لمحة عن حياة البحتري
البحتري، واسمه الحقيقي الوليد أبو عبادة، وقيل أيضاً أبو الحسن، اشتهر بلقب البحتري نسبة إلى جده الثاني عشر. ولد في عام 821 ميلادية في مدينة منبج، وهي مدينة جميلة تقع بين نهر الفرات وحلب في بلاد الشام. توفي البحتري عام 897 ميلادية. شهد عصره فترة حكم العديد من الخلفاء العباسيين، بدءاً من الخليفة المأمون والمعتصم، وصولاً إلى المعتمد والمعتضد. كان البحتري مقرباً من بلاط الخلافة العباسية، خاصة في عهد المتوكل في عام 848 ميلادية.
لمحة عن شعر البحتري
بدأ البحتري مسيرته الشعرية في سن مبكرة، بين السادسة عشرة والتاسعة عشرة من عمره. لفت شعره المبكر أنظار الشاعر أبي تمام، الذي اصطحبه إلى بغداد، عاصمة الخلافة العباسية. هذا الأمر ساهم في أن يصبح البحتري شاعراً للبلاط، حيث نظم قصائد المديح للخلفاء العباسيين. من بين هذه القصائد، قصيدة مدح فيها الخليفة المتوكل بمناسبة عيد الفطر، ومن أبياتها:
فانعم بيومِ الفطرِ عيناً إنّه
يومٌ أغرُّ من الزّمانِ مُشَهَّرُ
أظهرت عزَّ الملكِ فيه بجحفلٍ
لَجِبٍ، يُحاط الدّينُ فيه ويُنصَرُ
ما يميز شعر البحتري هو الانسجام الموسيقي العذب بين الألفاظ والمعاني والعواطف. إضافة إلى ذلك، يتميز شعره بخصوبة الخيال والإبداع في التصوير، وإظهار الصور الفنية المتناسقة مع البيئة والثقافة العربية. يعكس شعره تأثره ببلده منبج، بالإضافة إلى حضارة المسلمين العباسيين في بغداد. تجدر الإشارة إلى أن البحتري لم يستخدم الفلسفة في شعره كما فعل أبو تمام، وكانت معاني قصائده سهلة وواضحة، بعيدة عن التكلف والغموض.
أهم مؤلفات البحتري
ترك البحتري إرثاً أدبياً يعكس عبقريته الشعرية والكتابية. من بين أهم مؤلفاته:
- كتاب معاني الشعر: يتناول هذا الكتاب دراسة وتحليل معاني الشعر العربي.
- كتاب الحماسة: وهو كتاب يضاهي كتاب الحماسة للشاعر أبي تمام.
- ديوان شعره: لم يتم جمع ديوان شعره في حياته، ولكن جمعه أبو بكر الصولي لاحقاً.
المصادر
- أبومحمد حلاوي، ديوان البحتري 1/2، بيروت: دار الأرقم بن أبي الأرقم، صفحة 5-13، الجزء الأول. بتصرّف.
- “Al-Buḥturī”,www.britannica.com, Retrieved 1-4-2019. Edited.
- أبي يوسف الشيخ محمد، ديوان البحتري، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 5-6. بتصرّف.
