لمحة عن الحضارة السومرية
تأسست الحضارة السومرية في الجزء الجنوبي من منطقة بلاد ما بين النهرين، والتي تقع داخل منطقة الهلال الخصيب، محصورة بين نهري دجلة والفرات. تم الكشف عن تاريخهم وحضارتهم من خلال الألواح الطينية التي تحمل الكتابة المسمارية. ظهر اسم السومريين في الألفية الثالثة قبل الميلاد، في فترة ظهور الحوثيين، ولكن بداياتهم تعود إلى الألفية السادسة قبل الميلاد. اشتهر السومريون بإبداعهم في مجالات اللغة، ونظام الحكم، والهندسة المعمارية، وتُعتبر حضارتهم من أقدم الحضارات الإنسانية وأكثرها تميزًا.
الفلك والمعرفة السماوية عند السومريين
فيما يلي بعض النقاط البارزة التي تتناول العلاقة بين الحضارة السومرية وعلوم الفضاء:
لقد أحاط السومريون معارفهم وعلومهم بقدر كبير من السرية، حيث كانت تُدرس في الخفاء، وتنتقل بين الكهنة من جيل إلى آخر. يمكن ملاحظة بعض الرسومات المتكاملة للنظام الشمسي في أختامهم التي تم الكشف عنها. تظهر الشمس في المركز، وتدور حولها الكواكب في مداراتها الصحيحة، مع مراعاة أحجامها وترتيبها المعروف. وقد كشفت الألواح الطينية التي عثر عليها العلماء عن نقش للشمس يحيط بها أحد عشر كوكبًا.
اعتبر السومريون الشمس والقمر من الكواكب، ويعتقد أنهم امتلكوا معرفة فلكية متطورة جدًا، قيل أنها مُنحت لهم من قبل آلهتهم، آلهة الأنوناكي. وقد لفت انتباه الباحثين وجود كوكب إضافي في المدار الخارجي الأبعد، لم تتمكن المراصد الفلكية الحديثة من اكتشافه حتى الآن، ويظهر على شكل صليب أو قرص مجنح.
ترجم “زكريا سيشن” الكتابات السومرية، وخلص إلى وجود كوكب يقع بين المشتري والمريخ، وأن أحد أقماره اصطدم بالأرض، مما أدى إلى ظهورها. ومع ذلك، رفضت المجتمعات العلمية في مجالات الآثار والفلك هذا التفسير. على الرغم من ذلك، لا يزال هناك كوكب غير مكتشف يرمز له العلماء بالرمز X، مما يثير تساؤلات حول ما إذا كان السومريون قد رأوه قبل قرون عديدة أم لا.
تاريخ موجز للحضارة السومرية
فيما يتعلق بهذه الحضارة العريقة، نلخص أهم المعلومات عنها في النقاط التالية:
- انتقلت الحضارة السومرية من حياة القرى والزراعة إلى حياة المدن، وقاموا ببناء أول مدينة لهم في دلتا الرافدين، ومن بين هذه المدن (أريدو وأور).
- انقسم المجتمع السومري إلى عدة طبقات اجتماعية، كما هو الحال في الحضارات الأخرى. شملت الطبقة الأولى الحكومة، والطبقة الثانية طبقة الرقيق، والطبقة الثالثة كبار الموظفين وقادة الجيش وكبار الكهنة والمُلّاك.
- استمرت سيطرة السومريين على المنطقة لمدة تقل عن 2000 سنة قبل أن يتولى البابليون الحكم. يعتقد أن البشر استقروا لأول مرة في سومر بين 4500 و 4000 قبل الميلاد، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون بعض المستوطنين قد وصلوا قبل ذلك بكثير.