فهم مفهوم التبرك
التبرك اصطلاحاً هو طلب البركة بواسطة شيء يُعتقد فيه الخير والنماء. يجب التأكيد على أن مصدر البركة هو الله عز وجل وحده، وهو الذي يضعها في الأشياء، ويثبت ذلك بالدليل الشرعي. لذا، يتوجب على المسلم البحث عن الأدلة الشرعية قبل اللجوء إلى أي شكل من أشكال التبرك.
تصنيفات التبرك: بين المشروع والممنوع
ينقسم التبرك إلى قسمين رئيسيين: مشروع وممنوع. يعتمد هذا التقسيم على وجود دليل شرعي واضح يدعم جواز هذا الفعل أم لا.
التبرك المشروع
يشمل هذا النوع ما نصت عليه الأدلة الشرعية من تبرك برسول الله صلى الله عليه وسلم، وماء زمزم، والحجر الأسود، ومكة المكرمة، وبيت المقدس، ومدينة الرسول، وشهر رمضان، وليلة القدر، والعشر من ذي الحجة، والصلاة، والصيام، والزكاة.
التبرك غير المشروع
يُعدّ التبرك بالأشياء أو الأشخاص بدون دليل شرعي واضح من الأمور المحرمة. هذا النوع من التبرك يُعتبر شركاً أصغر، وقد يؤدي إلى الشرك الأكبر إن استمرّ عليه المسلم. يُحذر منه بشدة لما فيه من إحداثٍ في الدين.
أشكال التبرك الممنوع
التبرك بالأشياء الجامدة
كان أهل الجاهلية يتبركون بالأشجار والأحجار والأصنام، معتقدين أن ذلك يجلب لهم الخير والبركة. وهذا من الأمور المحرمة في الإسلام، ولا يُرجى منه نفع، بل هو ضلالٌ مبين. قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى* وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى* أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى* تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى* إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى) [النجم: 19-23].
التبرك بالأنبياء والصالحين
يُحذّر الإسلام من بعض الممارسات الخاطئة المرتبطة بالتبرك بالأنبياء والصالحين، ومنها:
- طلب الشفاعة منهم بعد موتهم: لا يجوز طلب الشفاعة من أحد سوى الله عز وجل. قال تعالى: (وَلا تَدْعُ مِنْ دُوْنِ اللهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِيْنَ) [يونس: 106].
- العبادة عند قبورهم: لا يجوز قصد قبور الأنبياء والصالحين للعبادة ظنّاً بزيادة البركة. لو كان هذا جائزاً، لكان الأولى بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لكنه نهى عن ذلك بقوله: (لا تَجعَلوا بُيوتَكم قُبورًا، ولا تَجعَلوا قَبْري عيدًا، وصلُّوا علَيَّ؛ فإنَّ صلاتَكم تبلُغُني حيثُ كنتم) [رواه أبو داود].
- التمسّح بقبورهم وتقبيلها: لا يجوز التمسّح بقبور الأنبياء والصالحين ظنّاً بالقرب من الله، فذلك لا ينفعهم شيئاً، ولم يفعله الصحابة الكرام.
خاتمة
يجب على المسلم أن يحرص على التمسك بالدليل الشرعي في جميع أموره، وأن يتجنب أيّ شكل من أشكال التبرك الذي يخالف تعاليم الإسلام، وأن يضع ثقته في الله وحده سبحانه وتعالى.
جدول المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
فهم مفهوم التبرك | #فهم-مفهوم-التبرك |
تصنيفات التبرك: بين المشروع والممنوع | #تصنيفات-التبرك-بين-المشروع-والممنوع |
أشكال التبرك الممنوع | #أشكال-التبرك-الممنوع |
خاتمة | #خاتمة |