الطريقة الاختبارية وأهميتها في الدراسات العلمية

تعرف على مفهوم الطريقة الاختبارية وأهميتها في مجال الدراسات العلمية، بالإضافة إلى استعراض خطواتها الأساسية بالتفصيل.

تعريف الطريقة الاختبارية

الطريقة الاختبارية هي أسلوب منهجي يعتمد على التدخل المتعمد من قبل الباحث في بيئة الدراسة. يقوم الباحث بالتلاعب بمتغير واحد أو أكثر، يُعرف بالمتغير المستقل، بهدف رصد تأثير هذا التلاعب على متغير آخر، يُعرف بالمتغير التابع. يتم ذلك مع الحرص الشديد على التحكم في جميع العوامل الأخرى التي قد تؤثر في النتيجة، وذلك لضمان أن التغيرات الملاحظة في المتغير التابع هي نتيجة مباشرة لتأثير المتغير المستقل.

بأبسط صورها، تتضمن التجربة متغيرًا مستقلاً ومتغيرًا تابعًا. ومع ذلك، يمكن أن تكون التجارب أكثر تعقيدًا، وتشمل عدة متغيرات مستقلة ومتغيرة تابعة. يعتمد نجاح الطريقة الاختبارية على تصميم التجارب بعناية فائقة، والالتزام بشروط وضوابط محددة لضمان الحصول على نتائج موثوقة ودقيقة.

أهمية الطريقة الاختبارية في الدراسات العلمية

تحظى الطريقة الاختبارية بأهمية كبيرة في مجال البحث العلمي، خاصة في العلوم الاجتماعية. وتعود هذه الأهمية إلى عدة أسباب رئيسية:

  • الكفاءة والدقة: تعتبر الطريقة الاختبارية من أكثر الطرق كفاءة ودقة، وذلك لإمكانية تكرار التجربة في ظل نفس الظروف. هذا يسمح للباحثين بالتحقق من النتائج والتأكد من صحتها. كما أن قدرة الباحث على التحكم في العوامل المختلفة تزيد من دقة البحث وتجعله أكثر موثوقية.
  • التحكم في العوامل: تسمح الطريقة الاختبارية للباحث بمعالجة عدد من العوامل مع ضبط الظروف المحيطة بدقة. هذا التحكم الدقيق يساعد على تحديد العلاقة السببية بين المتغيرات وفهم كيفية تأثيرها في بعضها البعض.
  • الواقعية: تركز الطريقة الاختبارية على الزمن الحاضر، مما يمنحها صفة الاستمرارية وإمكانية التأكد من صدق النتائج بناءً على المعطيات الحالية. هذا يجعل النتائج أكثر واقعية وقابلة للتطبيق في الوقت الحاضر.
  • التنوع: يوفر التنوع في التصميمات التجريبية إمكانية تطبيقها على عدد كبير من الحالات المختلفة. هذا يجعل الطريقة الاختبارية مرنة وقابلة للتكيف مع مختلف أنواع الدراسات والمشكلات البحثية.
  • تنظيم البيانات: تساهم الطريقة الاختبارية في تنظيم البيانات من خلال التجربة. هذا يمكن الباحث من المقارنة بين الوقائع المختلفة وتحديد العوامل المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر في حدوث الظاهرة المدروسة. وبالتالي، يمكن للباحث أن يقرر ما إذا كانت الفروض التي وضعها صحيحة أم لا.

خطوات الطريقة الاختبارية

تتفق معظم طرق البحث العلمي في الخطوات الأساسية، ولكن الطريقة الاختبارية تتميز ببعض الخطوات الخاصة التي تميزها عن غيرها. فيما يلي شرح لهذه الخطوات بالتفصيل:

  1. تحديد المشكلة: في هذه الخطوة، يقوم الباحث بتحديد المشكلة البحثية وصياغتها بطريقة واضحة ومحددة. يجب أن يكون الوصف شاملاً ودقيقًا، بحيث يتيح معالجة المشكلة بطريقة تجريبية.
  2. صياغة الفروض: بعد تحديد المشكلة، يقوم الباحث بصياغة الفروض. الفرض هو عبارة عن تخمين أو توقع حول العلاقة بين المتغيرات. يجب أن يوضح الفرض تأثير المتغير المستقل على المتغير التابع، وأن يحدد العوامل التي تؤثر في الظاهرة المدروسة.
  3. تحديد مجتمع البحث واختيار عينة الدراسة: يقوم الباحث بتحديد مجتمع الدراسة، وهو المجموعة التي يرغب في تعميم النتائج عليها. ثم يقوم باختيار عينة من هذا المجتمع، مع الحرص على أن تكون العينة ممثلة للمجتمع الأصلي.
  4. اختيار التصميم التجريبي المناسب: يعتمد اختيار التصميم التجريبي على طبيعة المشكلة البحثية والأهداف التي يسعى الباحث لتحقيقها. يجب أن يكون التصميم قادراً على إثبات أو رفض العلاقة بين متغيرات الدراسة.
  5. القياس القبلي: قبل البدء في التجربة، يتم إجراء قياس قبلي لأفراد المجموعة أو المجموعات المشاركة. يهدف هذا القياس إلى تحديد مستوى أداء الأفراد فيما يتعلق بالمتغير التابع قبل إدخال المتغير المستقل.
  6. تنفيذ التجربة: في هذه المرحلة، يقوم الباحث بتطبيق البرنامج التجريبي، وذلك بإدخال المتغير المستقل على المجموعة التجريبية. الهدف من ذلك هو التوصل إلى سبب أو عوامل مؤثرة في الظاهرة المراد دراستها.
  7. القياس البعدي: بعد الانتهاء من التجربة، يتم إجراء قياس بعدي لأفراد المجموعة التجريبية. يهدف هذا القياس إلى جمع بيانات جديدة تسمح بمقارنتها مع القياس القبلي، وذلك لتوضيح أثر المتغير المستقل على الظاهرة المدروسة.
  8. تنظيم البيانات ومعالجتها إحصائياً: يقوم الباحث بتنظيم البيانات التي تم جمعها من خلال القياسات القبلية والبعدية، ثم يقوم بمعالجتها إحصائياً باستخدام الأدوات والأساليب المناسبة. تساعد هذه المعالجة على تحديد الدلالة الإحصائية بين المتغيرات وتحديد ما إذا كانت الفروض صحيحة أم لا.
  9. تحليل البيانات وتفسيرها: بعد معالجة البيانات إحصائياً، يقوم الباحث بتحليل النتائج وتفسيرها. يتم عرض البيانات وتحويلها إلى معلومات وحقائق حول الظاهرة المدروسة. تعتمد عملية التفسير على إظهار العلاقة بين الحقائق المختلفة وفهم كيفية تأثيرها في بعضها البعض.
  10. التوصيات: في النهاية، يقدم الباحث توصيات بناءً على النتائج التي توصل إليها. تهدف هذه التوصيات إلى إظهار الناتج العلمي للبحث وتحقيق الاستفادة العلمية من التجربة.

المصادر

  • سماح سالم سالم،البحث الاجتماعي، صفحة 101.
  • محمود احمد درويش،مناهج البحث في العلوم الانسانية، صفحة 65. بتصرّف.
  • أبسهير بدير،البحث العلمي، صفحة 50.
Total
0
Shares
المقال السابق

الأسلوب الاختباري في علم النفس وتطبيقاته

المقال التالي

المدخل التواصلي في علم اللغة التطبيقي

مقالات مشابهة