السمات المميزة للمقالة وأنواعها

تعريف المقالة

المقالة هي عبارة عن بحث موجز، يعتمد على أسلوب منهجي محدد، ويتكون من مقدمة، وصلب، وخاتمة. تعتمد المقالة على مجموعة من العناصر الأساسية التي تشمل: لغة واضحة ومحددة، حجة مقنعة، سرد قصصي، فكرة عميقة، أمثلة توضيحية، وأدلة داعمة.

تطور المقالة العربية في العصر الحديث

مرت كتابة المقالة بعدة مراحل تطورية كفن أدبي، يمكن تلخيصها كالتالي:

  • مرحلة البدايات: في هذه المرحلة، كان كتاب المقالة يميلون إلى تقليد أسلوب المقامات، وكان من أبرز رواد هذه المرحلة: الطهطاوي.
  • مرحلة التحرر التدريجي: شهدت هذه المرحلة تخلصًا تدريجيًا من الزخرفة اللفظية والتصنع في الكتابة، وكان من أبرز روادها: الكواكبي.
  • مرحلة النضوج والابتكار: تميزت هذه المرحلة بالإبداع والعمق في الأفكار والأسلوب، وكان من أبرز روادها: العقاد.

السمات الرئيسية للمقالة

تتميز المقالة بمجموعة من السمات العامة والخاصة التي تحدد هويتها وتميزها عن غيرها من الأشكال الأدبية. هذه السمات تتنوع بحسب نوع المقالة، ولكن هناك مجموعة من الخصائص المشتركة:

الخصائص العامة للمقالة:

  • الإقناع: من خلال عرض الأفكار بدقة ووضوح، وتقديم الأدلة والبراهين التي تدعمها.
  • التكوين الفني: من خلال الانسجام بين الأفكار وترابطها، وتكاملها في بناء متماسك.
  • الإيجاز: تتميز المقالة بالإيجاز والاختصار، حيث لا تتجاوز عادةً بضع صفحات.
  • النثرية: المقالة بطبيعتها نص نثري، وليست شعرًا.
  • الإمتاع: من خلال العرض الشيق والمثير للاهتمام.
  • تنوع الأسلوب: يمكن أن تتنوع الأساليب المستخدمة في المقالة بحسب الغرض والموضوع.
  • الذاتية: يظهر في المقالة رأي الكاتب ومشاعره ووجهة نظره.

خصائص المقالة السياسية:

  • تقديم كافة البراهين والأدلة.
  • البعد عن التكلف والمبالغة.
  • استخدام ألفاظ سهلة وواضحة.
  • تقديم فكرة واضحة ومحددة.
  • إثارة الحماسة والتفاعل لدى القارئ.
  • التركيز على الفكرة الرئيسية وتغليبها على التفاصيل.

خصائص المقالة الأدبية:

  • الالتزام باللغة السليمة والصحيحة.
  • التركيز على وضوح الفكرة وعمقها.
  • استخدام عبارات فصيحة وجزلة.
  • اختيار ألفاظ موحية وذات دلالة.
  • الاعتماد على التصوير والخيال.

خصائص المقالة الاجتماعية:

  • تقديم فكرة واضحة ومحددة.
  • الاستشهاد من الحديث النبوي الشريف، والقرآن الكريم.

    قال الله تعالى في سورة الحجرات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾

    وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه”

  • مناقشة الفكرة بهدوء وعقلانية وتصويرها بشكل واقعي.
  • ذكر بعض الأمثلة من الواقع والتاريخ.

خصائص المقالة النقدية:

  • التميز بأسلوب جميل وجذاب.
  • الدقة من الناحية العلمية والمنهجية.

أصناف المقالات

يمكن تصنيف المقالات بناءً على عدة معايير، تشمل الشكل والأسلوب والمضمون.

من حيث الشكل:

  • المقال الطويل: هو المقال الذي يتجاوز عدد صفحاته صفحتين ولا يتجاوز العشر صفحات، ويعرض الكاتب فيه فكرة كاملة بلغة سهلة وعرض شيق ومقنع، ومن رواد هذا المقال: المازني، وأحمد أمين، وطه حسين.
  • المقال القصير: مثل مقال الخاطرة الذي يتناول فكرة واحدة فقط، ويكون المقال ذا فكرة واضحة وشيقة، وعباراتها سهلة، مثال على ذلك: يوميات لأحمد بهاء الدين، وصندوق الدنيا لأحمد بهجت.

من حيث الأسلوب:

  • المقال العلمي المتأدب: الذي يجمع بين جمال الأسلوب ودقة الفكرة.
  • المقال الأدبي: الذي يركز على الجمالية اللغوية والتعبيرية.

من حيث المضمون:

  • المقال الفلسفي: وهو من المقالات الفنية القائمة بذاتها، كما أنّها ليست جزءاً من التحرير الصحفي.
  • المقال الجدلي: حيث يتمثل ذلك في المعارك الأدبية، مثل: المعركة الأدبية التي دارت بين الرافعي والعقاد.
  • المقال التصويري: حيث يقوم الكاتب برسم شخصية العالم أو الأديب بالقلم، وليس بالريشة.

الخصائص الأسلوبية للمقالة

هناك عدة سمات أسلوبية تشترك فيها معظم المقالات، وتساهم في تحديد هويتها وتمييزها:

  • وضوح الأسلوب: حيث إنّ الهدف من المقال هو الإمتاع والتوضيح، وليس التعقيد والإبهام.
  • قوة الأسلوب: من خلال استخدام الألفاظ المناسبة والجمل القوية المعبرة.
  • جمال الأسلوب: من خلال اختيار الألفاظ المناسبة للصور والمعنى، واستخدام التشبيهات والاستعارات بشكل فني.
Exit mobile version