الأحداث التي سبقت الحرب
امتدت فتيل الحرب العالمية الثانية لسنوات قبل اندلاعها في الأول من سبتمبر 1939م. شهدت تلك الفترة أحداثًا بالغة الأهمية، منها الغزو الإيطالي لأثيوبيا عام 1935م، والذي استمر حتى عام 1936م، مُظهراً عجز عصبة الأمم عن فرض السلام. كما شهدت إسبانيا حربًا أهلية عام 1936م، حُرّضت عليها ألمانيا وإيطاليا، مما زاد من التوترات الدولية. ثم جاء الغزو الياباني للصين في يوليو 1937م، متمثلاً في حادثة جسر ماركو بولو، لتشكل جميعها مقدمات خطيرة للحرب العالمية الثانية.
كما شهدت تلك الحقبة غزو اليابان لمنغوليا والاتحاد السوفييتي، إضافة إلى نزاعات واتفاقيات أوروبية متعددة أدت إلى تصعيد التوتر على الساحة الدولية وزيادة احتمالية نشوب حرب عالمية.
العوامل المسببة للحرب
تعددت الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، وبرزت بعضها بشكل واضح:
معاهدة فرساي ووقعها
فرضت معاهدة فرساي، الموقعة بعد الحرب العالمية الأولى، شروطًا قاسية على ألمانيا. فقد خسرت ألمانيا نسبة كبيرة من أراضيها وسكانها ومواردها، إضافة إلى فرض تعويضات مالية باهظة عليها. أدت هذه الشروط إلى شعور بالظلم والاستياء في ألمانيا، مما مهد الطريق لظهور الحركات القومية المتطرفة.
الكساد الكبير وأثره
أدى الكساد الاقتصادي العالمي عام 1929م إلى تفاقم الأوضاع السياسية والاجتماعية في العديد من الدول، مما ساهم في صعود الحكومات الديكتاتورية. ركزت الدول على حل مشاكلها الداخلية، متجاهلةً التوترات الدولية المتصاعدة. كما أدى الكساد إلى حروب تجارية وحمائية، زادت من حدة التنافس بين الدول.
هتلر وسياساته العدوانية
عمل أدولف هتلر على إلغاء قيود معاهدة فرساي، من خلال إجراءات عدوانية شملت التجنيد الإجباري، وتسليح منطقة الراين، وتطوير الصناعة الحربية، واستعادة منطقة سار. كانت هذه السياسات بمثابة إشارة واضحة على نوايا ألمانيا التوسعية.
التوسع الفاشي ونتائجه
اتبعت الدول الفاشية، وعلى رأسها ألمانيا وإيطاليا، سياسة توسعية أدت إلى العديد من الأحداث، ومنها الغزو الياباني للصين، والاحتلال الإيطالي لأثيوبيا، والتوسع الألماني على حساب النمسا وبولندا. أدى تشكيل التحالفات العسكرية، مثل محور برلين، روما، وطوكيو، إلى زيادة التوتر وتهديد السلام العالمي. فشلت عصبة الأمم في منع هذه الأعمال العدوانية، مما ساهم في اندلاع الحرب.