الحكمة من تشريع العدة للمطلقة
لقد شرع الله سبحانه وتعالى العدة للمرأة المطلقة لأسباب جليلة ومقاصد عظيمة، منها:
- التحقق من براءة الرحم: وذلك للتأكد من عدم وجود حمل، وبالتالي منع اختلاط الأنساب وحفظها من الالتباس.
- تعظيم عقد الزواج: وإظهار أهميته وقيمته في المجتمع، وأن الزواج ليس بالأمر الهين الذي يمكن الاستهانة به.
- إتاحة فرصة للمراجعة: وإعطاء الزوج المطلق فرصة للتفكير والندم على قراره، وإمكانية إعادة الزوجة خلال فترة العدة في الطلاق الرجعي.
- القيام بحق الله: وأداء ما أوجبه الله على المرأة من أحكام وشعائر.
يتضح من هذا أن العدة تتعلق بأربعة حقوق أساسية:
- حق الزوج.
- حق الزوجة.
- حق الولد (إن وجد).
- حق الله تعالى.
أنواع العدة للمطلقة
العدة لا تجب على المرأة التي طلقت قبل الدخول أو الخلوة الشرعية. أما بعد الدخول أو الخلوة، فتنقسم عدة المطلقة إلى الحالات التالية:
- المرأة الحامل: عدتها تنتهي بوضع حملها.
- المرأة غير الحامل التي تحيض: تعتد بثلاث حيضات كاملة بعد الطلاق، سواء طالت المدة أو قصرت.
- المرأة التي لا تحيض: كالمرأة الكبيرة في السن (الآيسة) أو الصغيرة التي لم تبلغ، فعدتها ثلاثة أشهر قمرية.
- المرأة التي انقطع حيضها بسبب لا يمكن معه العودة: كمن استأصلت رحمها، فعدتها ثلاثة أشهر كذلك.
- المرأة التي ارتفع حيضها لسبب معلوم: تنتظر حتى يزول السبب ثم تعتد بالحيض.
- المرأة التي ارتفع حيضها لسبب مجهول: اختلف العلماء في هذه الحالة، ورجح بعضهم أنها تعتد سنة كاملة؛ تسعة أشهر للحمل المحتمل، وثلاثة أشهر للعدة.
كما جاء في القرآن الكريم في سورة الطلاق: ﴿وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة: ﴿وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ﴾
مكان قضاء العدة للمطلقة
يختلف مكان قضاء العدة حسب نوع الطلاق:
- الطلاق الرجعي: تعتد المرأة في بيت زوجها، ويستحب لها أن تتزين وتتطيب له لعله يراجعها. ولا يجوز للزوج إخراجها من البيت حتى تنقضي عدتها.
- الطلاق البائن: تعتد المرأة في بيت أهلها، ولا تحل لزوجها إلا بعقد جديد. ولا يجوز لها الخروج من بيت أهلها أثناء العدة إلا لضرورة.