الرشوة: تعريفها، أركانها، وآثارها

نظرة شاملة حول مفهوم الرشوة في الإسلام: تعريفها، أركانها، وتأثيراتها السلبية على المجتمع. استكشاف الحكم الشرعي للرشوة وأبعادها المختلفة.

مقدمة

الرشوة آفة اجتماعية خطيرة، ذات تداعيات وخيمة على الفرد والمجتمع. إنها تمثل انحرافًا عن العدالة، وتعديًا على حقوق الآخرين، وتقويضًا لقيم النزاهة والأمانة. في هذا المقال، سنتناول مفهوم الرشوة من منظور إسلامي، مع تسليط الضوء على أركانها وآثارها السلبية على المجتمع.

الرأي الشرعي في الرشوة

لقد حرم الإسلام الرشوة تحريمًا قاطعًا، وجعلها من كبائر الذنوب. وقد ورد في السنة النبوية الشريفة ما يدل على شناعة هذا الفعل وعظيم خطره، حيث:

حَرّم الله -تعالى- الرشوة، ولعن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كلٌّ من المرتشي والراشي، وتزيد حُرمة الرشوة إن شكّلت ضرراً للآخرين، أو أكل حقوقهم، وعلى من تعامل بالرشوة التوبة من هذا الفعل، والاستغفار وعدم الرجوع إليها مرةً أخرى، وفي حال أخذ الرشوة أثناء تولّيه المال العام؛ يتوجّب عليه إعادة المال لخزينة الدولة،

ويعتبر أخذ الرشوة من أكل السحت، وهو المال الحرام الذي يؤثر سلبًا على أخلاق الإنسان وسلوكه ودينه.

ومع ذلك، فقد أباح العلماء دفع الرشوة في حالة الضرورة القصوى، إذا كان ذلك هو السبيل الوحيد لاستعادة الحق المسلوب أو دفع الظلم الواقع. وفي هذه الحالة، يقع الإثم على الآخذ لا على الدافع.

وبيّن أهل العلم أنّ صاحب الحقّ إن لم يستطع أن يأخذ حقّه إلّا بأن يدفع الرشوة جاز له دفع الرشوة ولا تحرّم عليه؛ بل على من أخذ منه المال،

إن الحكمة من تحريم الرشوة تكمن في الحفاظ على حقوق الناس، وصيانة مصالح المجتمع، وتحقيق العدل والمساواة بين أفراده.

والحكمة من تحريم الرشوة تتمثّل بالدفاع عن حقوق عامة الناس، وحفظ مصالح المجتمع.

عناصر تكوين الرشوة

تتكون الرشوة من أربعة أركان أساسية، لا تتحقق إلا بتوافرها جميعًا:

  • الراشي: هو الشخص الذي يقدم المال أو المنفعة بهدف الحصول على مصلحة غير مشروعة أو تسهيل أمر باطل.
    الراشي:وهو الذي يدفع المال للحصول على منفعةٍ، أو للإعانة على الباطل.
  • المرتشي: هو الشخص الذي يقبل المال أو المنفعة مقابل تحقيق مصلحة الراشي أو تسهيل أمره.
    المرتشي:وهو الذي يستفيد من المال أو المنفعة من غيره؛ لإيصال حقٍّ إلى الراشي، أو أن يساعده بمصلحةٍ غير مشروعةٍ.
  • الرائش: هو الوسيط الذي يسعى بين الراشي والمرتشي لإتمام عملية الرشوة.
    الرائش:وهو الذي يسعى بين الراشي والمرتشي لتحقيق مصلحتهم.
  • الرشوة: هي المال أو المنفعة التي تُدفع بهدف تحقيق المصلحة المطلوبة.
    الرشوة:وهي المنفعة أو المال التي تُبذل بهدف قيام المرتشي بالمصلحة المطلوبة.

التأثير على المجتمع

للرشوة آثار مدمرة على المجتمع، فهي تؤدي إلى:

  • انتشار الفساد الأخلاقي وتدهور القيم.
    انتشار الرذيلة وضياع الفضائل.
  • إلحاق الظلم بالناس والتعدي على حقوقهم.
    ظلم أفراد المجتمع لبعضهم البعض، من خلال التعدّي على حقوق بعضهم البعض بالسرقة،والرشوة، والغشّ في المعاملات،وشهادة الزور، والخيانة والظلم والعدوان.
  • استشراء الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع.
    سببٌ لانتشار العداوة والشحناء بين الناس.
  • جلب غضب الله وسخطه.
    سببٌ لغضب الرب.
  • تفكك المجتمع وانتشار الفوضى والاضطرابات.
    الرشوة من أسباب العقوبات العامة للمجتمع، وإن انتشرت المعاصي في المجتمع كانت سبباً في تفكّك المجتمع وتفرقه، وانقطاع المودة والمحبة بين الناس، وعدم التعاون على فعل الخير.

لذا، فإن مكافحة الرشوة واجب ديني ووطني، يتطلب تضافر جهود جميع أفراد المجتمع ومؤسساته.

المراجع

Total
0
Shares
اترك تعليقاً
المقال السابق

المنع الشرعي للربا في الإسلام

المقال التالي

أحكام الرضاعة من امرأة أخرى غير الأم

مقالات مشابهة