العقيقة في الفقه المالكي: أحكام وتفاصيل

استكشاف أحكام العقيقة في الفقه المالكي: توقيتها، شروطها، وكيفية أدائها. دليل شامل لمسائل العقيقة وفقًا للمذهب المالكي.

مقدمة

تعتبر العقيقة من السنن المؤكدة في الإسلام، وهي تعبير عن الشكر لله تعالى على نعمة الولد. سنتناول في هذا المقال الأحكام المتعلقة بالعقيقة وفقًا للمذهب المالكي، مع التركيز على وقتها وشروطها وبعض التفاصيل المتعلقة بها.

الرأي الشرعي للعقيقة في المذهب المالكي

العقيقة في المذهب المالكي هي الذبيحة التي تذبح للمولود، سواء كان ذكراً أو أنثى، تعبيراً عن الشكر لله على سلامة الولادة. وهي سنة مؤكدة للقادر عليها، وتتضمن نية خالصة وشروطاً محددة.

يرى المالكية أن المندوب ليس على درجة واحدة، بل يتدرج إلى ثلاثة أقسام، كما ذكر ابن جزي: “أما المندوب فهو المتطوع، وهو درجات أعلاها السنة، ودونها المستحب وهو الفضيلة، ودونها النافلة”.

وتشبه العقيقة الأضحية في كون كليهما قربة إلى الله سبحانه وتعالى، وتشترط فيهما نفس الشروط من حيث السن والصحة والسلامة من العيوب. لذا، يجب على الوالد الذي يعزم على العقيقة أن يحرص على اختيار ذبيحة سليمة وخالية من العيوب.

يشترط المالكية أن تكون العقيقة من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم. ولا يوجد تفريق بين الذكر والأنثى في مقدار العقيقة، حيث يكفي شاة واحدة عن كل مولود، سواء كان ذكراً أم أنثى. وقد ورد في هذا الشأن حديث ابن عباس أن النبي -عليه الصلاة والسلام- عقَّ عن الحسن شاة، وعن الحسين شاة.

عن ابن عباس أنه -عليه الصلاة والسلام- عقَّ عن الحسن شاة، وعن الحسين شاة.[٥]

الموعد المحدد للعقيقة عند المالكية

يرى المالكية أن وقت العقيقة يبدأ بانتهاء الأسبوع الأول من ولادة المولود. ويحسب جمهور العلماء يوم الولادة ضمن الأيام السبعة، بينما يرى الإمام مالك تفصيلاً في ذلك: إذا ولد المولود قبل الفجر أو معه، يحسب يوم الولادة، أما إذا ولد بعد الفجر فلا يحسب يوم الولادة. وتسقط العقيقة بغروب شمس اليوم السابع، كما تسقط الأضحية بغروب اليوم الثالث.

معلومات تفصيلية حول العقيقة

يجوز للمالكية كسر عظام العقيقة، ولكن لا يستحب ذلك تيمناً بسلامة المولود. ويكره في المذهب إقامة وليمة للعقيقة ودعوة الناس إليها، بل يرون أن تطبخ ويأكل منها أهل البيت وغيرهم، ويتصدقون ويهدون منها ما شاؤوا، المهم هو التقرب بها إلى الله تعالى وشكره على سلامة المولود.

يستحب عند المالكية حلق رأس المولود يوم العقيقة، حتى لو كانت أنثى، والتصدق بوزن الشعر ذهباً أو فضة. وإن لم يتمكن من حلق رأسه، فإنه يقدر وزن الشعر ويتصدق بقيمته ذهباً أو فضة. ويستحب أيضاً تسمية المولود في اليوم السابع.

تتعدد العقيقة بتعدد المواليد، فلكل مولود عقيقة خاصة به، سواء كان ذكراً أو أنثى. وحتى إذا ولد توأمان، يعق عن كل واحد منهما.

ومما يكره في العقيقة عند المالكية هو ختان المولود في يوم العقيقة إذا كان في اليوم السابع، لأنه يعتبر من فعل اليهود. ويكره أيضاً تلطيخ المولود بدم العقيقة، لأنه من عادات الجاهلية.

المراجع

  • وهبه الزحيلي،الفقه الإسلامي وأدلته
  • محمد العربي،الخلاصة الفقهية على مذهب السادة المالكية
  • ابن جزي الكلبي،تقريب الوصول إلى علم الأصول
  • الإمام الدردير،الشرح الكبير
  • الحافظ الذهبي، في تخريج أحاديث سير أعمال النبلاء، عن ابن عباس،
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

تحليل العقيدة الواسطية من منظور ابن عثيمين

المقال التالي

دور العلاج الإشعاعي في مكافحة سرطان الثدي

مقالات مشابهة