لمحة تاريخية عن الصيد البري
مارس الإنسان الصيد البري منذ القدم كوسيلة لتأمين احتياجاته الأساسية. لم يقتصر الأمر على الحصول على الغذاء فحسب، بل شمل أيضًا توفير المواد الخام الضرورية للحياة اليومية. فقد استخدمت العظام في صناعة الأدوات، والجلود في صناعة الملابس، والفراء والريش في الزينة. يعتقد الكثيرون أن أول أساليب الصيد كانت تعتمد على المطاردة المرهقة، حيث يقوم الصياد بملاحقة الفريسة حتى تنهار قواها، ليتمكن من اصطيادها باستخدام الرمح عن قرب. ومع مرور الوقت، تطورت أساليب الصيد مع اختراع الأقواس والسهام، وآلات رمي الرمح، وغيرها من الأسلحة التي أتاحت للإنسان الصيد من مسافات أبعد.
مع ظهور الزراعة وتدجين الحيوانات، بدأت أهمية الصيد كمصدر رئيسي للغذاء تتراجع تدريجيًا. ومع ذلك، استمر الصيد في لعب دور حيوي في المناطق التي لا تصلح للزراعة والرعي، حيث يعتمد السكان المحليون على الحيوانات البرية لتلبية احتياجاتهم من الغذاء والملبس. مثال على ذلك، استخدام شعب الإنويت في القطب الشمالي لجلود الحيوانات في صناعة ملابس وقفازات وأحذية مقاومة للماء، مما يمكنهم من تحمل درجات الحرارة المنخفضة القاسية.
طرق وأدوات الصيد البري المختلفة
تتنوع أساليب الصيد البري وتختلف باختلاف الأدوات المستخدمة والحيوانات المستهدفة. فيما يلي بعض الطرق الشائعة:
الصيد بالبنادق
تعتبر البنادق من الأدوات الفعالة في صيد الثدييات الكبيرة مثل الغزلان، وكذلك الثدييات الصغيرة مثل الأرانب. تتميز البنادق بدقتها العالية وقدرتها على إصابة الأهداف من مسافات بعيدة، مما يجعلها خيارًا شائعًا بين الصيادين.
الصيد بالشوزن
الشوزن هو نوع من الأسلحة النارية يستخدم عادةً لصيد الطيور والحيوانات الصغيرة. تعتمد الشوزن على إطلاق مجموعة من الطلقات الصغيرة في اتجاه الهدف، مما يزيد من فرص الإصابة. يمكن أيضًا استخدام طلقات أكبر لصيد الحيوانات الأكبر حجمًا مثل الغزلان.
الصيد بالمسدسات
هناك أنواع مختلفة من المسدسات المخصصة للصيد، مثل المسدسات نصف الآلية والمسدسات الدوارة. تستخدم المسدسات عادةً لصيد الغزلان والظباء والخنازير البرية، وتتطلب مهارة عالية في التصويب والتعامل مع السلاح.
الصيد بالقوس والسهم
يعود تاريخ استخدام القوس والسهم في الصيد إلى عصور ما قبل التاريخ. تعتمد هذه الطريقة على شد وتر القوس لإطلاق سهم ذي رأس حاد يخترق جسم الفريسة. يتطلب الصيد بالقوس والسهم مهارة كبيرة في التصويب والتقدير، بالإضافة إلى قوة بدنية لتحمل شد القوس.
الصيد بالصقور
تعتبر الصقور والطيور الجارحة الأخرى من الأدوات الفعالة في الصيد، حيث يتم تدريبها على مطاردة الفرائس واصطيادها. يعود تاريخ استخدام الصقور في الصيد إلى آلاف السنين، ولا يزال يمارس في بعض الثقافات حتى اليوم.
الصيد بالكلاب
تستخدم الكلاب في الصيد منذ آلاف السنين، حيث يتم تدريبها على تتبع الفرائس والكشف عن أماكن اختبائها. هناك سلالات مختلفة من الكلاب مخصصة لأغراض مختلفة في الصيد، مثل استرداد الطرائد أو مطاردتها.
تباين الآراء حول الصيد البري
تتضارب وجهات النظر حول الصيد البري، حيث يرى البعض فيه وسيلة ضرورية لتنظيم أعداد الحيوانات والحفاظ على التوازن البيئي، بينما يعتبره آخرون ممارسة قاسية وغير أخلاقية.
يدعم المجلس الدولي للطرائد والمحافظة على الحياة البرية الصيد المنظم والمستدام، ويرى أن المشكلة تكمن في غياب التشريعات أو سوء تطبيقها، وليس في الصيد ذاته.
في المقابل، تعارض منظمة دفاعًا عن الحيوانات الصيد البري، وخاصةً الصيد الترفيهي، وتؤكد أنه لا يمكن تبرير قتل الحيوانات لمجرد الترفيه. كما تشير المنظمة إلى أن الحيوانات لا تملك القدرة على حماية نفسها من الأسلحة والفخاخ، وأن صيد الحيوانات البالغة يؤدي إلى موت صغارها.
المصادر والمراجع
- Hunting The definition, history and a video
- Annie Hemstock (2015), Hunting with Rifles, New York: The Rosen Publishing, Page 5-6.
- Gunsmith’s Guide: How to Choose a Shotgun Shell for Your Next Hunt
- Aaron Carter (10-1-2018), “A Beginner’s Guide to Handgun Hunting“
- Bow And Arrow
- The Art And Science Of Falconry
- Vivien Bullen, “How Hunting with Dogs Works“
- Hunting, www.idausa.org