الغدة النخامية: موقعها، هرموناتها، وأورامها

موقع الغدة النخامية في الدماغ

تُعدّ الغدة النخامية (Pituitary gland) جزءًا أساسيًا من الجهاز الغُدديّ الصّماء (Endocrine system)، وتتميّز هذه الغدد بإفراز هرموناتها مباشرة في مجرى الدم. تقع هذه الغدة الحيوية داخل الجمجمة، تحديدًا أسفل الجزء الأوسط من الدماغ، في تجويف عظمي يُعرف بالسرج التركي (Sella turcica). يقع هذا التجويف خلف الأنف، تحت منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) مباشرةً. حجم الغدة النخامية يُشبه حجم حبة البازلاء تقريبًا، ويبلغ وزنها عند البالغين ما بين 500 و 900 ملغم. وتُفرز الغدة النخامية مجموعة من الهرمونات المهمة، ويتحكم في إفرازها كل من هرمونات أخرى، ومنطقة تحت المهاد في الدماغ. بعض هرموناتها يؤثر مباشرةً في الجسم، بينما يؤثر البعض الآخر بشكل غير مباشر عبر التحكم في غدد صماء أخرى. [1, 2]

هرمونات الغدة النخامية: وظائفها وأثرها

تنقسم الغدة النخامية إلى جزئين رئيسيين: الجزء الأمامي والجزء الخلفي. لكل جزء هرموناته الخاصة: [2, 3]

هرمونات الجزء الأمامي:

• الهرمون المنشط للدرقية (TSH): يحفز الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها، التي تتحكم في معدل الأيض الأساسي (BMR)، والنمو، والبلوغ، ومعظم وظائف الجسم.
• هرمون النمو (GH): يتحكم في النمو ومعدل الأيض.
• الهرمون المنشط لقشرة الكظر (ACTH): ينظم إفرازات الغدة الكظرية (Adrenal gland)، الموجودة فوق كل كلية. يُساهم هرمون الكورتيزول، الذي تفرزه الغدة الكظرية، في تنظيم استجابة الجسم للتوتر، ومعدل أيض الدهون، البروتينات، والكربوهيدرات.
• هرمون اللوتين (LH) والهرمون المنشط للحويصلات (FSH): يُتحكمان في نمو وإطلاق البويضات لدى النساء والحيوانات المنوية لدى الرجال، ويُشاركان في إنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون.
• الهرمون المنشط لخلايا صبغة الجلد (MSH): يُؤثر في إنتاج الميلانين، صبغة الجلد التي تُحدد لونه. زيادة إفرازه قد تؤدي إلى اسمرار الجلد.
• البرولاكتين (Prolactin): يحفز إنتاج الحليب في الغدد الثديية، وهو ضروري خلال فترة الرضاعة.

هرمونات الجزء الخلفي:

لا ينتج الجزء الخلفي من الغدة النخامية الهرمونات، بل يخزن هرمونات تُصنع في أجزاء أخرى من الجسم، ويُطلقها عند الحاجة:

• الهرمون المضاد لإدرار البول (ADH): يُفرز عند ارتفاع اسمولالية البلازما (Plasma osmolality)، مؤشر على جفاف الجسم. يعمل على إعادة امتصاص الماء في الكلى، مما يُساعد على الاحتفاظ بالماء في الجسم.
• الأوكسيتوسين (Oxytocin): يُؤثر على عضلات الرحم، محفزًا انقباضها أثناء الولادة، ويُحفز إنتاج الحليب في غدد الثدي.

أورام الغدة النخامية: الأعراض والعلاج

أورام الغدة النخامية هي نمو غير طبيعي لخلاياها. معظمها حميد (غير سرطاني)، ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكنها قد تؤثر على الغدة النخامية والأنسجة المجاورة. قد تُسبب هذه الأورام إفرازًا زائدًا أو نقصًا في هرمونات الغدة. سبب الإصابة غير معروف تمامًا، لكن يُعتقد أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا، مع وجود حالات لا يوجد فيها أي أثر وراثي. من مضاعفات أورام الغدة النخامية: فقدان البصر (بسبب الضغط على العصب البصري)، واضطرابات هرمونية دائمة، قد تتطلب علاجًا هرمونيًا تعويضيًا. [4]

المراجع

• [1] “Pituitary gland”, www.healthdirect.gov.au
• [2] “Pituitary gland”, www.britannica.com
• [3] “Which Hormones Are Secreted By The Anterior Pituitary?”, www.pituitary.org
• [4] “Pituitary tumors”, www.mayoclinic.org