جدول المحتويات
السمات الثيماتية
يمتاز شعر التفعيلة بتنوع ثيماته التي تتراوح بين الواقعية والرمزية. نجد دواوين شعرية كاملة تكرس نفسها للحديث عن المرأة وقضاياها، بينما تتناول أخرى الأحداث السياسية الجارية، وتسعى للدفاع عن الحقوق الإنسانية، سواء كانت قضايا عالمية أو وطنية. من الجدير بالذكر أن قضية فلسطين حظيت باهتمام بالغ في هذا النوع من الشعر، حيث عبر الشعراء عن تضامنهم ودعمهم للقضية الفلسطينية من خلال أبياتهم وقصائدهم.
الميزات الهيكلية
السهولة والوضوح
يتميز شعر التفعيلة بالأسلوب السهل والواضح، حيث يحرص الشاعر على اختيار الكلمات التي تخدم النص وتوضح الفكرة المراد إيصالها دون تعقيد. هذا الوضوح والبساطة جعلا هذا الأسلوب مفضلًا في النصوص العلمية، مثل تلك المتعلقة بالنحو والصرف والتاريخ والجغرافيا، حيث يسهل فهم المعلومات واستيعابها.
تناسب الألفاظ مع الغرض
يحرص الأديب في شعر التفعيلة على اختيار الألفاظ التي تتناسب مع الغرض الذي تتناوله القصيدة. فإذا كان الغرض بسيطًا، يستخدم كلمات رقيقة وسهلة. أما إذا كان الغرض قويًا ومؤثرًا، فإنه يلجأ إلى استخدام كلمات قوية تعبر عن قوة الغرض وتخدم المعنى المراد إيصاله.
هيكلة القصيدة
تتسم قصيدة التفعيلة بهيكلها البسيط والثابت، وإيقاعها الموسيقي الفريد. تعتمد القصيدة على تفعيلة واحدة مع بعض القوافي بهدف تخفيف حدة الإيقاع وتجنب الملل لدى القارئ والمستمع على حد سواء. يميل شعر التفعيلة إلى استخدام المحسنات البديعية بشكل محدود، مع التركيز على تسكين أواخر الجمل والأسطر والمقاطع الشعرية، على غرار ما هو شائع في الشعر الغربي. بالإضافة إلى ذلك، يتمتع الشاعر بحرية التصرف في التفعيلات المستخدمة.
وقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم. إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
(الكوثر: 1-3).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى
(صحيح البخاري).
الجوانب الفنية
يمتاز شعر التفعيلة بعدد من الخصائص الفنية التي تميزه عن غيره من الأنماط الشعرية، ومن أهم هذه الخصائص:
- وحدة التفعيلة: عدم التقيد بعدد محدد من التفعيلات العروضية في كل سطر شعري، مما يمنح الشاعر حرية أكبر في التعبير.
- توظيف الصور الشعرية الجديدة: استخدام صور شعرية مبتكرة ومتنوعة في القصيدة، والإكثار منها لإضفاء جمالية على النص.
- عدم التقيد بوحدة القافية: التحرر من قيود القافية الموحدة، مما يتيح للشاعر استخدام قوافي متنوعة تخدم المعنى.
- الغموض والإبهام: الميل إلى استخدام الغموض الذي قد يصل إلى درجة الإبهام، وذلك من خلال الاهتمام بالأساطير والرموز الدينية والفلسفية.
- توظيف لغة الحياة اليومية: استخدام اللغة الدارجة والمفردات الشائعة في الحياة اليومية، مما يجعل القصيدة قريبة من القارئ.
- الوحدة العضوية والوحدة الفنية: ترابط القصيدة وتماسكها من حيث الموضوع والأفكار، بحيث تشكل وحدة واحدة متكاملة.
المراجع
- عبير عبد الصادق محمد بدوي، “خصائص الشعر الحر”، www.faculty.mu.edu.sa
- خير الفؤاد (2009)، أدونيس أسلوبه وشعوره في الشعر الحر، جاكرتا: جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية.
- سليم ساعد المقعي السلمي (22-12-2008)، “الشعر الحر”، www.alukah.net