مقدمة
تعتبر السنن الرواتب جزءًا هامًا من العبادات في الإسلام، وهي الأعمال التي واظب عليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وحث عليها أمته. هذه السنن تعزز الصلة بالله وتقرب العبد من ربه، وتكمل الفرائض وتجبر ما قد يقع فيها من نقص. بالإضافة إلى السنن الرواتب المرتبطة بالصلوات، هناك أيضًا سنن أخرى مستحبة في جوانب مختلفة من الحياة.
السنن الرواتب المتعلقة بالصلاة
السنن الرواتب هي الصلوات التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم عليها قبل أو بعد الصلوات المفروضة. وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة، منها قوله صلى الله عليه وسلم:
“(مَن صَلَّى في يَومٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَجْدَةً تَطَوُّعًا، بُنِيَ له بَيْتٌ في الجَنَّةِ)”
وفيما يلي تفصيل لهذه السنن:
ركعتان قبل الفجر
تعتبر ركعتا الفجر من آكد السنن الرواتب، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص عليهما أشد الحرص، كما ورد عن عائشة رضي الله عنها:
“(لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ)”
أربع ركعات قبل الظهر
ورد في فضل أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حديث عن أم حبيبة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم:
“(من رَكعَ أربعَ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعًا بعدَها حرَّمَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ لحمَه علَى النَّارِ فما ترَكتُهنَّ منذُ سمعتُهنَّ)”
ركعتان بعد الظهر
فضل المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها عظيم، كما جاء في الحديث عن أم حبيبة رضي الله عنها:
“(مَن حافَظَ على أربعِ رَكعاتٍ قبلَ الظُّهرِ وأربعٍ بعدَها حُرِّمَ على النَّارِ)”
ركعتان بعد المغرب والعشاء
جزء من السنن الرواتب التي تؤدي إلى دخول الجنة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“(من ثابرَ على اثنتي عشرةَ رَكعةً في اليومِ واللَّيلةِ دخلَ الجنَّةَ أربعًا قبلَ الظُّهرِ، ورَكعتينِ بعدَها، ورَكعتينِ بعدَ المغربِ، ورَكعتينِ بعدَ العشاءِ، ورَكعتينِ قبلَ الفجرِ)”
صلاة التراويح
صلاة التراويح سنة مؤكدة في شهر رمضان، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على قيام رمضان إيمانًا واحتسابًا، فقال:
“(مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ)”
والمراد بالقيام هنا هو صلاة التراويح.
صلاة الخسوف
صلاة الخسوف من الصلوات التي لها سبب، وتؤدى عند حدوث الخسوف للشمس أو القمر. وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم الحكمة من هذه الصلاة، فقال:
“(إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتَانِ مِن آيَاتِ اللَّهِ لا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولَا لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذلكَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ)”
صلاة الاستسقاء
صلاة الاستسقاء سنة مؤكدة، وتؤدى عند الحاجة إلى نزول المطر. وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الاستسقاء، كما ورد عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما:
“(صلَّى رَكْعتينِ كما يصلِّي في العيدينِ)”
السنن المستحبة في أمور أخرى
هناك العديد من السنن المستحبة في الإسلام بخلاف الصلاة، منها:
الختان للذكور
اختلف العلماء في حكم الختان للذكور، فمنهم من قال بأنه سنة، ومنهم من قال بأنه واجب. واستدل القائلون بالسنيّة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“(الفِطْرَةُ خَمْسٌ: الخِتَانُ، وَالِاسْتِحْدَادُ، وَقَصُّ الشَّارِبِ، وَتَقْلِيمُ الأظْفَارِ، وَنَتْفُ الآبَاطِ)”
الأضحية
ذهب جمهور العلماء إلى أن الأضحية سنة مؤكدة، واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“(إذا دَخَلَتِ العَشْرُ، وأَرادَ أحَدُكُمْ أنْ يُضَحِّيَ، فلا يَمَسَّ مِن شَعَرِهِ وبَشَرِهِ شيئًا)”
وذهب الحنفية إلى وجوب الأضحية، واستدلوا بقول الله تعالى:
“(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ)”