الصلة بين سمك جدار الرحم والحمل

نظرة شاملة حول سمك جدار الرحم المناسب للحمل، تأثير زيادة و نقصان سمك جدار الرحم على الحمل، أسباب تغير سمك جدار الرحم، الحمل خارج الرحم، وأورام المبيض.
جدول المحتويات
السمك المثالي لجدار الرحم لنجاح الحمل
تداعيات زيادة سمك جدار الرحم المفرط على الحمل
أسباب ازدياد سمك جدار الرحم
أسباب قلة سمك جدار الرحم
خلاصة الأمر

السمك المثالي لجدار الرحم لنجاح الحمل

يُعتبر سمك جدار الرحم عاملاً هاماً في استقبال البويضة المخصبة ونجاح عملية الانغراس. المعدل الطبيعي الذي يُعتقد أنه الأفضل لحدوث الحمل يتراوح بين 8 إلى 15 مليمتر. تجدر الإشارة إلى أن هذا السمك يختلف من سيدة لأخرى، كما أنه يتغير خلال الشهر الواحد نتيجة للتغيرات الهرمونية.

تلعب هرمونات الاستروجين والبروجستيرون دوراً محورياً في تنظيم سمك جدار الرحم خلال الدورة الشهرية. عادةً، يزداد سمك الجدار خلال فترة الإباضة استعداداً لاستقبال البويضة المخصبة. في حال عدم حدوث حمل، ينسلخ هذا الجدار ويخرج مع الدورة الشهرية.

تداعيات زيادة سمك جدار الرحم المفرط على الحمل

في كثير من الأحيان، لا تُعد زيادة سمك جدار الرحم مدعاة للقلق. ومع ذلك، قد تكون هذه الزيادة في بعض الحالات مؤشراً على وجود مشكلة صحية كامنة. قد تؤثر هذه المشكلات الصحية على فرص حدوث الحمل أو استمراره، خاصةً إذا كانت الزيادة كبيرة جداً.

أسباب ازدياد سمك جدار الرحم

السبب الرئيسي وراء زيادة سمك جدار الرحم هو ارتفاع مستويات هرمون الاستروجين، الذي يحفز نمو خلايا الجدار، بالتزامن مع انخفاض أو غياب هرمون البروجستيرون. هذا الخلل الهرموني قد يقلل من فرص نجاح الحمل. هناك عدة أسباب وعوامل تساهم في زيادة سمك جدار الرحم، منها:

الحمل خارج الرحم

يحدث الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy) عندما تنغرس البويضة المخصبة في مكان آخر غير الرحم، غالباً في قناة فالوب. هذا النوع من الحمل يتسبب في تغيرات هرمونية تساهم في زيادة سمك جدار الرحم. نظراً لخطورة هذه الحالة على حياة الأم، يجب إنهاء الحمل إما بالأدوية أو بالجراحة.

أورام المبيض

تساهم أورام المبيض (Ovarian tumors) في زيادة سمك جدار الرحم عن طريق زيادة إفراز هرمون الاستروجين. بعض هذه الأورام، مثل أورام المبيض الطلائية، قد تترافق مع سرطان جدار الرحم (Endometrial cancer).

تناول بعض العلاجات الدوائية

قد تكون زيادة سمك جدار الرحم نتيجة لأحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية، مثل:

  • الأدوية البديلة للإستروجين: ترفع هذه الأدوية من مستوى هرمون الاستروجين، مما يزيد من سمك جدار الرحم. يُنصح باستخدام بدائل البروجستيرون في هذه الحالة.
  • عقار تاموكسيفين: يستخدم لعلاج حالات سرطان الثدي الحساسة للهرمون. يعمل هذا العقار على تقليل آثار الاستروجين على أنسجة الثدي، ولكنه يحفز مستقبلات الهرمون في الرحم، مما يزيد من سماكة الجدار.

سلائل الرحم

تُعرف سلائل الرحم (Uterine polyps) بأنها أورام حميدة تتصل ببطانة الرحم وتنمو باتجاه التجويف الداخلي له. على الرغم من أن السبب الرئيسي لهذه الحالة غير معروف، إلا أنها مرتبطة بارتفاع إفراز هرمون الاستروجين وتضخم جدار الرحم.

الإصابة ببعض الأمراض المزمنة

قد تترافق زيادة سمك جدار الرحم مع الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، وذلك بفعل تأثيرها على هرمونات الجسم، مثل:

  • تكيس المبايض.
  • داء السكري.
  • السمنة.
  • أمراض الغدة الدرقية.
  • أمراض المرارة.

عوامل أخرى

قد يرتبط زيادة سمك جدار الرحم ببعض العوامل الأخرى، مثل:

  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الرحم أو المبيض.
  • تاريخ مرضي للإصابة بعدم انتظام الطمث أو غيابه.
  • حدوث الحيض في سن مبكر للغاية.
  • التدخين.

علاج زيادة سمك جدار الرحم

يعتمد علاج سمك جدار الرحم على عدة عوامل، بما في ذلك السبب وراء هذه الزيادة والرغبة في الإنجاب. قد يقوم الطبيب بإجراء عملية استئصال الرحم في حال لم ترغب المريضة بالإنجاب وكان احتمال إصابتها بسرطان جدار الرحم مرتفعاً. خلافاً لذلك، من الشائع أن يصف الطبيب الأدوية البديلة لهرمون البروجستيرون، والتي تتوفر منها الأشكال الدوائية الآتية:

  • أنواع اللولب الهرمونية.
  • حبوب منع الحمل.
  • الكريمات المهبلية.
  • الحقن.

يمكن الوقاية من الزيادة المفرطة في سمك جدار الرحم عن طريق:

  • استخدام البروجستيرون الصناعي في حال استخدام الاستروجين لأسباب صحية معينة.
  • اتباع الحميات الغذائية الصحية وممارسة الرياضة لإنقاص الوزن في حالات السمنة المفرطة.
  • استخدام منظمات الهرمونات أو موانع الحمل.

أسباب قلة سمك جدار الرحم

تُعد بطانة الرحم رقيقة في حال انخفض سمكها إلى ما دون 7 مم، حيث يمنع ذلك البويضة المخصّبة من الانغراس في بطانة الرحم الأمر الذي يؤدي لانخفاض فرص حدوث الحمل، ويرتبط ترقق بطانة الرحم بشكل شائع بالإجهاض المتكرر أو فشل عمليات التلقيح الصناعي لدى بعض النساء.

من أبرز أسباب ترقق سمك جدار الرحم ما يأتي:

انخفاض مستوى هرمون الإستروجين

ذكرنا سابقًا الدور المهم الذي يلعبه هرمون الإستروجين في تحديد سماكة البطانة، وعليه فإنّ انخفاض مستويات هذا الهرمون يؤدي إلى ترقق بطانة الرحم، ولمعرفة ما إذا كان ترقق البطانة ناتج عن انخفاض الإستروجين سيلجأ الطبيب إلى إجراء بعض فحوصات الدم لمعرفة نسبه وبالتالي القيام بالإجراء المناسب؛ كوصف الأدوية البديلة لهذا الهرمون.

ضعف تدفق الدم نحو الرحم

يلجأ الطبيب المختص إلى إجراء فحوصات الموجات فوق الصوتية والتأكد من وصول كمية مناسبة من الدم إلى الرحم؛ حيث يؤدي انخفاض تدفق الدم للرحم إلى ترقق البطانة، ويعد من الأسباب غير الشائعة لهذه المشكلة، ويقوم الطبيب في هذه الحالة بوصف بعض العلاجات الدوائية؛ لزيادة تدفق الدم إلى البطانة وتعزيز سماكتها.

الألياف الرحمية

تعرف الأورام الليفية (Uterine fibroids) بأنها أورام عضلية تنمو على جدار الرحم، وتكون هذه الأورام حميدة وليست سرطانية، وقد تنمو بشكل فردي أو على شكل مجموعات، كما أنّ أحجامها تتراوح بين حجم بذور التفاح إلى حجم حبة الجريب فروت.

الانتباذ البطاني الرحمي المزمن

يعرف الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis) بأنه نمو غير طبيعي لنسيج مشابه لبطانة الرحم ولكن خارج الرحم، الأمر الذي يسبب الإصابة بالعقم، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة مزمنة؛ أي لا يوجد علاج يشفيها تمامًا، بل يتم وصف علاجٍ للتخفيف منها والسيطرة على الأعراض.

عدوى والتهابات بطانة الرحم

غالبًا يحمي عنق الرحم بطانة الرحم من وصول البكتيريا، ولكن في حالات الولادة أو إجراء جراحة قد تنتقل البكتيريا إلى الرحم، مما يُسبب الإصابة بعدوى والتهاب بطانة الرحم، الأمر الذي يضرّ عادةً سماكة بطانة الرحم ويُسبب ترققها؛ لنمو تندبات عليها، ويُعيق ذلك حدوث الحمل غالبًا؛ حيث أنّ البويضة الملقحة لا تستطيع الانغراس، وفي حال حدوث الحمل قد لا يتطور الجنين بشكل طبيعي.

علاج ترقق سمك جدار الرحم

يعتمد العلاج المناسب لترقق سمك جدار الرحم على سبب المشكلة، ومن أبرز الحلول لزيادة سمك البطانة الآتي:

  • استخدام بدائل الإستروجين لتعويض انخفاضه في الجسم.
  • استخدام تقنية نقل البلازما الغنية بالصفائح الدموية.
  • استخدام المضادات الحيوية أو إزالة الأنسجة في حالة التهاب بطانة الرحم.

بالإضافة لذلك، توجد بعض النصائح والعلاجات البديلة التي قد تُساعد في تقليل فرص الإصابة بترقق سمك بطانة الرحم، ومنها:

  • ممارسة الرياضة واليوجا والمشي؛ حيث إنّ الحركة تساهم في تعزيز وصول الدم إلى بطانة الرحم، وبالتالي عدم ترققها.
  • تناول بعض المكملات الغذائية أو العشبية؛ فهي تحتوي على مكونات قد تُعزز من تأثير هرمون الإستروجين وتدفق الدم إلى بطانة الرحم، ومن الضروري استشارة الطبيب أولًا؛ لتجنب آثارها الجانبية.
  • استخدام العلاج بالإبر؛ لتعزيز تدفق الدم إلى الرحم.

خلاصة الأمر

إنّ جدار الرحم ضروري لانغراس الجنين، وعليه فإن أي تغيّر في سمك جدار الرحم سواء أكان زيادةً أم نقصانًا، يعد عاملًا مهمًا لسلامة الحمل أو حتى حدوثه في المقام الأول، وغالبًا ما تحدث الزيادة المفرطة في سماكة جدار الرحم نتيجة حدوث خللٍ في مستوى هرموني البروجستيرون الإستروجين، في حين يحدث ترقق جدار الرحم في حال انخفاض مستوى الإستروجين أو تضرر جدار الرحم نتيجة حالة صحية كالعدوى.

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

التكامل بين الإبداع والابتكار وريادة الأعمال

المقال التالي

الشكر والرضا: طريق السعادة في الإسلام

مقالات مشابهة