الصيد البري في المغرب: نظرة شاملة

نظرة على رياضة الصيد البري في المملكة المغربية، بما في ذلك أنواع الطيور المسموح بصيدها، التنوع البيولوجي وجهود الحماية، بالإضافة إلى القوانين المنظمة لهذه الممارسة.

لمحة عن الصيد البري في المملكة المغربية

تعتبر ممارسة الصيد في المغرب نشاطاً مدعوماً من قبل الدولة لما له من فوائد اقتصادية واجتماعية. يسهم قطاع الصيد في إدخال ما يقارب 1.2 مليار درهم مغربي سنوياً إلى خزينة الدولة، وذلك بفضل مشاركة حوالي 3000 سائح يمارسون الصيد السياحي، إضافة إلى 80 ألف مواطن مغربي يمارسون الصيد كهواية. تعتبر المملكة المغربية وجهة مفضلة لهواة الصيد السياحي، خصوصاً القادمين من أوروبا، نظراً لقربها الجغرافي وتوفر أماكن إقامة بأسعار مناسبة، وشبكة نقل جيدة تتضمن المطارات، وكثرة مناطق الصيد المحمية، بالإضافة إلى وجود مرشدين ذوي خبرة وحسن ضيافة المغاربة. [1][2]

في ستينيات القرن الماضي، اتخذت الحكومة المغربية قراراً بتخصيص محمية عرباوة، التي تمتد على مساحة تقدر بحوالي 348 كيلومتر مربع، لتكون منطقة مخصصة للصيد السياحي، وذلك بهدف تنشيط هذا النوع من السياحة في البلاد. [3]

تجدر الإشارة إلى أن حقوق الصيد في المغرب تعتبر ملكية خاصة بالدولة، وهي التي تتولى تنظيم عمليات الصيد على أراضيها ومنح التراخيص اللازمة للصيادين. [4]

تتنوع الأساليب المتاحة للصيد في المغرب، وتشمل استخدام البنادق والصيد بالصقور والكلاب، ولكن يجب أن يتم ذلك خلال ساعات النهار فقط. يستثنى من هذا الشرط بعض الأنواع التي يسمح بصيدها في النصف ساعة الأولى بعد غروب الشمس. [4] أما بالنسبة لأهم أنواع الطرائد في المغرب، فهي تشمل الخنازير البرية، والأرانب، والأرانب البرية المعروفة بالقواع، والحجل، والطيور المائية. [1]

اللوائح المنظمة للصيد البري في المملكة

تخضع ممارسة الصيد البري في المغرب إلى مجموعة من القوانين والتشريعات التي تهدف إلى تنظيم هذا النشاط والحفاظ على الثروة الحيوانية. تهدف هذه القوانين إلى ضمان استدامة الصيد وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.

تشمل هذه اللوائح تحديد مواسم الصيد لكل نوع من الحيوانات والطيور، وتحديد المناطق المسموح بالصيد فيها، وأنواع الأسلحة والأدوات المسموح باستخدامها. كما تتضمن اللوائح شروط الحصول على تراخيص الصيد والعقوبات المترتبة على مخالفة القوانين.

ضوابط صيد الطيور في المغرب

توجد عدة قوانين تنظم صيد الطيور في المغرب، ومن أهمها: [5]

  • يحظر منعاً باتاً صيد الطيور باستخدام الطعوم أو الفخاخ الخداعية، أو استخدام الأسلحة النارية المزودة بكاتم صوت أو أنظمة رؤية ليلية، أو استخدام السموم والجراثيم.
  • يحظر صيد الطيور من داخل مخابئها، باستثناء الطيور المائية والطيور المهاجرة.
  • يسمح للسياح بصيد الطيور المهاجرة في الأماكن المخصصة لذلك، باستثناء طيور القبرة والسمان، حيث يتطلب صيد هذين النوعين دفع مبلغ 100 يورو في اليوم الواحد لكل سائح.
  • يُسمح باستخدام أسلوب النداء لصيد بعض أنواع الطيور مثل البط والبط البري والطيطوي.
  • يُمنع الصيد باستخدام الفخاخ بشكل عام، باستثناء الأنواع المصنفة كآفات.

يمكن صيد الطيور خلال المواسم المحددة التالية:

  • موسم صيد طيور التدرج: يمتد من شهر أكتوبر إلى شهر ديسمبر.
  • موسم صيد الطيور المائية والطيور المهاجرة: يمتد من شهر أكتوبر إلى شهر فبراير.
  • موسم صيد السمان الشائع: يمتد من شهر أكتوبر أو ديسمبر إلى شهر مارس.
  • موسم صيد الحمامة السلحفائية وحمام الغابة والحمام الجبلي: يمتد من شهر يونيو إلى شهر أغسطس.

يمكن صيد الأنواع التي تعتبر آفات مثل قبرة كلاندرا والقبرة قصيرة الأصبع والغربان وحمام كولومبيا والحمام السلحفائي الأوروبي وغيرها على مدار العام.

التنوع البيولوجي في البيئة المغربية

تقع المغرب في المنطقة الشمالية الغربية من قارة أفريقيا، وعلى الرغم من طبيعة مناخها القاسية، إلا أنها تحتضن تنوعاً حيوانياً غنياً. ويعزى هذا التنوع إلى وجود ما لا يقل عن 40 نظاماً بيئياً مختلفاً، تضم ما لا يقل عن 210 نوعاً من الطيور، بالإضافة إلى 105 أنواع من الثدييات، بما في ذلك بعض الأنواع المهددة بالانقراض. [6]

لحماية هذا التنوع الحيوي، أنشأت الحكومة المغربية العديد من المتنزهات الوطنية.

المحميات الطبيعية بالمملكة

من أبرز هذه المتنزهات الوطنية: [7]

  • متنزه توبقال: يضم أنواعاً عديدة من الحيوانات مثل أفاعي أطلس، والنيص، والسحالي، والنسور الذهبية.
  • المتنزه الوطني الأطلس الكبير الشرقي: يحتوي على عدد كبير من الطيور والزواحف والبرمائيات والثدييات، مثل غزال كوفييه والضأن الأمازيغي.
  • متنزه أخنيفيس الوطني: يضم بحيرة تعد موطناً هاماً لبعض أنواع الطيور، مثل البطة الرخامية أو الشرشير المخطط، ونورس أدوين، والبط أبو فروة.
  • متنزه إفران الوطني: يعتبر أحد الملاجئ الأخيرة لقرد المكّاك الأمازيغي المهدد بالانقراض في البرية، كما يوجد فيه حيوانات أخرى مثل ابن آوى الذهبي، والسيرفال أو القط الأنمر، والوشق المصري، وخنازير شمال أفريقيا، والزباد الشائع.
  • متنزه تازكة: يعيش فيه العديد من الثدييات مثل خنازير شمال أفريقيا، والثعالب الحمراء، والذئاب الجزائرية، والشياهم، والنمور الأفريقية، والوشق المصري، والضباع المخططة، وغيرها.
  • متنزه إيريكي الوطني: يحتوي على بحيرة تعد موطناً هاماً للطيور المهاجرة مثل طيور النحام والأوز والغرة، بالإضافة إلى حيوانات أخرى مثل النعام الأفريقي، والضأن الأمازيغي، والضباع المخططة، والحرابيّ، والأبراص، وغيرها.
  • متنزه سوس ماسة: يضم حوالي 95٪ من طيور أبو منجل الأصلع الموجودة في العالم، ويوجد فيه أيضاً طيور أخرى مثل البطة الرخامية وأبو ملعقة الأوراسي والسُبد أحمر العنق والحميراء الموسيرية ونورس أدوين، كما تمارس فيه برامج لتكثير مها أبو عدس، والمها أبو الحراب، وغزال دوركاس، وغزال داما أو غزال المهر.

المراجع

  1. Margot Eliason (26-6-2016),”Morocco To Boost Game Hunting Tourism”
  2. “Hunting in Morocco”
  3. Peter Sheldon, Richard Moore (1979 ),Fodor’s Morocco 1979, Morocco : Hodder and Stoughton, Page 39.
  4. www.ec.europa.eu (2006),BIRD HUNTING POLICY & LEGISLATION In Mediterranean Third Countries of North Africa and the Middle East, Page 6.
  5. “Summary of National Hunting Regulations: Morocco “,www.datazone.birdlife.org,8-2014
  6. Ferdinand Bada (25-9-2018),”Morocco Animals — What Kind of Animals Live in Morocco?”
  7. Oishimaya Sen Nag (8-3-2018),”The Spectacular National Parks Of Morocco”
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الصيد البري: نظرة شاملة

المقال التالي

الاستغلال المفرط للحياة البرية: نظرة شاملة

مقالات مشابهة

تعزيز الأداء: تمارين اللياقة البدنية للاعبي كرة القدم

دليل شامل لتمارين اللياقة البدنية الخاصة بكرة القدم. اكتشف الفرق بين التدريبات الفردية والجماعية، وأهمية اللياقة في تجنب الإصابات، بالإضافة إلى تمارين رياضية متنوعة لتعزيز أدائك.
إقرأ المزيد