أصول الرباب ابنة امرئ القيس
الرباب هي ابنة امرئ القيس الكلبي، زوجة الحسين بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – وكنيتها أم البراء بن معرور.[1] والدها هو القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة.[2] ولها ابنة تدعى سكينة.[3]
زواجها المبارك من الحسين بن علي
ورد في رواية عوف بن خارجة أنه بينما كان عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – جالساً، أقبل رجل يخترق صفوف الناس حتى وصل إليه، فسلم عليه. سأله عمر عن هويته، فأخبره بأنه رجل نصراني، وأنه امرؤ القيس الكلبي. لم يعرفه عمر، فقام رجل من الحضور لتعريفه، وأخبر عمر بأنه صاحب بكر بن وائل الذي حاربهم يوم فلج قبل الإسلام، وأنه يرغب في الدخول إلى الإسلام. فدعا عمر له بالإسلام فأسلم.[4][5]
بعد ذلك، أمر عمر بإحضار رمح وتسليمه إياه. أقبل علي بن أبي طالب ومعه ابناه الحسن والحسين – رضي الله عنهم – فعرفه بنفسه وأخبره بأنه ابن عم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصهره، وطلب منه أن يزوجه. فوافق امرؤ القيس على ذلك، وزوج عليًا بمحياة بنت امرئ، وتزوج الحسن أختها سلمى، أما الحسين فتزوج الرباب بنت امرئ القيس.[4][5]
عندما وصلت الرباب بنت امرئ القيس إلى الشام بعد استشهاد زوجها الحسين – رضي الله عنه – في معركة كربلاء، تقدم لخطبتها العديد من أشراف قريش، لكنها أبت الزواج بعد الحسين، وعاشت دون سقف يقيها لمدة عام كامل. كانت شاعرة، ورثت زوجها ونظمت فيه الشعر،[6] فقالت:[7]
إنّ الذي كان نوراً يُستضاء به بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبيّ جزاك الله صالحةً عنّا وجنبت خسران الموازينَ
قد كنت لي جبلاً صعباً ألوذ به وكنت تصحبنا بالرّحم والدينَ
من لليتامى ومَن للسائلين ومَن يغني ويأوي إليه كلّ مسكين
كانت الرباب من أجمل النساء، وقد قال فيها زوجها:
لعمرك إنني لأحب داراً تكون بها سكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي وليس لعاتب عندي عتاب
وفاة الرباب زوجة الحسين
توفيت الرباب زوجة الحسين في العام الثاني والستين للهجرة،[8] وذلك بسبب شدة حزنها على وفاة زوجها. وقيل إنها أقامت على قبره عاماً كاملاً، وعندما غادرت القبر قالت: “إلى الحول ثمّ اسم السّلام عليكما، ومن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذر”.[9]
أحداث بارزة في حياة الرباب زوجة الحسين
رافقت الرباب زوجها في فاجعة كربلاء، وشهدت مصرعه هناك.[6] وعرض عليها قاتل زوجها الزواج بها، فرفضت قائلة له: “أتقتل زوجي وتنكحني؟!”، وأقسمت ألا تتخذ صهرًا غير رسول الله – صلى الله عليه وسلم. ثم أُرسل عبد الملك بن أبي الحارث إلى المدينة المنورة ليخبر أهلها بمقتله، فتوجه إلى عمرو بن سعيد وأخبره، فأمره أن ينادي في الناس ويخبرهم. فبكى بنو هاشم بكاءً شديداً لم يرَ مثله من قبل قط،[10] وأقامت زوجته الرباب بنت امرئ القيس على قبره عاماً كاملاً، وتوفيت إثر حزنها على وفاته.[9]
المصادر
- الدارقطني ،المؤتلف والمختلف، صفحة 1048.
- ابن ماكولا ،الإكمال في رفع الارتياب عن المؤتلف والمختلف في الأسماء والكنى والأنساب، صفحة 2.
- ابن منظور،مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، صفحة 350.
- ابن منظور ،مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، صفحة 350-351.
- ابن عساكر ،تاريخ دمشق، صفحة 119.
- خير الدين الزركلي ،الأعلام، صفحة 13.
- صلاح الدين الصفدي ،الوافي بالوفيات، صفحة 53.
- بشير يموت ،شاعرات العرب في الجاهلية والإسلام، صفحة 172.
- إسماعيل بن كثير ،البداية والنهاية، صفحة 595.
- سبط ابن الجوزي ،مرآة الزمان في تواريخ الأعيان، صفحة 165.