الطريق إلى الخشوع في الصلاة

استكشف أسرار الخشوع في الصلاة من خلال الاستعداد الجيد، وتجنب المشتتات، وتدبر آيات القرآن، واستحضار الآخرة، والدعاء.

محتويات

المبحثالرابط
التحضير الروحي والجسدي للصلاة#section1
حماية الصلاة من المشتتات#section2
تأمل معاني القرآن الكريم#section3
استحضار الموت والآخرة#section4
السعي إلى الله تعالى#section5
المراجع#section6

التحضير الروحي والجسدي للصلاة

إنّ أساس الخشوع في الصلاة يكمن في الإعداد والتجهيز. فكما نحرص على الاستعداد لمقابلة شخصية مهمة في حياتنا الدنيوية، علينا أن نولي صلاتنا أهمية أكبر، فهي لقاء مع رب العالمين. يتمثل هذا الاستعداد في الطهارة، سواءً بالوضوء أو الغسل، والتبكير إلى المسجد، وقراءة آيات من القرآن الكريم قبل الصلاة، ليُهيّئ القلب للخشوع والتأمل.

الاستعداد ليس مجرد طقوس خارجية، بل هو حالة روحانية تُساعد على التركيز والهدوء. التحضير الجيد للصلاة يمهد الطريق لرحلة روحانية هادئة وخشوع قلبي عميق.

حماية الصلاة من المشتتات

الالتفات والانشغال بأمور الدنيا أثناء الصلاة يُعيق الخشوع ويشتت الذهن. عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (سَأَلْتُ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- عَنِ التِفاتِ الرَّجُلِ في الصَّلاةِ، فقالَ: هو اخْتِلاسٌ يَخْتَلِسُ الشَّيْطانُ مِن صَلاةِ أحَدِكُمْ)، [٢] لذلك يجب على المصلي أن يبذل قصارى جهده لتجنب أي حركات أو أفكار قد تُبعده عن التركيز في صلاته. وإذا ما تسلل الشيطان بأفكار مزعجة، فعليه أن يستعيذ بالله من شرور الشيطان الرجيم.

تأمل معاني القرآن الكريم

تدبر آيات القرآن الكريم أثناء الصلاة يُعتبر ركيزة أساسية للخشوع. فالله -تعالى- وصف المؤمنين بقوله: (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا).[٤][٥] فالتأمل في المعاني العميقة للآيات، والتفكر في حكم الله -تعالى-، ورحمته، وعدله، يُسهم بشكل كبير في تعزيز الخشوع وربط القلب بالله.

يجب أن يكون التلاوة بوعي وفهم، ليس مجرد نطق بالكلمات، بل تأمل في معانيها وإدراك مضامينها.

استحضار الموت والآخرة

إنّ تذكر الموت والآخرة يُعدّ من أهم عوامل الخشوع. فالمصلي عليه أن يستحضر لحظة وقوفه بين يدي الله -تعالى-، وأن يتصور أن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة في حياته. هذا الشعور بالمسؤولية ووجوب الإخلاص في العبادة يُساعد على زيادة الخشوع والانقياد لله -تعالى-. وقد أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بقوله: (إذا قمتَ فى صلاتِك فصلِّ صلاةَ مودِّعٍ).[٦][٧]

السعي إلى الله تعالى

الخشوع نعمة من الله -تعالى-، وليس من السهل تحقيقه دائمًا. لذلك، يجب على المصلي أن يدعو الله -تعالى- أن يُيسر له الخشوع وأن يُعينَه على الإخلاص في عبادته. فالتقرب من الله تعالى بالدعاء والتضرع له يُقرب العبد من ربه، ويُسهم في تهيئة القلب للخشوع والانقياد لله -تعالى-. فالعبادات كلها بتوفيق من الله -سبحانه وتعالى-.

المراجع

[١] محمد الصباغ، الخشوع في الصلاة، صفحة 44-48. بتصرّف.

[٢] رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:3291، صحيح.

[٣] سعيد القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 196. بتصرّف.

[٤][٥] سورة الفرقان، آية:73

[٥] “33 سببا للخشوع في الصلاة”، طريق الاسلام، 31/8/2003، اطّلع عليه بتاريخ 19/1/2022. بتصرّف.

[٦][٧] رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن أبي أيوب الأنصاري، الصفحة أو الرقم:797، صحيح.

[٧] سعيد القحطاني، الخشوع في الصلاة في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 258-262. بتصرّف.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

أسباب تكون الخُراج

المقال التالي

علامات تمدد الجلد: الأسباب، العلاج، والوقاية

مقالات مشابهة