العلاقات العاطفية في فترة المراهقة

نظرة شاملة حول العلاقات العاطفية في فترة المراهقة، تشمل التحديات العاطفية، التأثيرات النفسية والأكاديمية، والآثار الاجتماعية.

مقدمة حول العلاقات في سن المراهقة

خلال فترة الشباب، تتطور المشاعر الرومانسية وقدرة الشاب على الشعور بالانجذاب العاطفي بشكل ملحوظ. بالرغم من وجود قيود وضوابط في مختلف الثقافات والفئات الاجتماعية، إلا أن هذه المشاعر تظل حقيقية وطبيعية لدى هذه الفئة العمرية. لا داعي للخوف أو الخجل منها؛ فهي قد تكون مصدر حماس وإرباك وتوتر للمراهق في بدايتها، حيث يجد صعوبة في السيطرة عليها وتظهر بوضوح.

التحديات العاطفية التي تواجه الشباب

الوقوع في الحب قد يسبب العديد من التحديات العاطفية للمراهقين، خاصة عندما يجدون صعوبة في التعامل مع مشاعرهم. من بين هذه التحديات:

  • الشعور بالخجل: قد يشعر المراهق بالخجل من نفسه أو من مشاعره بسبب التغيرات الجسدية والنفسية التي يمر بها، مما يجعله أكثر وعياً ونضجاً، ويخشى تقبل الآخرين لمشاعره أو يعاني من سوء فهمهم له.
  • اختلاف مستوى الوعي والنضج: دماغ المراهق لا يزال في طور النمو، وبالتالي قد تنمو بعض الأجزاء في جسده بمعدل أسرع، مما يجعله يشعر بالحاجة للحب أو الانجذاب العاطفي، ولكن هذه الحاجات الجسدية قد لا تتوافق مع نضجه العقلي، مما قد يدفعه إلى التهور أو سوء التصرف.
  • التغيرات الهرمونية: قد تؤدي التغيرات الهرمونية إلى ارتفاع بعض الهرمونات الذكورية والأنثوية أو العصبية، مما يؤثر على سلوكه وتقلبات مزاجه وزيادة رغباته واحتياجاته، إضافة إلى تعزيز استجابته للمشاعر المرتبطة بالعلاقات، مثل خفقان القلب والشعور بالمتعة.

تأثيرات العلاقات في فترة الشباب

قد تنشأ العديد من الآثار السلبية نتيجة العلاقات غير الناضجة في فترة الشباب، ومنها:

النتائج النفسية والدراسية للمراهق

للعلاقات في هذه المرحلة العمرية تأثيرات متنوعة على المراهق، منها:

  • الضغوط النفسية: قد يتعرض المراهق لسلسلة من الضغوطات النفسية والعقلية التي قد تدفعه لسوء التصرف أو التهور بسبب عدم استقرار مشاعره وعدم اتزان العلاقة.
  • ضعف الأداء الأكاديمي: قد ينخفض مستوى التحصيل العلمي للمراهقين الذين يخوضون علاقات مبكرة بسبب عدم القدرة على التركيز في الدراسة.
  • القلق والاكتئاب: قد تظهر أعراض القلق والتوتر الشديد على المراهق، وقد تتطور إلى الشعور بالاكتئاب والعزلة، مما قد يؤدي إلى تصرفات سلبية أخرى.
  • الشعور بالحزن والغيرة: قد يشعر المراهق بالحزن والغيرة وعدم الثقة بالآخرين بسرعة بسبب تجاربه الشخصية.

التأثيرات الاجتماعية على العائلة والمجتمع

لا يقتصر تأثير العلاقات المبكرة على المراهق وحده، بل يمتد ليشمل والديه والمجتمع بأكمله، وذلك من خلال:

  • صعوبة التعامل مع المراهق: قد يواجه الأهل صعوبة في التعامل مع المراهق بسبب حدة مزاجه وتقلباته.
  • ضغط على الوالدين: يتعرض الآباء والأمهات لضغط كبير من ناحية مراقبة وتوجيه سلوك أبنائهم المراهقين.
  • فقدان الانسجام: قد يشعر المراهق بفقدان الانسجام مع أفراد الأسرة الآخرين وضعف القدرة على التفاعل معهم.
  • صعوبة بناء علاقات هادفة: قد يجد المراهق صعوبة في بناء علاقات وصداقات هادفة سواء في المدرسة أو خارجها.

نصائح للتعامل السليم مع الشباب

لتحقيق تأثير إيجابي وهادف على المراهقين، يُنصح باتباع الإرشادات التالية:

  • منحهم بعض الاستقلالية: يحتاج المراهقون إلى إثبات هويتهم والتعبير عن شخصياتهم بحرية، لذا يمكن منحهم بعض الاستقلالية ضمن حدود معينة.
  • تجنب التصادم الدائم: يجب على الآباء تجنب التصادم الدائم مع أبنائهم، واختيار المشاحنات بحكمة والتنازل عن بعض الأمور غير الهامة.
  • وضع الحدود والاتفاق عليها: يفضل إجراء نقاشات ودية لرسم الحدود والضوابط للعلاقات والسلوكيات.
  • التواصل الهادف: يجب على الآباء توعية أبنائهم وخلق تواصل إيجابي وهادف بينهم، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير بطلاقة والاستماع إليهم.

نظرة عامة على مرحلة الشباب

الشباب هي مرحلة النمو والتطور التي تمتد من البلوغ حتى نهاية مرحلة النضج، وتتميز بتغيرات سيكولوجية ونفسية وهرمونية وجسدية، إضافة إلى تطور التفكير والقدرة على السيطرة على النشاط العقلي. تتراوح الفئة العمرية للمراهقين بين 12 و 18 عامًا، وتختلف معدلات النمو والتغير من مراهق لآخر.

قال الله تعالى في سورة الروم: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾

وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”

المراجع

  1. D’Arcy Lyness, PhD,”Love and Romance “،kidshealth.org
  2. “Teenagers in love”,www.thepsychologist.bps.org
  3. Megan Price, Leanne Hides, […], and Stoyan R. Stoyanov,”Young Love: Romantic Concerns and Associated Mental Health Issues among Adolescent Help-Seekers”،www.ncbi.nlm.nih.gov
  4. Carl E Pickhardt Ph.D. (18-6-2012),” Adolescence and Falling In Love”،www.psychologytoday.com
  5. “Understanding Your Teen’s Emotional Health”,familydoctor.org
  6. TWINKLE PAREKH (10-9-2019)،”5 Tips On How To Deal With Teenage Attitude”،www.momjunction.com
  7. “Physical Development in Adolescence”,www.lumenlearning.com
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

نظرة على رواية الحب في زمن الكوليرا

المقال التالي

نظرة خاطفة للعاطفة: حقيقة أم خيال؟

مقالات مشابهة