مقدمة
تتسم المجتمعات بتنوع التحديات الاجتماعية التي تواجهها، ومن بين هذه التحديات تبرز قضية العنف والإساءة. على الرغم من أن النساء غالبًا ما يُنظر إليهن على أنهن الضحايا الرئيسيين للعنف الجسدي واللفظي، إلا أن الرجال أيضًا يمكن أن يكونوا ضحايا لمختلف أشكال الإساءة. قد يتخذ العنف ضد الرجل أشكالًا متعددة، مثل الاعتداء الجسدي، أو الإساءة العاطفية واللفظية، أو حتى الاعتداء الجنسي. تشير الدراسات إلى أن نسبة كبيرة من الرجال قد تعرضوا لأحد أشكال العنف في مرحلة ما من حياتهم.
أنواع الإساءة الموجهة للرجال
تتعدد صور الإساءة التي يمكن أن يتعرض لها الرجال، وتختلف باختلاف الظروف والعلاقات. من بين هذه الصور:
- الإساءة الجسدية: يتمثل هذا النوع في الاعتداء المباشر على الجسم، ويتضمن أفعالًا مثل الضرب، والدفع، والخنق، والحرق، وأي فعل آخر يسبب أذى جسديًا. هذه الأفعال قد تؤدي إلى إصابات ظاهرة وتشوهات جسدية، وتخلق شعورًا عميقًا بالخوف والرعب.
- الإساءة اللفظية: يعتمد هذا النوع على استخدام اللغة كأداة للإيذاء. يتضمن الإهانات، والشتائم، والألفاظ النابية، والاستهزاء، والسخرية، والانتقادات المستمرة. هذه الأفعال قد تترك آثارًا نفسية عميقة على الضحية.
- الإساءة النفسية: تتضمن التهديد، والتخويف، والعزل الاجتماعي. قد تلجأ الزوجة إلى تهديد زوجها بقطع علاقته بعائلته وأصدقائه، أو حرمانه من ممارسة هواياته، أو إجباره على القيام بأشياء لا يرغب بها. هذه الأفعال تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للرجل وقد تعرضه لمشاكل نفسية وعقلية.
- التحكم المالي: أحد أشكال الإساءة الخفية، ويتمثل في السيطرة الكاملة على موارد الرجل المالية، ومنعه من التصرف فيها بحرية، مما يجعله تابعًا بشكل كامل للشريك الآخر.
- الإساءة الجنسية: إجبار الرجل على ممارسة أفعال جنسية لا يرغب بها، أو فرض ممارسات جنسية مؤلمة أو مهينة عليه.
علامات تدل على تعرض الرجل للإساءة الأسرية
هناك عدة علامات قد تشير إلى أن الرجل يتعرض للإساءة من قبل شريك حياته، ومن بين هذه العلامات:
- المناداة بألقاب مهينة أو محبطة.
- منعه من رؤية الأصدقاء أو أفراد العائلة.
- التحكم في كيفية إنفاق المال والقرارات الشخصية.
- الغيرة المفرطة وعدم الثقة والتملك.
- التهديد بالعنف واستخدام الأسلحة.
- إلقاء اللوم على الضحية بسبب سلوك الشريك العنيف.
- الاعتداء الجسدي بأشكاله المختلفة (الركل، الصفع، الخنق، إلخ).
معلومات أساسية حول الإساءة ضد الرجال
تشير الإحصائيات إلى أن الإساءة ضد الرجال هي حقيقة واقعة، على الرغم من أنها غالبًا ما يتم تجاهلها أو التقليل من شأنها. على سبيل المثال، تُظهر الدراسات أن 16 رجلاً في إنجلترا لقوا حتفهم نتيجة للعنف من قبل شركائهم الحاليين أو السابقين في عام 2018، مقارنة بـ 80 امرأة، وذلك وفقًا لبيانات مكتب الإحصاء الوطني (ONS).
كما أفادت منظمة (ManKind)، وهي منظمة معنية بحماية ضحايا العنف المنزلي من الذكور، أن 95٪ من الرجال الذين تعرضوا للعنف المنزلي يعانون من الإساءة العاطفية، و 68٪ عانوا من العنف الجسدي، و 41٪ تعرضوا للعنف النفسي، بالإضافة إلى أن 23٪ تعرضوا للتحكم المالي.
أسباب بقاء الرجال في علاقات مسيئة
يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تدفع الرجال للبقاء في علاقات مسيئة. من بين هذه الأسباب:
- الخوف على الأطفال ورغبتهم في الحفاظ على الأسرة.
- الاعتقاد بأن الزواج علاقة أبدية يجب الحفاظ عليها مهما كانت الظروف.
- وجود مشاعر حب تجاه الطرف الآخر، على الرغم من الإساءة.
- الخوف من عدم القدرة على رؤية الأطفال مرة أخرى بعد الانفصال.
- قلة الموارد المالية وعدم وجود مكان آخر للعيش فيه.
- الشعور بالإحراج والخجل من الاعتراف بالتعرض للإساءة.
