فهرس المحتويات
النظرة الإسلامية لتقليل الإنجاب
يُعتبر الحفاظ على النسل من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية، حيث يشجع الإسلام على زيادة النسل لما فيه من فوائد جمة للمجتمع والأمة. فزيادة عدد المسلمين تعزز من قوة الأمة وتسهم في تقدمها وازدهارها، بالإضافة إلى أن كثرة النسل تساهم في إعمار الأرض وتحقيق التنمية المستدامة. ولهذا، فإن تحديد النسل بشكل مطلق يتعارض مع هذه المقاصد الشرعية ويعتبر غير جائز في الإسلام.
وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزواج من النساء الولود فقال: (تزوجوا الودودَ الولودَ فإني مكاثرٌ بكم الأممَ يومَ القيامةِ). كما أن كثرة الأبناء تجلب معها الرزق والبركة من الله تعالى، حيث قال تعالى: “وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا”. فالله سبحانه وتعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي يتكفل برزق كل مخلوق، بما في ذلك الأطفال.
حكم استعمال وسائل منع الحمل
قد تلجأ بعض النساء إلى استخدام وسائل منع الحمل المختلفة بهدف وقف الإنجاب نهائياً، وهذا الأمر غير جائز شرعاً. أما إذا كان استخدام هذه الوسائل ناتجاً عن ضرورة شرعية معتبرة، فإنه يجوز في حالات معينة. على سبيل المثال، إذا كان الحمل يشكل خطراً على حياة المرأة أو صحتها، أو إذا كانت تعاني من مشاكل صحية تمنعها من الحمل بشكل طبيعي، ففي هذه الحالات يجوز لها استخدام وسائل منع الحمل المناسبة التي لا تضر بصحتها ولا تؤدي إلى آثار جانبية سلبية في المستقبل.
كما لا يوجد مانع شرعي من المباعدة بين فترات الحمل، كتحديد مدة زمنية معينة بين كل حمل وآخر (سنتين أو ثلاث سنوات مثلاً). وهذا يتيح للمرأة الحصول على قسط كاف من الراحة والتعافي، كما يمنحها الوقت الكافي لتربية أطفالها الحاليين وتنشئتهم تنشئة سليمة.
حكم تنظيم النسل في الإسلام
استناداً إلى الأدلة الشرعية، توصل العلماء إلى جواز تنظيم النسل بهدف توفير التربية الإسلامية السليمة للأبناء. وقد استدلوا على ذلك بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه: (كنَّا نعزلُ والقرآنُ ينزلُ). وقد استنبط ابن باز رحمه الله من هذا الحديث جواز تنظيم النسل إذا كانت هناك مشقة في تربية الأولاد أو إذا كانت المرأة تعاني من مشاكل صحية بسبب كثرة الولادات.
أما إيقاف النسل بشكل كامل فهو أمر غير جائز شرعاً ويعتبر حراماً، لأنه يتعارض مع أحد مقاصد الشريعة الإسلامية وهو حفظ النسل. فالإسلام يحث على الزواج والإنجاب لما فيه من مصالح عظيمة للفرد والمجتمع، وإيقاف النسل يعتبر تعطيلًا لهذه المصالح.
وبشكل عام، يجب على المسلم أن يحرص على التوازن بين تنظيم النسل وتربية الأبناء تربية صالحة، وأن يستشير أهل العلم والاختصاص قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بهذا الأمر.
ويجب الأخذ بالاعتبار القدرة المادية والمعنوية على تحمل مسؤولية الأبناء وتربيتهم تربية حسنة، فالأبناء أمانة في أعناق الوالدين، ويجب عليهما أن يقوما بحق هذه الأمانة على أكمل وجه.
كما يجب أن يكون الهدف من تنظيم النسل هو مصلحة الأسرة والمجتمع، وليس مجرد التهرب من المسؤولية أو الخوف من الفقر، فالله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وهو الذي يتكفل برزق كل مخلوق.
المراجع
- رواه ابن حبان، في المقاصد الحسنة، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 198، صحيح.
- صالح الفوزان (1-12-2006)،”حكم تحديد النسل “،islamway، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2018. بتصرّف.
- “قرار المجمع الفقهي حول تحديد النسل”،islamweb، 10-1-2001، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2018. بتصرّف.
- رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم: 5208، صحيح.
- “حكم تنظيم الحمل والتوقف المؤقت عن الإنجاب”،islamqa، 14-11-2015، اطّلع عليه بتاريخ 7-6-2018. بتصرّف.