السنوات الأولى من حياة السلطان سليم الثاني
يُعتبر السلطان سليم الثاني، الذي يُعرف أيضًا بسليم السكران، أحد سلاطين الدولة العثمانية البارزين الذين تولوا مقاليد الحكم في فترة حرجة من تاريخها. وُلد السلطان سليم الثاني عام 1524م وتوفي عام 1574م. وهو الابن الثاني للسلطان سليمان القانوني، ابن بايزيد الثاني، ابن محمد الفاتح. كانت والدته جارية تُدعى خُرَم.
فترة حكم السلطان سليم الثاني
شهدت فترة حكم السلطان سليم الثاني، التي امتدت من عام 1566م إلى 1574م، جوانب إيجابية وسلبية على حد سواء. فيما يلي بعض الملامح الرئيسية لتلك الفترة:
- تولي الحكم في ظروف مستقرة: تولى السلطان سليم الثاني عرش الدولة العثمانية في ظروف اتسمت بالهدوء النسبي، حيث كان الوريث الشرعي الوحيد للحكم بعد وفاة والده السلطان سليمان القانوني.
- الافتقار إلى المهارات القيادية: عانى السلطان سليم الثاني من نقص في بعض المهارات القيادية اللازمة لإدارة الدولة بكفاءة، بالإضافة إلى تراجع ملحوظ في قدراته العسكرية.
- عدم الخروج للحروب: كان السلطان سليم الثاني أول سلطان عثماني يتخذ قرارًا بعدم قيادة الجيوش بنفسه في المعارك والحملات العسكرية، مما حرمه من لقب “الغازي” الذي كان يشتهر به السلاطين العثمانيون.
- الخضوع للإنكشارية: واجه السلطان سليم الثاني صعوبة في فرض سيطرته الكاملة على الدولة، مما جعله يخضع لمطالب جنود الإنكشارية، الذين كانوا يحدّون من سلطاته، مثل اشتراطهم زيادة رواتبهم للسماح له بدخول إسطنبول.
- نفوذ الوزراء والزوجة: سمح السلطان سليم الثاني لوزراء الدولة بالسيطرة على إدارة شؤون الدولة، مع احتفاظه بسلطة شكلية فقط. كان الصدر الأعظم محمد صوقللو باشا وزوجة السلطان نوربانو سلطان، التي يُعتقد أنها يهودية، هما من يديران الدولة فعليًا.
أبرز الإنجازات في عهد السلطان سليم الثاني
على الرغم من التحديات التي واجهها السلطان سليم الثاني خلال فترة حكمه، إلا أن عهده شهد بعض الإنجازات الهامة، منها:
- صلح النمسا: في عام 1569م، أبرم السلطان سليم الثاني معاهدة صلح مع النمسا، نصت على اعتراف الدولة العثمانية بحقوق النمسا في المجر، مقابل دفع النمسا الجزية المفروضة عليها، واعتراف النمسا بتبعية أمراء كل من ترانسلفانيا والأفلاق وبغدان للدولة العثمانية.
- معاهدة مع فرنسا: في عهد سليمان القانوني، كانت فرنسا ترتبط بمعاهدة تجارية مع الدولة العثمانية. وفي عهد شارل التاسع، الذي تزامن حكمه مع حكم السلطان سليم الثاني، تم تجديد هذه المعاهدة عام 1569م، والتي تضمنت منح فرنسا امتيازات تجارية وإعفاء الرعايا الفرنسيين من الضرائب داخل الدولة العثمانية.
- فتح قبرص: يُعتبر فتح جزيرة قبرص في عهد السلطان سليم الثاني من أهم إنجازاته. كانت قبرص تابعة لجمهورية البندقية الإيطالية حتى عام 1489م، وكانت تشكل تهديدًا للملاحة والتجارة العثمانية، بالإضافة إلى المخاطر العسكرية والاستراتيجية. بعد توقيع النمسا وفرنسا معاهدات مع الدولة العثمانية، قرر السلطان سليم الثاني وقادة الجيش التوجه لفتح قبرص. في تموز عام 1570م، وصل الأسطول العثماني إلى ميناء لارنكا في قبرص وقام بمحاصرة الجزيرة وعاصمتها نيقوسيا. استمر الحصار والمعارك حتى تم فتح جزيرة قبرص في أيلول عام 1571م، وأصبحت تابعة للدولة العثمانية.
الحياة الخاصة للسلطان سليم الثاني
تزوج السلطان سليم الثاني من نوربانو سلطان وخاصكي سلطان سليمية.
المصادر
- جوجل للثقافة والفنون.
- قصة الإسلام.
- المعرفة.
- ويكيبيديا.