تفسير دلالة اسم بيان
كلمة “بيان” في اللغة العربية الفصحى، هي اسمٌ مشتقٌ من الفعل “بانَ”، وتعني الوضوح والإظهار. وتشمل معانيها البلاغة والفصاحة في القول، والدليل القاطع، والقدرة على التعبير بوضوح. يُستخدم هذا الاسم للإشارة إلى التوضيح، الإفصاح، والشرح المفصل، مثل “بيان الأسعار” أو “بيان رسمي”. الاسم “بيان” عربي الأصل، ويجوز تسمية الذكور والإناث به، إلا أنه أكثر شيوعاً بين الإناث.
آراء الفقهاء في جواز التسمية باسم بيان
اختلف العلماء والفقهاء المعاصرون في حكم التسمية باسم “بيان”، ويمكن تلخيص آرائهم في اتجاهين رئيسيين:
الرأي الأول: عدم الجواز
يرى بعض العلماء عدم جواز التسمية باسم “بيان” لعدة أسباب:
- اعتبار الاسم “بيان” من
أسماء القرآن
، وبالتالي يجب صونه عن الامتهان. فقد يتعرض الشخص الذي يحمل هذا الاسم لمواقف مهينة أو كلام بذيء، مما يعتبر إهانة للاسم القرآني. - تحاشي تسمية الأشخاص بأسماء قد وردت في القرآن الكريم؛ حفاظاً على قدسية كلام الله عز وجل، وتجنباً لتعرضها لأي لفظ غير لائق.
الرأي الثاني: الجواز
يجيز أغلب الفقهاء التسمية باسم “بيان”؛ وذلك استناداً إلى ما يلي:
- الأصل في الأشياء الإباحة ما لم يرد نص صريح بالتحريم.
- اسم “بيان” ليس اسماً خاصاً بالقرآن الكريم، بل هو صفة من صفاته، كالهدى والشفاء. وقد ألف الشيخ صالح البليهي كتاباً عن أسماء القرآن وسماه
الهدى والبيان في أسماء القرآن
، مما يشير إلى أنه يعتبر “بيان” صفة وليست اسماً. - وجود رواة أحاديث يحملون اسم “بيان”، مثل بيان بن سمعان، ولم يعترض أحد من العلماء على ذلك.
- تأليف الفقهاء لكتب تضمنت كلمة “بيان” في عناوينها، مثل كتاب
جامع البيان
للطبري، وهو تفسير للقرآن الكريم. لو كان الاسم ممنوعاً، لامتنع العلماء عن استخدامه.
مواضع ورود كلمة “بيان” في الذكر الحكيم
وردت كلمة “بيان” في عدة آيات من القرآن الكريم، منها:
قال تعالى: (هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ).
قال تعالى: (الرَّحْمَٰنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ).
قال تعالى: (فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ).
معايير أساسية لاختيار أسماء المواليد
من حقوق الطفل على والديه اختيار اسم حسن له، يحمل معنى جميلاً ويكون فخراً له طوال حياته. لذلك، يجب مراعاة الآداب التالية عند اختيار اسم المولود:
- أن يكون الاسم حسناً في اللفظ والمعنى، بحيث لا يحمل دلالات سلبية أو معاني قبيحة.
- تفضيل الأسماء التي يحبها الله تعالى، كالأسماء المعبدة لله (عبدالله، عبدالرحمن) والأسماء المحمدية (محمد، أحمد).
- اختيار الأسماء التي تدل على صفات حميدة وصادقة.
وقد نهى الفقهاء عن التسمية ببعض الأسماء، منها:
- الأسماء المعبدة لغير الله تعالى، كالأسماء التي تعبد للكعبة أو الرسول.
- الأسماء المختصة بالله وحده، كالرحمن والخالق.
- أسماء غير المسلمين، كأسماء اليهود والنصارى.
- أسماء الطغاة والمتجبرين، كفرعون وهامان.
- الأسماء التي تدل على التشاؤم، كالأسماء التي ترتبط بالحرب أو المصائب.
- الأسماء التي تحمل معاني مذمومة أو صفات سيئة.