير الأخلاقية العالية. فالمسلم الأمين هو الذي يحافظ على حقوق الآخرين، ويُعامل الناس بالمثل الذي يُحبّ أن يُعامل به. الغش يُناقض هذه المبادئ، وهو يُضعف الثقة بين الأفراد والمجتمع ككل.
