جوهر علم اللغة الحديث
علم اللغة هو مجال علمي مخصص لدراسة اللغات، مع التركيز على خصائصها، هياكلها، ونقاط التشابه والاختلاف بينها. يهدف هذا العلم إلى فهم كيفية عمل اللغات وتطورها، ويتميز علم اللغة الحديث بعدة سمات أساسية.
الطبيعة المستقلة
يتمتع علم اللغة باستقلالية واضحة، فهو كيان قائم بذاته على الرغم من كونه فرعًا من فروع دراسة اللغة الأوسع. هذه الاستقلالية تجعله مشابهًا لعلوم مثل علم النفس والفلسفة، حيث يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية: اللسان، اللغة المحددة، والكلام.
وتُستمد الاستقلالية من ثلاثة جوانب أساسية، وهي: اللسان، اللغة المحددة، والكلام. فاللسان هو القدرة البشرية العامة على استخدام اللغة، واللغة المحددة هي النظام اللغوي الخاص بمجتمع معين (مثل العربية أو الإنجليزية)، والكلام هو الاستخدام الفعلي للغة من قبل الأفراد في مواقف تواصلية محددة.
التركيز على اللغة المحكية
على الرغم من أن علم اللغة يدرس اللغة بشكل عام، إلا أنه يولي اهتمامًا خاصًا باللغة المنطوقة، التي تعتبر الوسيلة الأساسية للتواصل البشري. ثم يتناول علم اللغة الجوانب المكتوبة للغة، وتحليل خصائصها وسماتها المتميزة.
دراسة اللهجات المتنوعة
تعتبر اللهجات جزءًا هامًا من أي لغة، وعلم اللغة يوليها اهتمامًا كبيرًا. فالاختلافات بين اللهجات يمكن أن تؤدي إلى اختلافات في النطق، المعاني، والهياكل اللغوية. فهم هذه الاختلافات يساعد على فهم أعمق للغة بشكل عام.
بناء النظرية اللغوية
من السمات الهامة لعلم اللغة بناء النظريات اللغوية التي تهدف إلى فهم اللغات البشرية بشكل شامل. تسعى هذه النظريات إلى فهم جميع الألفاظ والمستويات اللغوية والصوتية التي تستخدمها البشرية.
التعامل مع اختلافات اللغة
يهتم علم اللغة بدراسة اللغة بغض النظر عن الفوارق بين أشكالها المختلفة، سواء كانت “بدائية” أو “متحضرة”. ينظر إلى اللغة كوحدة واحدة، ويحلل عناصرها المختلفة بدءًا من الصوت وصولًا إلى المعنى، مرورًا بالصرف والنحو.
تعريف علم اللغة
علم اللغة هو الدراسة العلمية للغة الإنسانية، مع التركيز على وصف وتحليل اللغة كما هي مستخدمة فعليًا، دون تدخل من الأحكام المعيارية أو التوجهات التعليمية. يهدف إلى فهم جوهر كل لغة واستراتيجية عملها، والنظر إليها كنظام متكامل يتألف من مستويات متراتبة.
تهدف دراسة علم اللغة إلى فهم الجوهر الكامن وراء كل لغة وكيفية عملها. يتم النظر إلى كل لغة كنظام شامل يتكون من مستويات متتالية، حيث يعتمد كل مستوى على المستوى الذي يسبقه.
أعلام بارزون في علم اللغة
ساهم العديد من العلماء في تطوير علم اللغة، وكان لهم تأثير كبير على مساره. من بين هؤلاء العلماء:
فرديناند دي سوسير
يُعتبر دي سوسير من أبرز الشخصيات في تاريخ علم اللغة، وقد أحدثت أفكاره ثورة في هذا المجال. من بين إسهاماته البارزة، رسالة في ملاحظات حول النظام البدائي لصوتيات اللغة الهندية الأوروبية ورسالة أخرى في حالة الجر المطلق في اللغة السنسكريتية.
اشتهر دي سوسير بشكل خاص بمحاضراته في جامعة جنيف بسويسرا، حيث بدأ تدريس اللغات الهندية الأوروبية ومقارنتها ببعضها البعض. كان يعتبر أستاذًا متميزًا، وقام بتأسيس نظرية متخصصة تشمل مفاهيم أساسية مثل: (لسان، لغة، تعاقبية، تزامنية، دال، ومدلول). كان يتميز بقدرته على شرح الوقائع اللغوية بشكل وافٍ، مع الاعتماد على نماذج لغوية محددة وتقريب البيانات إلى أذهان تلاميذه، مع الحفاظ على الترابط التام.
نيقولاي سيرجيفتش تروبتسكوي
يُعتبر نيقولاي شخصية مركزية في نظرية براغ اللسانية، وقد تعاون مع العالم اللغوي روكان جاكوبسون وفيلم ماثيسيوس لتشكيل مدرسة براغ للعلم اللساني. تميز نيقولاي بذكائه الحاد، وبدأ أعماله في مجال اللغويات في سن مبكرة، مع التركيز على دراسة اللغات واللسانيات السيبيرية والقوقازية وقواعد اللغات الهندأوروبية.
عمل كأستاذ كرسي لفقه اللغة السلافية في فيينا، وركزت دراساته ومدرسة براغ على النظرية الفونولوجية، والتي تجسدت في كتابه “علم الأصوات”، حيث تناول اللغات الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والروسية.
إدوارد سابير
تخصص سابير في اللغة الجرمانية، وتميز بسعة الأفق والثراء المعرفي وتعدد المواهب، بالإضافة إلى كونه شاعرًا. ألّف كتاب “اللغة” ورسالة في الحقيقة السيكولوجية للفونيمات، ويُعتبر رائد مدرسة اللسانيات الذهنية التي تستند إلى الدراسة اللسانية لبعض الفروع التي تدعمها مثل علم النفس وعلم الأجناس.
المراجع
- رواق. بتصرّف.
- أبتثجحخدذرزسوليد السراقبي،الألسنية، صفحة 1-170. بتصرّف.
- شبكة النشر العلمي،النخبة. بتصرّف.