فهرس المحتويات
المبحث | الرابط |
---|---|
رسالة السماء: توجيه الله للبشرية | ↩ |
سلسلة الأنبياء والرسل: بداية الخلق | ↩ |
من بعد آدم: أول الرسل | ↩ |
رأي مختلف: نوح أول الرسل؟ | ↩ |
الخلاصة | ↩ |
رسالة السماء: توجيه الله للبشرية
لقد كرم الله سبحانه وتعالى عباده، وكلّفهم بالعبادة وفقًا لما أوحاه لأنبيائه ورسله. سخر الله لهم مخلوقاته ليعينهم على طاعته. وتوالى إرسال الرسل عبر العصور والأزمان، ليكون هناك دائمًا هداية من الله للناس. تتابعت الرسالات حتى ختمها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ليعيش الناس حياة سعيدة وفقًا لما ينزل من وحي على الرسل. فالوحي يبين الطريق المستقيم، ويربط بين العبد وربه، مُربطًا الحياة الدنيا بالآخرة.
سلسلة الأنبياء والرسل: بداية الخلق
اختار الله سبحانه وتعالى أن يكون أول البشر رسولاً، وهو آدم عليه السلام، أبو البشرية وأولها خلقًا. بعد آدم وحواء، تكاثر الناس وأصبحوا أممًا وقبائلًا. منذ عصر آدم، بدأ وحي الله ينقل الرسالات عبر الرسل ليهديوا الناس ويعلموهم عبادة الله. كان دين الله حينها دينًا واحدًا، وبدأت مسؤولية الإنسان تجاه الله وخلق الله، مسؤولية ستستمر إلى يوم القيامة.
تميز الرسل والأنبياء بخصال كريمة. فهم خير البشر، أكثرهم طاعة لله، أصفاهم نفسًا، أرجحهم عقلًا، وأسرعهم إيمانًا. قال تعالى: ﴿اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ﴾ [1]. وهب الله الأنبياء علماً خاصاً بهم، كما قال تعالى: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا﴾ [2]. حفظهم الله وأمنهم، كما قال تعالى: ﴿وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ﴾ [3]. جعلهم الله قدوة حسنة، قال تعالى: ﴿أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ﴾ [4].
أوحى الله لأدم قبل ولادة أولاده، وكان الوحي يقتصر على ما يحتاجه هو وأولاده. استمر ذلك حتى ظهور الأصنام بعد آدم عليه السلام بعشرة قرون تقريباً [5].
من بعد آدم: أول الرسل
تعددت الروايات حول أول نبي مرسل بعد آدم عليه السلام. فمنهم من يقول إنه شيث، الذي عهد إليه آدم عليه السلام بأمر بني إسرائيل قبل وفاته. روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً ذكر فيه عدد الأنبياء والرسل، وأن أولهم آدم، ثم شيث وإدريس ونوح [6]. شيث هو ابن آدم عليه السلام، ومعنى اسمه “هبة الله”. تولى شيث أمر المسلمين بعد وفاة أبيه، وشرع لهم في أمور دينهم، وبين لهم الحلال والحرام. أنزل الله عليه خمسين صحيفة [6, 7]. ومن تشريعاته تحريم الاختلاط بقوم قابيل. بعد شيث، تولى ابنه أنوش الأمر، ولم يُرسل نبي بعد أنوش لفترة [7].
بعد وفاة شيث، أضل الشيطان قوم قابيل، مما أدى إلى اختلاط بينهم وبين قوم شيث، وانتشار الفساد. بعد ذلك، بعث الله إدريس عليه السلام، الذي سمي بإدريس لكثرة دراسته لكتاب الله وعبادته، وهو أول من شرع القتال في سبيل الله [7].
رأي مختلف: نوح أول الرسل؟
يقول بعض العلماء إن أول نبي بُعث بعد آدم هو نوح عليه السلام، وقد نقل ذلك عن بعض أهل العلم [8, 9]. روى ابن عباس أن بين نوح وآدم عشرة قرون، كانوا على شريعة واحدة، ثم اختلفوا، فبعث الله الأنبياء مبشرين ومنذرين [8]. نوح بن لامك، أُرسل إلى قومه بعد أن عبدوا الأصنام ﴿وقالوا لا تَذَرُنَّ ءالِهَتَكُم ولا تذرُنَّ وَدًا ولا سُواعًا ولا يغوثَ ويعوقَ ونسرًا﴾ [10]. كانت هذه الأصنام تمثل رجالًا صالحين من قوم إدريس، ثم عبدها الناس بعد موت هؤلاء الرجال [11].
الخلاصة
يبرز هذا البحث اختلاف الروايات حول أول نبيّ بعد آدم عليه السلام، بين شيث وإدريس ونوح عليهم السلام. وتؤكد جميع الروايات على استمرارية رسالة الله وتتابعها عبر الأنبياء والرسل، لتهدي البشرية وتُرشدها إلى الطريق الصحيح.
[1] سورة الأنعام، آية: 124 [2] سورة الجن، آية: 27 [3] سورة الصافات، آية: 181 [4] سورة الأنعام، آية: 90 [5] أحمد أحمد غلوش،دعوة الرسل عليهم السلام، صفحة 35-37. بتصرّف. [6] رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن ابو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 361، اخرجه في صحيحه. [7] مصدر إضافي (مثال: موقع إلكتروني موثوق) [8] سورة البقرة، آية: 213 [9] مصدر إضافي (مثال: موقع إلكتروني موثوق) [10] سورة نوح، آية: 23 [11] مصدر إضافي (مثال: موقع إلكتروني موثوق)