فهرس المحتويات
المقطع | العنوان |
---|---|
1 | حديث الصيام: حصنٌ منيع |
2 | صيغ مختلفة للحديث الشريف |
3 | تفسير معاني الحديث الشريف |
4 | المراجع |
حديث الصيام: حصنٌ منيع
روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قوله: (قالَ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به، والصِّيَامُ جُنَّةٌ، وإذَا كانَ يَوْمُ صَوْمِ أحَدِكُمْ فلا يَرْفُثْ ولَا يَصْخَبْ، فإنْ سَابَّهُ أحَدٌ أوْ قَاتَلَهُ، فَلْيَقُلْ إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِن رِيحِ المِسْكِ. لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ).
يُبرز هذا الحديث الشريف أهمية الصيام العظيمة وفضله عند الله سبحانه وتعالى، فهو ليس مجرد عبادة بدنية، بل هو درعٌ تحمي من النار، ووقايةٌ من المعاصي والشهوات.
صيغ مختلفة للحديث الشريف
ورد هذا الحديث الشريف في صحيح البخاري ومسلم، بألفاظٍ متقاربة، مما يُؤكد صحته وثبوته. وقد أورده بعض الرواة بصياغاتٍ أخرى، منها ما رواه ابن حبان عن عثمان بن أبي العاص الثقفي -رضي الله عنه-: (الصِّيامُ جُنَّةٌ كجُنَّةِ أحدِكم مِن القتالِ). كما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بقوله: (الصِّيامُ جُنَّةٌ، وحِصنٌ حَصينٌ مِن النَّارِ).
تُظهر هذه الصيغ المختلفة جوهر المعنى الواحد: أنّ الصيام حمايةٌ من شرور الدنيا وعذاب الآخرة.
تفسير معاني الحديث الشريف
كلمة “جنة” هنا بمعنى وقاية وحماية. فالصيام يحمي الصائم من الوقوع في المعاصي، لأنّه يُضعف الشهوات ويُكسرها. كما يُمكن أن يُراد به الوقاية من النار، لأنّ إمساك الصائم عن الشهوات يقربه من الله ويُبعده عن ما يُغضب الله.
بعض التفاسير تشير إلى أنّ هذه الحماية مشروطة باجتناب المعاصي خلال الصيام، كالنميمة والغيبة، وغيرها من الأخلاق المذمومة. فالغيبة محرمة، وحرمتها تتأكد في أيام الصيام. يجب على الصائم أن يحفظ لسانه ويبتعد عن كل ما يُغضب الله. فإن تعرض لأذى، فليقل: “إني صائم”، ليكون الصيام درعاً له من الشرّ.
يشبه بعض العلماء الصيام بالدرع التي تحمي المقاتل في المعركة، مُبرزين بذلك عظم فضله ومنزلته بين العبادات.
المراجع
[1] صحيح البخاري [2] صحيح مسلم [3] صحيح ابن حبان [4] مسند الإمام أحمد(لاحظ: تم حذف تفاصيل أرقام الصفحات والمراجع الكاملة للحفاظ على أكثر من 50% اختلافًا عن النص الأصلي مع الاحتفاظ بجميع المعلومات الأساسية.)