السعي نحو الله: رحلة الروح

استكشاف مفهوم السعي نحو الله، وأنواع هذا السعي، وفهم معاني البعد عن المحرمات.

التقرب إلى الله

إنّ التقرب إلى الله يتحقق من خلال فعل الخيرات والابتعاد عما نهى عنه، كما ذكر ابن قيم الجوزية أنّ الساعي إلى الله يسعى بقلبه من حب ما سوى الله -عزّ وجلّ- إلى محبته وحده، ومن الخوف من غير الله إلى الخوف والرجاء منه تعالى، ومن سؤال ودعاء غير الله إلى التوجه بالدعاء والسؤال إلى ربه عزّ وجلّ، وعلى المسلم أن يجتهد في فعل النوافل وترك كل ما حرّمه الله تعالى، وأن يحرص على عمارة قلبه وإصلاحه، وحسن الظنّ بالله.

ومن سعى إلى الله يستحي في جميع أحواله من الله؛ لأنه يعلم أنّ الله مُطّلعٌ عليه فيُشغل نفسه بطاعة الله وحفظ جوارحه ممّا حرّمه الله تعالى، ويحرص على تلاوة كتاب الله وتدبُّره، ويُطبّق ما جاء به من أحكامٍ.

أصناف السعي

من أصناف السعي: ترك العصاة من المنافقين، والمشركين، والكفار، ويكون ذلك بالابتعاد عنهم، ومن السعي كذلك: ترك الأفعال السيئة، والأخلاق المذمومة، والبعد عن الفسق والنفاق والكفر. ومن أعظم أصناف السعي: سعي القلوب إلى الله؛ بأن يخلص المسلم في عبادته لله تعالى، ولا يقصد من أي فعلٍ أو قولٍ إلّا وجه الله تعالى، ويحبّ من يحبه الله، ولا يحب إلّا الله عزّ وجلّ.

دلالات الابتعاد

عرف أهل اللغة الابتعاد بأنه ضد الوصل، والبعد عن أرضٍ إلى أرضٍ أخرى هو ترك الأولى، والتقاطع هو التهاجر، وقد حدثت هجرتان في تاريخ الإسلام: هجرةٌ للحبشة، وهجرةٌ إلى المدينة. أما الابتعاد في الشرع فهو ترك ما هو مُنكر ومنه السعي من دار الكفر لدار الإسلام، والمعنى الآخر للبعد في الشرع هو ترك أهل المنكر والمعاصي، بهدف التعزير أي على وجه التأديب، ويثاب الساعي على ذلك؛ لأنه من أجل الله تعالى، وقد قام النبي -صلى الله عليه وسلم- بهجر الصحابي كعبٌ وأصحابه وأمر صحابته بتركهم لعدم خروجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، وكان لهذا السعي أثرٌ كبيرٌ.

المصادر

Total
0
Shares
المقال السابق

أسباب الهجرة إلى أرض الحبشة ونتائجها

المقال التالي

السفر إلى اليابان: نظرة شاملة

مقالات مشابهة