جدول المحتويات
الزوجة الصالحة كنز للرجل
إن الله -عز وجل- عندما خلق سيدنا آدم -عليه السلام- وأسكنه الجنة، كان ينعم بكل ما فيها من خيرات ونعم، لكنه أحس بالوحدة واشتاق إلى رفيقة تؤنس وحدته وتشاركه حياته. فكانت حواء هي الجواب، خُلقت لتكون سكنًا له ومصدرًا للراحة والأمان. فالمرأة الصالحة هي حقًا كنز عظيم في حياة الرجل، تبعث فيه السكينة والطمأنينة.
يقول الله تعالى في كتابه الكريم: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
إنها خير معين له في أمور دينه ودنياه، وهي الركن الذي يعتمد عليه في تربية الأبناء على الأخلاق الحميدة والقيم النبيلة. كما أنها تعينه على التواصل مع أهله وأرحامه، وتذكره ببر والديه وصلة الأقارب.
وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- الرجال بحسن اختيار الزوجة، فقال: (تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لِمالِها، ولِحَسَبِها، وجَمالِها، ولِدِينِها، فاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ، تَرِبَتْ يَداكَ).
فالرجل الذي يحظى بزوجة صالحة فقد فاز بخير الدنيا والآخرة، ونعم بالراحة والاطمئنان.
علامات الصلاح في الزوجة
لقد حث الإسلام المرأة على صيانة نفسها والتحلي بالعفة والفضيلة. ومن علامات صلاح الزوجة ما يلي:
جمال الأخلاق وحسن المعاملة
أمر الإسلام المرأة بإطاعة زوجها في كل ما يرضي الله ورسوله، وحثها على حسن معاملته ومعاشرته بالمعروف. يجب عليها تجنب كل ما يزعجه أو يضايقه، وأن تحرص على أن تكون في أحسن صورة أمامه. فطاعة الزوج من أسباب دخول الجنة، وقد قرنها النبي -صلى الله عليه وسلم- بإقامة الفرائض.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(إذا صلَّتِ المرأةُ خَمْسَها وصامتْ شهرَها وحصَّنتْ فرْجَها وأطاعت بعلَها دخَلتْ مِن أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شاءتْ).
الحفاظ على سمعة الزوج وصون العرض
ذكر الله -عز وجل- صفات المرأة الصالحة في القرآن الكريم، فوصفها بأنها حافظة للغيب، أي أنها تحفظ زوجها في غيابه، وتحافظ على نفسها وعفتها، وتصون عرضه وسمعته، وترعى ماله وأولاده. وهذا من أعظم علامات صلاحها.
قال تعالى:(فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّـهُ).
التمسك بالستر
الستر هو علامة مميزة للمرأة الصالحة، وصفة من صفاتها النبيلة. لقد أمر الله -سبحانه وتعالى- المسلمات بالستر أمام الرجال الأجانب، وفرض عليهن الحجاب صيانةً لعفتهن وحفظًا لهن من كل ما يؤذيهن. فالحجاب وقاية وحماية.
يقول الله تعالى:(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّـهُ غَفُورًا رَّحِيمًا).
وفي المقابل، حث النبي -صلى الله عليه وسلم- الزوجة على أن تتجمل وتتزين لزوجها بما يسره ويبهجه، لتكون له خير متاع في الدنيا.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه سئل النبي صلى الله عليه وسلم:(أيُّ النساءِ خيرٌ؟ قال: التي تسرُّه إذا نظر، وتطيعُه إذا أمر، ولا تخالفُه في نفسِها ومالها بما يكره).
ومن فوائد الالتزام بالحجاب:
- الحجاب طهارة للقلب وعفة للنفس، ومظهر من مظاهر التقوى وتعظيم حرمات الله.
- الحجاب سكينة ووقار لمن ترتديه، ويدل على الهيبة والتوقير.
- الحجاب وسيلة لحفظ الأعراض وحماية المرأة من الأذى.
- الحجاب مظهر من مظاهر تميز الأمة الإسلامية ونشر الفضيلة.