الصلاة: تعريفها، أحكامها، وأهميتها

فهرس المحتويات

معنى الصلاة لغة وشرعاً

لغةً، الصلاة هي الدعاء، أو الدعاء بالخير، كما قال الله سبحانه وتعالى: (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ)؛ [٢] وهذا يعني الدعاء لهم [٣]. أما اصطلاحاً في الشريعة الإسلامية، فإن الصلاة تُعرّف بأنها مجموعة من الأقوال والأفعال المخصوصة، تبدأ بتكبيرة الإحرام وتنتهي بالتسليم [٤].

أحكام وواجبات الصلاة

تُعدّ الصلاة الخمس فرضاً على كل مسلم بالغ عاقل، رجلاً كان أو امرأة [٥]. وقد فرضت هذه الصلوات الخمس في مكة المكرمة ليلة الإسراء والمعراج، قبل الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة، في الأوقات المعروفة: الظهر، العصر، المغرب، العشاء، والفجر. أول الفرائض التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم هي صلاة الظهر. وتثبت فرضية الصلاة من خلال الكتاب والسنة والإجماع [٦]. ومن الأدلة على وجوبها: قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) [٧]، وقوله تعالى: (حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ) [٨]. كما روى البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (بُني الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، والحجِّ، وصيامِ رمضانَ) [٩]. كما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى اليمن، فأمره أن يدعو الناس إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله، فإن أطاعوا، فعليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، وإن أطاعوا، فعليهم الصدقة [١٠].

منزلة الصلاة وفضلها العظيم

للصلاة مكانة عظيمة وأجر جليل في الإسلام. فهي تُزيل الذنوب كما يزيل الماء الأوساخ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الصَّلَواتِ الخمسِ كمَثَلِ نَهَرٍ جارٍ غَمْرٍ على بابِ أحدِكم، يَغتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خمسَ مَرَّاتٍ، فما يُبقي ذلك مِن الدَّرَنِ) [١١]. أي أنها تطهر النفوس من الذنوب والآثام، كما يطهر الماء الأجسام من الأوساخ [١٢]. كما أنها تُصلح أعمال الإنسان، وتُقوي علاقته بربه، قال الله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ) [١٣] [١٤]. وهي من أجل العبادات التي تُحقق دوام ذكر الله والاتصال به [١٥]، وتُعدّ من تمام الطاعة والاستسلام لله وحده [١٦]. كما أنها تُربّي النفس، تُهذّب الأخلاق، وتُنير القلب [١٧]، وهي قرة أعين المحبين، ولذة أرواح الموحدين، فمن هداه الله إليها فاز بقربه [١٨]. وهي نورٌ لصاحبها في الدنيا والآخرة [١٩]. بل حتى المشي إلى الصلاة يُكتب به الحسنات، يُرفع به الدرجات، ويُحطّ به الخطايا؛ لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن تَطَهَّرَ في بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إلى بَيْتٍ مَن بُيُوتِ اللهِ لِيَقْضِيَ فَرِيضَةً مِن فَرَائِضِ اللهِ، كَانَتْ خَطْوَتَاهُ إحْدَاهُما تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَةً) [٢٠] [٢١].

المراجع

سيتم إدراج المراجع هنا لاحقاً.