السمنة عند الشباب: نظرة شاملة

السمنة عند الشباب: أسبابها وعلاماتها وكيفية التعامل معها. تعرف على المخاطر الصحية المرتبطة بها وأثرها النفسي والاجتماعي على المراهقين.

مقدمة حول السمنة في سن المراهقة

السمنة تعتبر تحديًا صحيًا متزايدًا بين فئة الشباب، حيث تشير الإحصائيات إلى ارتفاع مقلق في نسب الإصابة بها. ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال، شهدت العقود الأخيرة زيادة ملحوظة في معدلات السمنة بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 19 عامًا. ووفقًا للدراسات، قفزت نسبة المراهقين الذين يعانون من الوزن الزائد بشكل كبير، مما يثير القلق بشأن الصحة العامة لهذه الفئة العمرية.

تُعرّف السمنة بأنها تراكم غير طبيعي أو مفرط للدهون في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل يتجاوز المعدل الطبيعي. هذه الزيادة قد تكون لها تبعات خطيرة على الصحة، حيث يصبح الأفراد الذين يعانون من السمنة أكثر عرضة للإصابة بأمراض مزمنة ومشاكل صحية خطيرة. علاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر السمنة سلبًا على الصحة النفسية والاجتماعية للمراهقين، مما يؤثر على نوعية حياتهم وتطورهم الشخصي.

إن فهم أسباب وعوامل الخطر المرتبطة بالسمنة لدى المراهقين، بالإضافة إلى التعرف على الأعراض والمضاعفات المحتملة، يعتبر خطوة حاسمة نحو تطوير استراتيجيات فعالة للوقاية والعلاج. يجب أن تتضافر جهود الأسر والمجتمع والمؤسسات الصحية لتقديم الدعم والتوعية اللازمة للمراهقين لمساعدتهم على تبني أنماط حياة صحية والحفاظ على وزن صحي.

الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن معرضون بشكلٍ أكبر لأن يصبحوا مراهقين وبالغين سمينين، ومن المشكلات الصحيّة المرتبطة بالسّمنة: أمراض القلب، والسّكري، وارتفاع ضغط الدّم، والسّكتة الدّماغيّة، وبعض أنواع السّرطان، كما أنّ السّمنة تقلّل الصحة البدنيّة مما يؤدي إلى انخفاض متوسط ​​العمر المتوقّع للإنسان، ويمكن أن تؤدي إلى الإعاقات الاجتماعية والتعاسة لدى المراهقين، نظرًا لأنّ صورة الجسم تعمل على تطوير الهوية الشخصيّة لديهم والحفاظ عليها يشكّل هدفاً مهمّاً لديهم.

العوامل المؤدية إلى السمنة لدى الشباب

السمنة، بشكل عام، تحدث نتيجة عدم التوازن بين كمية السعرات الحرارية التي يتناولها الشخص وكمية الطاقة التي يحرقها الجسم. عندما تتجاوز السعرات الحرارية المستهلكة حاجة الجسم، يتم تخزين الفائض على شكل دهون، مما يؤدي إلى زيادة الوزن. ولكن، عندما نتحدث عن السمنة لدى المراهقين، نجد أن هناك مجموعة متنوعة من العوامل التي يمكن أن تسهم في هذه المشكلة.

من بين هذه العوامل:

  • الاستعداد الوراثي: تلعب الوراثة دورًا في تحديد مدى استعداد الشخص لزيادة الوزن. فإذا كان أحد الوالدين أو كلاهما يعاني من السمنة، فإن احتمالية إصابة الأبناء بها تزداد. ومع ذلك، فإن الوراثة ليست العامل الوحيد، بل تتفاعل مع عوامل أخرى مثل نمط الحياة والتغذية.
  • الظروف الاجتماعية والاقتصادية: قد تؤثر الظروف المعيشية والاجتماعية على خيارات الطعام والنشاط البدني المتاحة للمراهقين. على سبيل المثال، قد يكون الوصول إلى الأطعمة الصحية الطازجة والأنشطة الرياضية محدودًا في بعض المناطق ذات الدخل المنخفض.
  • كفاءة عملية الأيض: تختلف قدرة الأجسام على تحويل الطعام إلى طاقة. بعض الأشخاص لديهم عملية أيض أسرع، مما يساعدهم على حرق السعرات الحرارية بكفاءة أكبر، بينما قد يكون لدى آخرين عملية أيض أبطأ، مما يجعلهم أكثر عرضة لزيادة الوزن.
  • قلة النوم: أظهرت الدراسات أن قلة النوم يمكن أن تؤثر على الهرمونات التي تنظم الشهية والتمثيل الغذائي، مما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية ويقلل من حرق الدهون.
  • نمط الحياة: يعتبر نمط الحياة غير الصحي، الذي يتضمن قلة النشاط البدني والإكثار من تناول الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية، من أبرز أسباب السمنة لدى المراهقين.
  • اضطرابات الغدد الصماء والأمراض والأدوية: في بعض الحالات، قد تكون السمنة ناتجة عن اضطرابات هرمونية أو أمراض معينة، أو قد تكون أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية.

يرجع سبب الإصابة بالسّمنة عموماً إلى تزويد الجسم بسعراتٍ حراريّةٍ أكثر من حاجته، ممّا يؤدي إلى زيادة الوزن.

علامات السمنة الظاهرة على المراهقين

السمنة لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية للمراهقين، بل يمكن أن يكون لها أيضًا تأثير كبير على صحتهم النفسية والاجتماعية. المراهقون الذين يعانون من زيادة الوزن غالبًا ما يواجهون ضغوطًا اجتماعية كبيرة، وقد يعانون من مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق. بالإضافة إلى ذلك، قد يجدون صعوبة في أداء بعض المهام اليومية بسبب وزنهم الزائد.

من بين العلامات والأعراض الشائعة للسمنة لدى المراهقين:

  • ملامح الوجه غير المتناسقة: قد تظهر الدهون الزائدة في الوجه، مما يؤدي إلى تغيير شكله وظهور ملامح غير متناسقة.
  • تراكم الدهون في منطقة الثدي لدى الذكور: يمكن أن يحدث تضخم في منطقة الثدي لدى الذكور بسبب تراكم الدهون، وهي حالة تعرف باسم التثدي.
  • زيادة حجم البطن وظهور علامات التمدد: يتراكم الدهن في منطقة البطن، مما يؤدي إلى زيادة حجمها وظهور علامات التمدد البيضاء أو الأرجوانية على الجلد.
  • مظهر الأعضاء التناسلية الخارجية غير المتناسب لدى الذكور: قد تبدو الأعضاء التناسلية الخارجية أصغر حجمًا بسبب تراكم الدهون حولها.
  • البلوغ المبكر: في بعض الحالات، قد تؤدي السمنة إلى بلوغ مبكر لدى الفتيات.
  • زيادة حجم الذراعين والفخذين: يتراكم الدهن في الذراعين والفخذين، مما يؤدي إلى زيادة حجمهما.
  • مشكلة الركبة الروحاء: هي حالة تكون فيها الركبتان متلاصقتين عند الوقوف مع مباعدة الكاحلين، وهي أكثر شيوعًا لدى المراهقين الذين يعانون من السمنة.

المراجع

  1. “Teen Obesity”, www.pamf.org, Retrieved 10-5-2019. Edited.
  2. “Obesity in Teens”, www.urmc.rochester.edu, Retrieved 10-5-2019. Edited.
  3. “Obesity in Adolescents”, www.stanfordchildrens.org, Retrieved 10-5-2019. Edited.
Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

الوزن الزائد لدى الصغار: الأسباب، المخاطر، وطرق العلاج

المقال التالي

السمنة من الدرجة الثانية

مقالات مشابهة