جدول المحتويات
ماهية العلم وخصائصه |
أهمية العلم في الحياة |
مكانة العلم والعلماء في الإسلام |
فروع المعرفة: رحلة عبر التخصصات |
ماهية العلم وخصائصه
العلم هو بحر واسع من المعارف والخبرات والمهارات المتراكمة والمنظمة حول موضوعات محددة. لكل فرع علمي مجاله الخاص، ونظرياته، وأهدافه، وأساليبه، وقوانينه. فمثلاً، هناك علم الفيزياء، والكيمياء، وعلم النفس، وعلم الاجتماع، وغيرها. يمتاز العلم بالحيادية، فهو يعتمد على الأدلة العلمية الصحيحة، ويُظهر الحقيقة الموضوعية، بعيداً عن التحيز الشخصي أو التأثر بالرأي العام. كما يتميز بالدقة، حيث لا يتغافل أي تفاصيل، وبالطابع التراكمي، إذ يضيف باستمرار معلومات جديدة إلى المعلومات القائمة.
ويتطور العلم باستمرار مع الاكتشافات الجديدة، ويصحح نفسه تلقائياً. يتبع منهجاً قائماً على الملاحظة، والفحص، والتجريب، ثم تصنيف النتائج ومقارنتها. ويضع العلماء فرضيات لتفسير الظواهر، وإذا ثبتت صحتها، تصبح جزءاً من القوانين والنظريات العلمية، التي تفسر المشكلات والظواهر، وتسهل الحياة عند توظيفها بالشكل الصحيح. العلماء هم المختصون الذين يسعون لتسخير العلم لخدمة البشرية، فالعلم سلاح ذو حدين، فمنه ما يُعمّر ويُطوّر، ومنه ما يُدمِّر ويُفسد، وهذا يتوقف على كيفية استخدامه. نسعى دوماً للعلم النافع، كما دعا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (اللهمَّ إني أسألُك علمًا نافعًا).[٢]
أهمية العلم في الحياة
يُعتبر العلم ضرورة أساسية للحياة، كالمأكل والمشرب، وهو ركنٌ من أركان بناء الأمم وتقدمها. يقضي العلم على التخلف والجهل والفقر، ويساعد على مواكبة التطورات الحياتية، ويُسهم في بناء مستقبل مشرق للأفراد والمجتمعات، ويوفر الكرامة المعيشية والحياة الراقية. بواسطته، يمكن للإنسان مواجهة التحديات، وتخطي العقبات، ومعرفة حقوقه وواجباته.
العلم إرث الأنبياء، والعلماء ورثتهم. إنه خير سلاح للدفاع عن النفس، ويحمي صاحبه من الخداع، ويظل معه حتى مماته. العلم لا يفنى، بل يبقى ويتطور مع الأمم. وهو يُقرب المسافات البعيدة، ويساعد العلماء على إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه الأفراد. ساهم العلماء في تطوير أساليب التفكير وحلّ المشكلات، وتعليم الطلاب أساليب تعلم جديدة. توصلوا إلى طرق للتغلب على الاكتئاب والقلق، وعلاج الأمراض، وتطوير الحياة بشكل عام.
مكانة العلم والعلماء في الإسلام
العلم نورٌ يُخرج الناس من الظلمات، ووسيلةٌ لبناء المجتمعات وارتقائها. لا تقتصر فوائده على الحياة الدنيا فقط، بل تمتد إلى الآخرة. حثّ الرسول صلى الله عليه وسلم على طلب العلم لما فيه من منفعة في الدارين، فهو يرفع من شأن المؤمن عند الله وعند الناس. حذر الرسول من ضياع العلم، وأكد على أهميته، فقد قال: (إن الله لا ينزع العلم انتزاعًا ينزعه، ينزعه من الناس، حتى ينزع العلم من قلوبهم، فإذا انتزع العلم من قلوبهم، استبدلوه بالجهل) [٣] .
العلم نعمة من نعم الله، فيه الخير والهداية والرفعة والبركة. وقد افتتح الله سبحانه وتعالى كتابه العزيز بقوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ).[٦] المجتمعات التي ينتشر فيها العلم، تتميز برقيها وتطورها، وسيادة الراحة والطمأنينة بين أفرادها، على عكس المجتمعات التي يغلب عليها الجهل، والتي تتسم بالاضطراب والكراهية. كرّم الله العلماء، ورفع من قدرهم في الدارين، كما في قوله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ).[٨] العلماء ورثة الأنبياء، يجب احترامهم وتوقيرهم، وطلب العلم منهم، والتأدب معهم.
فروع المعرفة: رحلة عبر التخصصات
يمكن تقسيم مجالات العلم إلى عدة فروع رئيسية، منها:
العلوم الطبيعية: تدرس الكائنات غير الحية، مثل الفيزياء، والكيمياء، وعلم الفلك. ومن أشهر العلماء المسلمين في هذا المجال: الحسن بن الهيثم، والبيروني، وأبو يوسف الكندي، ونصر الدين الطوسي (في الفيزياء)، وجابر بن حيان وأبو بكر الرازي (في الكيمياء).
الرياضيات والمنطق: الرياضيات أساس مختلف العلوم، حيث تساعد في صياغة النتائج بدقة، وتقديم التوقعات. المنطق يوفر تفسيراً صحيحاً للأمور العلمية.
العلوم الاجتماعية: تدرس المجتمعات البشرية، وتطوير السلوك الإنساني. تشمل علم النفس (دراسة سلوك الإنسان وعملياته الذهنية)، وعلم الإنسان (أصل الحضارات وتطورها)، وعلم الاجتماع (العلاقات بين الأفراد، والقضايا الاجتماعية كالجريمة والفقر).
علوم الحياة: تشمل علم النبات وعلم الحيوان، وتُعنى بدراسة الكائنات الحية. ومن أشهر الباحثين في علم النبات: ابن البيطار والأنطاكي، وفي علم الحيوان: الجاحظ والقزويني.