مقدمة حول أوجاع الرأس
يعتبر ألم الرأس من الحالات الصحية المنتشرة بين الناس، حيث يعاني الكثيرون من هذه المشكلة في مراحل مختلفة من حياتهم. تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من البالغين حول العالم قد عانوا من ألم الرأس مرة واحدة على الأقل خلال السنة. قد يكون ألم الرأس بسيطاً وعابراً، ولكنه في بعض الأحيان قد يكون شديداً ويعيق القدرة على التركيز وأداء المهام اليومية.
يمكن أن يكون ألم الرأس ناتجاً عن الإجهاد النفسي والعاطفي، أو قد يكون مرتبطاً بمشاكل صحية مثل الصداع النصفي أو ارتفاع ضغط الدم أو القلق أو الاكتئاب. لحسن الحظ، يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من ألم الرأس أن يشعروا بتحسن كبير من خلال تغيير نمط الحياة، وتعلم تقنيات الاسترخاء، وفي بعض الحالات عن طريق تناول الأدوية المناسبة.
العطور وتأثيرها على الرأس
قد يعاني بعض الأفراد مما يعرف بحساسية العطور، والتي يمكن التعرف عليها من خلال ظهور بعض الأعراض الجسدية بعد استخدام عطر جديد. تتفاوت شدة هذه الأعراض، فقد تكون خفيفة مثل العطس وسيلان الأنف وتدميع العين، وقد تصل إلى ألم الرأس وعدم القدرة على التركيز والدوخة ومشاكل في الجهاز التنفسي مثل الصفير وضيق التنفس. كما يمكن أن تحدث أعراض جلدية مثل الحكة وظهور الطفح الجلدي. تظهر هذه الحساسية بشكل متزايد نتيجة الاستخدام المتزايد للعطور في الوقت الحاضر.
تصنيفات أوجاع الرأس
هناك أنواع متعددة من ألم الرأس، ولكل نوع خصائصه وأسبابه. من بين الأنواع الشائعة:
- صداع التوتر: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وغالباً ما يصيب النساء فوق سن العشرين. يتميز هذا النوع من ألم الرأس بالشعور كأن الرأس مربوط برباط مشدود. يحدث هذا نتيجة عدة عوامل، منها الوضعية الخاطئة للجسم والضغط النفسي، مما يسبب شدًا في عضلات الرقبة. عادة ما يستمر صداع التوتر لعدة دقائق فقط، ولكن في بعض الحالات قد يستمر لعدة أيام.
- الصداع الناتج عن ارتفاع ضغط الدم: يحدث نتيجة ارتفاع ضغط الدم الشديد، حيث يصل ضغط الدم الانقباضي إلى ما يزيد عن 200 والانبساطي عن 110. تتضمن أعراض هذا النوع من ألم الرأس الشعور بألم شديد محيط بكامل الرأس، ويكون أكثر حدة في الصباح الباكر ويبدأ بالتحسن خلال اليوم. يتم علاجه باستخدام أدوية ارتفاع ضغط الدم المناسبة والانتظام عليها للوقاية من نوبات صداع لاحقة.
-
الصداع النصفي: هو ألم الرأس الشديد الذي يمكن أن يسبب ألماً نابضاً شديداً، وعادة ما يكون على جانب واحد من الرأس. توجد عدة أنواع مختلفة من الصداع النصفي، ومن ذلك:
- الصداع النصفي المزمن: والذي يحدث 15 يوماً أو أكثر في الشهر الواحد.
- الصداع النصفي الفالجي: وهو أحد أنواع الصداع النصفي الذي تتشابه أعراضه مع أعراض السكتة الدماغية، إذ أن المصاب به قد يعاني من الغثيان واضطرابات في الرؤية والدوخة.
- الصداع المرافق للحيض: وينتج عنه ألم مشابه لألم الصداع النصفي، ويحدث هذا قبل أو بعد الحيض أو في منتصف الدورة الشهرية؛ أي وقت الإباضة؛ ويحدث ذلك نتيجة التغييرات الهرمونية. يمكن الوقاية منه باستخدام بعض الأدوية مثل حاصرات بيتا ومضادات الاختلاج وحاصرات الكالسيوم ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية. وفي حال حدوثه يمكن علاجه في بداية ظهور الأعراض، وذلك باستخدام بعض الأدوية مثل الإرغوتامين.
متى يجب طلب العون الطبي؟
في أغلب الأحيان يكون ألم الرأس ناتجاً عن مشاكل غير خطيرة، ولكن في بعض الحالات قد يكون ألم الرأس عرضاً يشير إلى حالة مرضية خطيرة، كالسكتة الدماغية والتهاب السحايا أو التهاب الدماغ، ولهذا يجب طلب الرعاية الطبية الفورية في حال كان الشخص يعاني من ما يأتي:
- التعرض لصداع يمكن وصفه بأنه الأسوأ على الإطلاق، حتى لو كان الشخص يعاني من الصداع بشكل منتظم.
- ألم الرأس المفاجئ أو العنيف جداً.
- ألم الرأس الذي يترافق مع اضطراب في النطق أو تغيير في الرؤية أو مشاكل في تحريك الذراعين أو الساقين أو المشي أو فقدان الذاكرة أو الخدر أو الضعف في جانب واحد من الجسم.
- ارتباط ألم الرأس بمشاكل في الرؤية أو الألم أثناء المضغ أو فقدان الوزن.
- زيادة حدة ألم الرأس على مدار 24 ساعة.
- ترافق ألم الرأس مع الحمى وتصلب الرقبة والغثيان والتقيؤ.
- حدوث ألم الرأس نتيجة إصابة في الرأس.
- ألم الرأس الشديد في منطقة عين واحدة، مع احمرار في تلك العين.
- ظهور ألم الرأس كمشكلة جديدة، خاصة إذا كان المريض أكبر من 50 عاماً.
- وجود تاريخ من السرطان أو مشاكل في الجهاز المناعي، مثل فيروس نقص المناعة البشريّة.
ينبغي مراجعة الطبيب إن كان الشخص يعاني من ألم الرأس الذي يتكرر أكثر من المعتاد، ويصبح أكثر شدة أو يتفاقم أو لا يتحسن بعد استعمال المسكنات، أو يمنع المريض من العمل أو النوم أو غيرها من النشاطات.
طرق تخفيف أوجاع الرأس
من المهم جداً مراعاة أن بعض أنواع أو حالات ألم الرأس قد تحتاج إلى استشارة الطبيب، ولكن في معظم الحالات قد يتم علاج ألم الرأس من خلال اتباع بعض التعليمات البسيطة، والتي تتضمن ما يأتي:
- التقليل من الضغط والتوتر النفسي والعاطفي.
- تدليك العضلات في الجزء الخلفي من الرقبة.
- استخدام الكمادات الدافئة على الرقبة.
- الاستخدام الصحيح لمسكنات الألم التي تصرف دون وصفة طبية.
- النوم والحصول على قسط كافٍ من الراحة، إذ يساعد ذلك على تخفيف الألم بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي، بالإضافة إلى اتباع خطة علاجية تتضمن أدوية للصداع وأدوية أخرى لعلاج الغثيان والتقيؤ.