جدول المحتويات
مقدمة عن المنهج التاريخي
يعتبر النقد التاريخي من أوائل المناهج التي ظهرت في العصر الحديث، نتيجة لتطور الفكر الإنساني وتحوله من العصور الوسطى إلى العصر الحديث. يتميز هذا المنهج بخصائص فريدة تميزه عن غيره من المناهج النقدية اللاحقة. فيما يلي بعض هذه الخصائص الرئيسية:
فحص الأدب في ضوء المؤثرات الخارجية
من بين أهم الجوانب التي اعتمد عليها المنهج التاريخي في دراسة الأدب، نجد نظرية الفيلسوف “هيبوليت تين” التي ترتكز على ثلاثة عناصر أساسية:
- العرق أو الأصل: الصفات الفطرية والوراثية التي تجمع أفراد الأمة الواحدة.
- البيئة أو المحيط: الإطار الجغرافي وتأثيراته الاجتماعية على النص الأدبي.
- الزمن أو العصر: الظروف السياسية والثقافية والدينية التي تؤثر في النص الأدبي.
العمل الأدبي: سلسلة من العلاقات المتبادلة
يعتمد المنهج التاريخي على سلسلة من العلاقات التي تربط العوامل الخارجية ببعضها البعض:
- النص هو نتاج صاحبه.
- الأديب يعكس ثقافة مجتمعه.
- الثقافة هي نتيجة للبيئة.
- البيئة جزء من التاريخ.
- النقد هو تدوين لتاريخ الأديب من خلال بيئته.
نشأة وتطور الأنواع الأدبية
تأثر “فردينان برودنينا” بنظرية التطور لداروين، وحاول تطبيقها على الأدب، معتبراً الأنواع الأدبية كائنات حية تتطور. فكما تطور الإنسان من القرد، تطور الأدب من شكل فني إلى آخر.
سمات إضافية للمنهج التاريخي
يتضمن المنهج التاريخي العديد من السمات الأخرى، منها:
- النظر إلى الأدب كمرآة تعكس حركة الحياة والمجتمع وتطوراته، خاصةً الطاقة الثورية فيها.
- عدم التسليم بالمسلمات والاعتماد على العقل والبرهان، ودراسة المصادر الأدبية، وعلاقات التأثير والتأثر بين الأدباء، والعلاقات بين الآداب المحلية والعالمية.
- الاهتمام بدراسة الفروق بين الأجناس الأدبية المختلفة.
- إقامة رابط مباشر بين النص الأدبي وسياقه التاريخي، واعتبار النص وثيقة تعبر عن هذا السياق.
- التركيز على دراسة المدونات الأدبية الكبيرة، مع إعطاء الأولوية للنصوص التي تمثل المرحلة التاريخية المدروسة، حتى لو كانت ذات قيمة فنية أقل.
- إغفال التباين الكبير بين الأدباء الذين يعيشون في نفس الزمان والمكان، وعدم القدرة على تفسير الفروق العبقرية بين المبدعين.
- الإفراط في التعميم والاستقراء الناقص.
- التركيز على المبدع والبيئة الإبداعية على حساب النص نفسه، وتحويل النصوص إلى وثائق تستخدم لتأكيد الأفكار والحقائق التاريخية.
- الاهتمام بالمضمون والسياقات التاريخية مع إهمال الخصوصية الأدبية للنص.
- التعامل مع النصوص كأنها مخطوطات تحتاج إلى توثيق، مع محاولة جمع شتاتها وتأكيدها بالوثائق والصور والفهارس والملاحق.
- تطور النقد التاريخي الأدبي لاحقًا إلى النقد الاجتماعي، حيث كان النقد التاريخي بمثابة الحاضنة للنقد الاجتماعي.