فهرس المحتويات
مقدمة عن الغيب
الغيب هو كل ما لا يمكن إدراكه بالحواس الظاهرة، ولا تستطيع العقول تصوره أو رؤيته. إنه عالم محجوب عنا، ولا سبيل لمعرفته إلا عن طريق الوحي الذي يختص به الأنبياء والرسل، عليهم الصلاة والسلام. فالله وحده هو عالم الغيب.
يشمل الغيب الأحداث الماضية التي لم نشهدها، والأمور المستقبلية التي لم تحدث بعد، وكل ما هو خارج نطاق إدراكنا الحسي. جميع المخلوقات، من الإنس والجن والملائكة، لا يعلمون الغيب إلا ما أعلمهم الله به. وكما قال تعالى في كتابه الكريم:
(قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) [النمل: 65].
ويقول عز وجل:
(قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [الأعراف: 188].
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب عن طريق قراءة الكف والفنجان والتنجيم
ما هو حكم من يدعي معرفة الغيب أو التنبؤ بالمستقبل عن طريق قراءة الكف والفنجان والتنجيم؟ هذا سؤال يطرح نفسه، وإليكم رأي العلماء في هذه المسألة:
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب بالكف والفنجان
يتمثل هذا الادعاء في قراءة الخطوط الموجودة في الكف أو الرسوم التي تتشكل في الفنجان بعد شرب القهوة، ومن ثم التنبؤ بالأحداث الماضية والمستقبلية. هذا الفعل يوهم الناس بأن صاحبه يعلم الغيب، أو قد يربطون بين مرض شخص ما بفعل قام به شخص آخر. لا شك أن هذا النوع من ادعاء علم الغيب محرم شرعاً.
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب عن طريق التنجيم
التنجيم هو الاستدلال بأحوال الأفلاك والكواكب على الحوادث التي تقع على الأرض. يدعي المنجمون معرفة وقت نزول المطر، وهبوب الرياح، وقوتها. كذلك يزعمون أن الزواج بنجم معين يجلب السعادة أو الشقاء، وأن الشخص الذي يولد تحت برج معين سيحظى بكذا وكذا من السعادة أو التعاسة.
كما يدعون أن الأبراج لها تأثير على الحظوظ. النجوم والكواكب هي مخلوقات مسخرة بأمر الله، لا تنفع ولا تضر بذاتها. رموزها لا تدل على السعادة أو الشقاء، الغنى أو الفقر، الموت أو الحياة. هذا كله من عمل الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء. لا شك أن التنجيم حرام شرعاً.
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب عن طريق الكهانة والعرافة
ما هو الحكم الشرعي في ادعاء علم الغيب عن طريق الكهانة والعرافة؟ إليكم توضيح العلماء:
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب عن طريق الكهانة
الكاهن هو الشخص الذي يدعي الإخبار عن الغيبيات المستقبلية، أو عما في النفوس والقلوب والضمائر. يعتمد الكهنة على الشياطين الذين يسترقون السمع من السماء. وقد قال الله تعالى:
(هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ) [الشعراء: 221-223].
الكهانة محرمة في الإسلام، فقد جاء في الحديث النبوي:
(عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال : من أتى عرافًا أو كاهنًا ، يؤمنُ بما يقولُ ؛ فقد كفر بما أُنزل على محمدٍ).
الرأي الشرعي في ادعاء الغيب عن طريق العرافة
العراف هو الذي يدعي معرفة الأشياء الضائعة أو المفقودة أو المسروقة، وذلك عن طريق مقدمات وأساليب معينة. وهذا الفعل أيضاً محرم شرعاً. فقد ورد عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً).
رسل الله وإخبارهم بالغيب
لقد أطلع الله سبحانه وتعالى الرسل والأنبياء، عليهم الصلاة والسلام، على بعض الأمور الغيبية. هذا هو ما يميزهم ويصطفيهم عن بقية البشر. فالرسول أو النبي لا يبلغ إلا ما أوحى الله إليه وأمره به، ولا يدعي معرفة الغيب إلا بما علمه الله. الأنبياء والرسل هم أصدق الناس، منزهون عن الكذب والدجل والشعوذة. ولهذا قال تعالى:
(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ) [الجن: 26-27].
المراجع
- محمد رواس قلعجي حامد صادق قنيبي (1408)،معجم لغة الفقهاء(الطبعة 2)، صفحة 335، جزء 1. بتصرّف.
- سورة النمل، آية:65
- سورة الأعراف، آية:188
- أبصالح الفوزان (1423)،كتاب التوحيد(الطبعة 4)، السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 41، جزء 1. بتصرّف.
- كتاب التوحيد (1423)،https://shamela.ws/book/30846/40#p1 https://shamela.ws/book/30846/41#p1 صالح الفوزان(الطبعة 4)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 41 -43، جزء 1. بتصرّف.
- سورة الشعراء، آية:221 222 223
- أبخلدون الحقوي،التوضيح الرشيد في شرح التوحيد المذيل بالتفنيد لشبهات العنيد، صفحة 228، جزء 1. بتصرّف.
- رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن علقمة بن قيس، الصفحة أو الرقم:3049، صحيح.
- أبصالح الفوزان (1423)،https://shamela.ws/book/30846/45#p1 كتاب التوحيد(الطبعة 4)، السعودية:وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 46 47، جزء 1. بتصرّف.
- رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم:2230، صحيح.
- سورة الجن، آية:26 27