جدول المحتويات:
تحليل رأي المجيزين للاحتفاء باليوم الوطني
تحتفل العديد من الدول حول العالم بما يسمى باليوم الوطني أو يوم الاستقلال، وقد قام بعض العلماء بالبحث والتدقيق في الحكم الشرعي لهذه المناسبة، وقاموا بتوضيح الكثير من المفاهيم الخاطئة المرتبطة بها. فيما يلي بعض النقاط الهامة المتعلقة بهذا الموضوع:
- الاحتفال باليوم الوطني ليس عيداً دينياً يهدف إلى التقرب إلى الله، بل هو مجرد تجمع للاحتفال بمناسبة وطنية، وهذا يشبه الاحتفال بالزواج أو بأي مناسبة اجتماعية أخرى، والأصل في هذه الأمور هو الإباحة.
- إذا كان الهدف من الاحتفال هو التعبد والتقرب إلى الله أو التعظيم للحصول على الأجر، فهذا يعتبر من البدع المحرمة في الشريعة الإسلامية. وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أحْدَثَ في أمْرِنا هذا ما ليسَ منه فَهو رَدٌّ).
- إذا كان الاحتفال خالياً من أي مخالفات شرعية، فلا يوجد داعٍ لتضييق الأمر على الناس وتحويله إلى خلاف، فالأصل في الشريعة الإسلامية هو التيسير ورفع الحرج عن الناس، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وبَشِّرُوا، ولا تُنَفِّرُوا).
- إن ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- بأن الأعياد الدينية في الإسلام هما عيد الفطر وعيد الأضحى، لا يعني منع التجمعات والاحتفالات في المناسبات الأخرى.
- لا يوجد ما يمنع من الاحتفال أو الفرح بذكرى زوال الاستعمار عن بلد ما، وهو ما يعرف باليوم الوطني لتلك الدولة.
تفصيل رأي المحرمين للاحتفال بغير الأعياد الشرعية
يرى بعض العلماء أن الاحتفال بغير العيدين الشرعيين يعتبر محرماً، وقد أصدروا عدة فتاوى في هذا الشأن، ويمكن تلخيصها فيما يلي:
- ذكر الشيخ ابن باز رحمه الله أن الاحتفال باليوم الوطني يعتبر بدعة، ولا يجوز للمسلم المشاركة فيه، وهذا يدخل في عموم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُو رد). وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يحتفل بمولده، ولا في المدينة ولا في مكة، سواء قبل الهجرة أو بعدها، ولا قبل الفتح أو بعده.
- قيل أيضاً أن الاحتفال باليوم الوطني فيه تشبه بأهل الجاهلية أو غيرهم، وهو بالتالي بدعة مستحدثة ومحرمة.
تجميع الآراء المتضاربة عند العلماء والموازنة بينها
حاول بعض العلماء الجمع بين مختلف الآراء المطروحة، والتوفيق بينها على النحو التالي:
- الأعياد الدينية هما عيد الفطر وعيد الأضحى، ولا يجوز الاعتقاد بأن هناك عيداً آخر يتقرب به إلى الله -عز وجل-.
- اليوم الوطني هو مناسبة اجتماعية يجتمع فيها الناس ويحتفلون، وهو من الأمور المباحة والعادات الجائزة.
- الأصل في الشريعة الإسلامية هو التيسير على الناس، وليس التعسير عليهم.
- الاحتفال بذكرى زوال الاستعمار أمر جائز ولا حرج فيه.
- يجب الحرص أثناء الاحتفال باليوم الوطني على عدم ارتكاب المحظورات والمخالفات الشرعية، والالتزام بالضوابط الشرعية في جميع الممارسات.
- الأصل في الأشياء الإباحة، وقد أجاز الحنابلة العتيرة، وهي ذبيحة كان أهل الجاهلية يقدمونها في شهر رجب، بينما كرهها المالكية لأنها كانت من عادات الجاهلية، ولكن الحنابلة أجازوها لعدم وجود نص يمنعها.
قائمة المصادر والمراجع
- فتاوى واستشارات الإسلام اليوم، مجموعة من المؤلفين.
- كتاب فتاوى الشبكة الإسلامية، مجموعة من المؤلفين.
- صحيح مسلم، للإمام مسلم.
- صحيح البخاري، للإمام البخاري.
- دروس للشيخ عبد العزيز بن باز.
- فتاوى نور على الدرب لابن باز بعناية الشويعر.