فهرس المحتويات
الرأي الشرعي في استحداث غمازات الوجه
لا يسمح للمرأة بإجراء عملية جراحية بهدف إيجاد غمازات في الوجه. والسبب في هذا التحريم يعود إلى أن هذا النوع من العمليات يعتبر تعديلاً في خلق الله الذي خلقه عليه، وقد ورد في القرآن الكريم قول الله تعالى على لسان إبليس:
﴿وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ﴾ [النساء: 119].
أما إذا كانت الغمازات موجودة بشكل طبيعي في الوجه، نتيجة تركيبته الأصلية، فلا حرج في ظهورها. وبخصوص رسم الغمازات بالمكياج دون تدخل جراحي، فإنه يعتبر ممنوعًا إذا كان الهدف منه هو إظهار زينة المرأة وجمالها أمام الرجال الأجانب، أو كان بقصد خداع الخاطبين. أما إذا انتفت هذه النوايا المحرمة، فلا مانع من ذلك.
ضوابط الشرع في عمليات التجميل المختلفة
يتغير الحكم الشرعي لعمليات التجميل تبعًا للهدف منها. فقد تكون العمليات التجميلية ضرورية، مثل تلك التي تهدف إلى إصلاح عيوب خلقية أو ناتجة عن حوادث أو غيرها. هذه العمليات جائزة شرعًا لأنها تهدف إلى إزالة الضرر النفسي والحسي الذي يعاني منه الشخص. في المقابل، قد تكون عمليات التجميل محرمة إذا كانت اختيارية وتهدف إلى زيادة الجمال والتحسين فقط، مثل عمليات تصغير الثدي أو إزالة علامات الشيخوخة. سبب تحريم هذه العمليات هو أنها تعتبر تغييرًا في خلق الله.
معايير تحديد تغيير خلق الله المباح والمحظور
توجد عدة معايير يمكن الاعتماد عليها لتحديد ما إذا كانت العمليات تعتبر تغييرًا لخلق الله أم لا:
- المرجعية الشرعية: الضابط الأساسي للإباحة أو التحريم هو الرجوع إلى نصوص الكتاب والسنة. فكل ما حرمته الشريعة لا يجوز فعله، بغض النظر عن سبب التحريم، مثل الوشم والنمص. وبالمثل، كل ما أباحته الشريعة يجوز فعله، مثل الختان وحلق العانة.
- جوهر التغيير: كل عمل لم يرد فيه نص شرعي يجب فحصه. فإما أن يكون تغييرًا حقيقيًا في الخلقة، وهذا يلحق بالأعمال المحرمة لأنه تغيير لخلق الله. وإما أن يكون التغيير ظاهريًا فقط، بحيث يظن الناظر أنه حقيقي، وهذا التغيير محرم أيضًا قياسًا على تحريم التغيير الحقيقي.
- التدخل الخارجي: إذا كان تغيير الشكل ناتجًا عن تدخل خارجي، مثل تنشيط الغدد والخلايا بأدوية لتعود إلى وظيفتها الطبيعية، فإن أي تغيير يحدث في شكل الجسم في هذه الحالة لا يعتبر تغييرًا محرمًا.
قائمة المصادر والمراجع
- سورة النساء، الآية 119.
- “وضع الغمازات في الوجه بين الجواز والمنع”، إسلام ويب، 2008-9-13، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-8-11.
- “حكم إجراء العمليات التجميلية”، الإسلام سؤال وجواب، 1999-8-12، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-8-11.
- “ضابط التغيير لخلق الله المذموم منه وغير المذموم”، إسلام ويب، 2009-2-7، تم الاطلاع عليه بتاريخ 2018-8-11.