الشخصية المتصلبة في علم النفس: نظرة تحليلية

الشخصية العنيدة في علم النفس: تحليل لأسباب العناد وخصائص الأفراد ذوي الإصرار القوي. تعرف على العوامل التي تزيد من العناد وكيفية التعامل مع الشخص العنيد.
جدول المحتويات

مقدمة حول الشخصية المتصلبة

تعتبر الشخصية المتصلبة أو العنيدة نمطاً سلوكياً يتميز بالتمسك الشديد بالآراء والمعتقدات، ومقاومة أي تغيير أو تعديل فيها، خاصةً إذا كان هذا التغيير يأتي من الآخرين. هذه الشخصية تظهر إصراراً بالغاً على موقفها، وغالباً ما ترفض الاستماع إلى وجهات النظر الأخرى أو الاعتراف بأي خطأ. يمكن وصف هذا النمط بأنه تصلب في الرأي وعدم مرونة في التعامل مع المواقف المختلفة.

عادةً ما يظهر العناد في مواقف معينة أو تفاعلات محددة، وليس بالضرورة أن يكون سمة دائمة في الشخصية. يسعى الإنسان بشكل عام إلى تحقيق المكاسب وتجنب الخسائر، وقد يستخدم العناد كوسيلة لتحقيق هذه الأهداف.

الدوافع المحفزة للعناد

هناك عدة عوامل وأسباب تدفع الإنسان إلى العناد والتمسك بموقفه، ومن أبرز هذه الدوافع:

  • تحقيق المكاسب وتجنب الخسائر: يلجأ الشخص إلى العناد عندما يرى أنه سيساعده في الحصول على ما يريد أو تجنب ما لا يرغب فيه. على سبيل المثال، قد يزيد الشخص من عناده للحصول على مكافأة معينة أو لمنع الآخرين من السيطرة عليه.
  • الاختلاف في الرأي والفكر: يميل بعض الأشخاص إلى التمسك بآرائهم وأفكارهم بشكل خاص إذا شعروا بأن هناك من يخالفهم الرأي. وقد يكون هذا ناتجاً عن شعور بالتهديد أو الخوف من فقدان السيطرة.
  • التعبير عن المشاعر السلبية: قد يستخدم الشخص العناد كوسيلة للتعبير عن مشاعر الغضب أو الكراهية تجاه شخص معين، أو كوسيلة للتخلص من هذه المشاعر السلبية.

وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على أهمية التوسط والاعتدال في الآراء وعدم التصلب:
“عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن هين لين»”

السمات المميزة للشخصية المتصلبة

تتميز الشخصية المتصلبة بمجموعة من السمات والخصائص التي تميزها عن غيرها، ومن أهم هذه السمات:

  • الإرادة القوية: يتمتع الشخص المتصلب بإرادة قوية وعزيمة لا تلين لتحقيق أهدافه، ولا يتراجع أمام التحديات والصعاب.
  • الاستقلالية في التفكير: لا يسمح الشخص المتصلب للتفكير الجماعي بالتأثير على آرائه وقراراته، ويتمسك بوجهة نظره حتى لو لم يوافقه عليها أحد.
  • صعوبة الاعتراف بالخطأ: يجد الشخص المتصلب صعوبة في الاعتراف بالهزيمة أو الخطأ، ويصر على موقفه حتى لو كان يعلم أنه على خطأ.
  • العمل بمفرده: غالباً ما يكون أداء الشخص المتصلب أفضل عندما يعمل بمفرده، وذلك بسبب طبيعته التي تميل إلى الاستقلالية وعدم الرضوخ لآراء الآخرين.
  • الموافقة الظاهرية: قد يوافق الشخص المتصلب على طلبات الآخرين، ولكنه في الواقع يفعل شيئاً مختلفاً تماماً عما طلب منه.
  • الشعور بالغضب والإحباط: يشعر الشخص المتصلب بالغضب والإحباط عندما يحاول الآخرون إقناعه بشيء لا يوافقه عليه.

المراجع

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

فهم الشخصية الانطوائية: نظرة في علم النفس

المقال التالي

تحليل في فلسفة الشخص والهوية لرينيه ديكارت

مقالات مشابهة