تعريف الطلاق في حالة الغياب
يُعرف الطلاق في حالة الغياب بأنه إنهاء العلاقة الزوجية في حال كان أحد الزوجين غائباً عن الآخر. يمكن أن يكون الزوج في بلد آخر، أو حتى في نفس البلد ولكنه غير حاضر لإجراءات الطلاق. في هذه الحالة، قد يوكل الزوج شخصاً آخر لمتابعة الإجراءات بعد التلفظ بالطلاق مع النية الصادقة. الأهم هو إثبات الطلاق وتحديد اللفظ الذي استُخدم وظروف الزوج عند التلفظ به.
الحكم الشرعي للطلاق في حالة الغياب
الطلاق في حالة الغياب جائز شرعاً. استدل العلماء بقصة فاطمة بنت قيس، التي وصلها خبر طلاقها من زوجها وهو في اليمن. هذا يدل على أن الطلاق يقع حتى في غياب الزوجة.
يمكن أن يتم الطلاق بحضور الزوجة أو في غيابها، ولكن يشترط توثيقه في المحكمة. يجب على المطلق تسجيل الطلاق خلال ثلاثين يوماً. إذا كانت الزوجة حاضرة، تعتبر عالمة بالطلاق بحضورها. أما إذا كانت غائبة، فيتم إعلامها بالطلاق عن طريق مُحضر. للمرأة المطلقة غيابياً حقوق، مثل مؤخر الصداق ونفقة العدة.
وقد نصت المادة (27) في القانون الأردني على ذلك: “يجب على الزوج أن يسجل طلاقه ورجعته أمام القاضي، وإذا طلق زوجته خارج المحكمة، ولم يسجله فعليه أن يراجع المحكمة لتسجيل الطلاق خلال شهر، وكل من تخلف عن ذلك يعاقب بالعقوبة المنصوص عليها في قانون العقوبات، وعلى المحكمة أن تقوم بتبليغ الطـلاق الغيابـي والرجعة للزوجـة خلال أسبوع من تسجيله”.
فترة العدة للمرأة المطلقة في حالة الغياب
تبدأ فترة العدة للمرأة المطلقة من تاريخ إعلامها بالطلاق، سواء كان الإعلان من الزوج أو من المحكمة. في الطلاق الصادر من المحكمة، لا تبدأ العدة إلا بعد أن يصبح الطلاق نهائياً، وذلك بعد انتهاء فترة الاستئناف أو المعارضة، وعدم قيام أي من الطرفين بالاستئناف أو المعارضة.
إذا لم يكن حكم الطلاق نهائياً، فلا تترتب عليه آثاره، ومنها عدة المرأة المطلقة. وتختلف مدة العدة باختلاف حالة المرأة:
- عدة المطلقة الحامل: تنتهي عدتها بوضع الحمل، لقوله تعالى: (وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ). [الطلاق: 4]
- عدة المطلقة غير الحامل: إذا كانت المرأة المطلقة غير حامل ومن ذوات الحيض، فعدتها ثلاثة أطهار بعد الطلاق. أما إذا كانت لا تحيض لصغر سنها أو لكبر سنها (آيسة)، فعدتها ثلاثة أشهر.
أما في حال تم طلاق المرأة قبل الدخول بها، فلا عدة عليها، سواء كانت مسلمة أم كتابية. وهذا ما يؤيده جمهور العلماء، مستندين إلى قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا). [الأحزاب: 49]