أين تُقرأ الصلاة الإبراهيمية في الصلاة؟
تعتبر الصلاة الإبراهيمية جزءاً مهماً من الصلاة، حيث يتم قراءتها في الجلسة الأخيرة من التشهد، وهي الجلسة التي تسبق التسليم من الصلاة، سواء كانت الصلاة فريضة أو نافلة.
ما هو الحكم الشرعي للصلاة الإبراهيمية في الصلاة؟
اختلف العلماء والفقهاء في تحديد الحكم الشرعي لقراءة الصلاة الإبراهيمية في الصلاة، ويمكن تلخيص آرائهم كالتالي:
- الحنفية والمالكية: يرون أن قراءة الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير من الصلاة هي سنة مؤكدة، وليست ركناً أساسياً أو واجباً من واجبات الصلاة.
- الشافعية والحنابلة: يعتبرون الصلاة الإبراهيمية بعد التشهد الأخير ركناً أساسياً من أركان الصلاة، وفرضاً لا تصح الصلاة إلا به. فإذا تركها المصلي سهواً أو عمداً، فإن صلاته تعتبر باطلة ويجب عليه إعادتها.
ما هي الصيغ الصحيحة للصلاة الإبراهيمية؟
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ عديدة للصلاة عليه، وكلها صحيحة ومقبولة. يجوز للمسلم أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بأي صيغة شاء، خاصة إذا كانت الصلاة خارج الصلاة. أما داخل الصلاة، فالأفضل الالتزام بالصيغ التي وردت في السنة النبوية وتعلمها الصحابة رضوان الله عليهم. ومن أصح هذه الصيغ:
كما جاء في الحديث النبوي الشريف: (قِيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، أمَّا السَّلَامُ عَلَيْكَ فقَدْ عَرَفْنَاهُ، فَكيفَ الصَّلَاةُ عَلَيْكَ؟ قالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
وهناك صيغة أخرى بزيادة “في العالمين”: (ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ في العَالَمِينَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، والسَّلَامُ كما قدْ عَلِمْتُمْ).
وورد أيضاً بذكر “أزواجه وذريته”: (يَا رَسولَ اللَّهِ، كيفَ نُصَلِّي عَلَيْكَ؟ قَالَ: قُولوا: اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، وبَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وأَزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ).
ما هو المعنى المقصود بالصلاة الإبراهيمية؟
عندما يقول المسلم “اللهم صلِّ على محمد”، فإنه يدعو الله تعالى بأن يثني على النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى، وأن يعظمه ويرفع ذكره. وهذا الطلب لا يعني طلب أصل الصلاة، بل طلب الزيادة في الثناء والتعظيم. أما “آل محمد” فهم أهل بيته الأقرباء، والأصح أنهم أتباعه أيضاً.
أما قول “اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد”، فالبركة تعني النماء والزيادة والخير الكثير. وهذا دعاء من المسلم بأن يديم الله الخير على النبي صلى الله عليه وسلم ويزيده.
المصادر والمراجع
- إسلام ويب: https://www.islamweb.net
- عبد الله الطيار، وبل الغمامة في شرح عمدة الفقه لابن قدامة
- محمد الشنقيطي، شرح زاد المستقنع
- الألوكة: https://www.alukah.net
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم
- عبد الرزاق البدر، أذكار الطهارة والصلاة