فهرس المحتويات
الموضوع | الرابط |
---|---|
ما هو الرياء؟ | تعريف الرياء |
أمثلة للرياء في القرآن الكريم | أمثلة للرياء في القرآن |
الرياء في العبادات | الرياء في العبادات |
الرياء في الإنفاق | الرياء في الإنفاق |
المرائي وصِحبة الشيطان | المرائي وصِحبة الشيطان |
الرياء وعلامات النفاق | الرياء وعلامات النفاق |
الرياء في السنة النبوية الشريفة | الرياء في السنة النبوية الشريفة |
مراتب الرياء وخطورته | مراتب الرياء وخطورته |
ماهية الرياء وخطورته
يُعرف الرياء بأنه عمل صالح يُقصد به إظهار ذلك للناس، طلباً لمدحهم وثنائهم، وليس طلباً لرضى الله تعالى. وهو من الكبائر التي قد يُبتلى بها المسلم دون أن يشعر. فالرياء في اللغة مشتق من “رَأَى” بمعنى رؤية، ويُشير إلى إظهار الإنسان صورة غير حقيقية عن نفسه للآخرين. أما في الاصطلاح، فيُعرف بأنه سلوكٌ يهدف إلى كسب إعجاب الناس وإرضائهم، حتى وإن كان ذلك على حساب الإخلاص لله عز وجل. إنّ طلب الدنيا و الثناء من الناس، و فعل العبادات لإرضاء الناس، و الحرص على التصنع و التظاهر بحسن التعبد لله تعالى، كلها أمثلة على الرياء.
الرياء في كتاب الله
يحذر القرآن الكريم بشدة من الرياء، ويُبيّن عواقبه الوخيمة. ففي سورة الضحى، يقول الله تعالى: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ * الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ * وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ﴾ [الضحى: 4-7]. وهذا التحذير من الرياء في الصلاة، يُشير إلى خطورة إظهار الصلاة للناس دون إخلاص لله. كذلك، يُوضح الله تعالى خطورة الرياء في الإنفاق بقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 264]. هذا المثل يُشبه المرائي بصخرة لا تُنتفع بمطر السماء. كما أنَّ القرآن الكريم يربط بين الرياء وصحبة الشيطان بقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا﴾ [النساء: 38]. ويُبين القرآن أنَّ الرياء من علامات النفاق بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [النساء: 142].
الرياء في الأعمال الصالحة
يُعتبر الرياء من أبرز المعاصي التي تُفسد العمل، سواء كان في الصلاة، الزكاة، الصيام أو أي عملٍ آخر. فالنية الخالصة لله هي أساس قبول العمل، وإذا شاب العمل الرياء، فإنّ الله -عز وجل- لا يقبله. فعلى المسلم أن يُخلص عمله لله وحده، دون أن يُراعي الناس أو يبتغي ثنائهم.
الرياء في الصدقات والإنفاق
الرياء في الإنفاق يُعتبر من أخطر أنواع الرياء، لأنه يُنقص أجر الصدقة ويُبطلها تماماً. فالصدقة بجب أن تكون خالصة لوجه الله، دون أن يطلع عليها أحد، أو يهدف إلى الحصول على ثناء الناس.
المرائي وصحبة الشيطان
يُعتبر المرائي صديقاً للشيطان، لأنّه يتبع هواه ويتّبع أوامره دون أن يُدرك ذلك. فالشيطان يُزين له الرياء، ويُغرّره بأنّه يُظهر للناس صورة حسنة عن نفسه، لكنّه في الحقيقة يُخسر أجره وثوابه.
الرياء وعلامات النفاق
الرياء من علامات النفاق، وهو يدلّ على ضعف الإيمان ونقص الخشوع لله -عز وجل-. فالمُنافق يُظهر الخير للناس، ولكنّ قلبه خالٍ من الإخلاص.
الرياء في السنة النبوية
وردت أحاديث شريفة تحذر من الرياء، وتُبيّن خطورته. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، وَمَنْ يُرَائِي يُرَائِي اللَّهُ بِهِ”. أي من أراد السمعة والرياء، فضحه الله تعالى يوم القيامة. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: “الْهَوَى الْخَفِيُّ وَالرِّيَاءُ شِرْكٌ”. وهذا يُشير إلى أنّ الرياء يُعتبر من الشرك الأصغر، وهو من أشدّ الأمور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحذر منها أمّته. كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ؟ قَالَ: الرِّيَاءُ”. فقد حذر النبي من خطورة الرياء ووصفه بالشرك الأصغر الذي يقضي على ثواب الأعمال.
مراتب الرياء وخطورته
للرياء درجات متفاوتة في الخطورة، منها: عدم العمل الصالح إلاّ لإرضاء الناس، والحرص على إظهار العمل أكثر من الحرص على الثواب، والحرص على الثواب بقدر الحرص على ثناء الناس، وأن يكون ثناء الناس سبباً في النشاط في العبادة. كلّ هذه الدرجات تُنقص من ثواب العمل وتُهدد بفقدانه تماماً. فخطورة الرياء تكمن في إبعاد المسلم عن الإخلاص لله، وإغراقه في الغرور، وتعطيل بركة الأعمال الصالحة.